الرياض: إطلاق أضخم برنامج للصحة النفسية.. يبدأ اليوم ويمتد لعام كامل

يستهدف تعزيز دور الأسرة في الخطة العلاجية للمرضى النفسيين والمدمنين

إدارة مجمع الأمل تسعى لاستخدام أساليب علاجية جديدة بوضع برامج أسرية تتعامل مع نسق التمكين («الشرق الأوسط»)
TT

تعطى اليوم إشارة البدء في تنفيذ أضخم برنامج يستهدف أسر المرضى المصابين باضطرابات نفسية وإدمانية، والذي من المتوقع أن تستمر فعالياته وبرامجه على مدى عام كامل. وتأتي انطلاقة البرامج بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يصادف اليوم السبت 22 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث يحتضن مجمع الأمل للصحة النفسية بالعاصمة السعودية الرياض أعمال ندوة علمية تحمل عنوان «خفض التكاليف»، وتشارك بها نخبة من المختصين النفسيين والاجتماعيين.

وأوضحت نجلاء المنيخر، الاخصائية النفسية بمجمع الأمل والمنسقة والمشرفة على الندوة والبرامج المصاحبة، أن الندوة ستكون بمثابة تدشين لانطلاق مجموعة من البرامج، والتي ستستمر على مدار عام كامل، موضحة أنه سيتم تسليط الضوء فيها على كل الأمور والمتطلبات التي تهم الأسر والمرضى ممن يعانون من اضطرابات نفسية أو إدمانية.

وأكدت أن مجمع الأمل للصحة النفسية رصد عددا من الحالات لدى بعض أسر ممن يعاني أحد أفرادها من اضطرابات نفسية أو إدمانية، ووجود ردود فعل سلوكية خاطئة تمكن المصاب من الاستمرار في حالته المرضية باستخدام أساليب مراوغة، مؤكدة أن الأسرة تصبح ممكنة للمريض عندما تستمر في محافظتها على مشاعر الحب والحماية له، وتستمر تلك الحالة، لافتة إلى أن ذلك يعني أن نسق التمكين ودعم السلوكيات للمريض داخل الأسرة أمر ينبغي التركيز عليه عند فحص الاستجابات النفسية والسلوكية لأعضاء الأسرة وأدوارهم في خطوات العلاج للمريض.

وأشارت المنيخر إلى أن إدارة مجمع الأمل تسعى لاستخدام أساليب علاجية جديدة من خلال تبني وضع برامج أسرية تتعامل مع نسق التمكين، في وقت يشير فيه عدد من الدارسات الحديثة إلى أن لوعي الأسرة وفهمها لماهية المرض وكيفية التعامل مع المريض دورا كبيرا في الحد من انتكاسة المريض. وشددت على أن البرنامج يهدف إلى توعية أسر المرضى بطبيعة المرض واحتياجات المريض سواء النفسي أو مريض الإدمان، لتمكين الأسر من القيام بدورها في الخطة العلاجية بتفهم حالة المريض واحتياجاته وطبيعة مرضه، مما يساعد في سرعة شفائه والمحافظة عليه من الانتكاسة.

وبينت المنيخر أن الندوة تستهدف تفعيل دور المجتمع واستقطاب البرامج المميزة بمشاركة أعضاء من ذوي الاختصاص من داخل وخارج المملكة وتبادل الخبرات لتحقيق الفائدة المرجوة للوصول بالمرضى وأسرهم إلى بر الأمان. ولفتت إلى أنه تم توجيه دعوات للعديد من الجهات ذات العلاقة كالمستشفيات الحكومية والمراكز الصحية والجمعيات الخيرية والجامعات وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني.

إلى ذلك، من المقرر أن تشهد فعاليات تلك البرامج تنظيم أركان استشارية، ومعارض توعية، للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع، وذلك بالتنسيق مع إحدى المؤسسات المتخصصة في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات، من خلال استقطاب الجهات المشاركة والراعية وتنظيم الحدث.

من جانب آخر، تناقش الندوة العلمية للصحة النفسية عددا من أوراق العمل، من أبرزها ورقة عمل حول «دور الوالدين في وقاية الطفل والمراهق من الأمراض النفسية»، يقدمها الدكتور عمر المديفر من مستشفى الحرس الوطني، وورقة عمل تقدم «رؤية اقتصادية في تكاليف المريض النفسي»، والتي يقدمها الدكتور محمد الزهراني من مجمع الأمل بالدمام، بالإضافة لتقديم مجموعة من المحاضرات وورش العمل.

ويشير عدد من دراسات مرض الفصام، إلى أنه أحد أمراض الاضطرابات النفسية، والذي يعد من أكثر الأمراض انتشارا على المستوى المحلي، حيث يصيب ما بين 1 و1.5 في المائة من أفراد المجتمع، في وقت يعاني فيه العديد من أفراد المجتمع من جهل بطبيعة المرض وأعراضه، وذلك ما دفع الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام إلى العمل على رفع مستوى الوعي عبر تثقيف شرائح المجتمع المختلفة حول المرض، وتقديم الدعم والاستشارات لعائلات المصابين، ومن يقوم برعايتهم، من خلال مقدمي الرعاية من المراكز المتخصصة، إضافة إلى تأسيس قاعدة بيانات حول مرض الفصام، والعناية بجمع المعلومات وعمل الإحصاءات اللازمة لإنشاء مركز معلومات للدراسات والبحوث الخاصة بالمرض.