إغلاق الطرق الترابية الموصلة إلى مكة والمشاعر.. و400 فرد أمني يرصدون تسلل المخالفين

نشر مراقبين ومفتشين في زيارات ميدانية لضبط الحملات الوهمية وإيقاف أصحابها

مركز الشميسي المدخل الرئيسي لمكة المكرمة من الناحية الشمالية الغربية (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

كشفت إمارة منطقة مكة المكرمة أمس عن استحداث وحدة جديدة لمتابعة منع دخول الحجاج غير المصرح لهم، وإحكام إغلاق الطرق الترابية الموصلة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتكليف أكثر من 400 فرد بمتابعة تلك الطرق، لمنع تسلل المركبات عبرها، وتفعيل نقاط الضبط الأمني على الطرقات المقبلة من مناطق السعودية إلى مكة المكرمة.

وأعلنت من جانبها وزارة الحج بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، عن إطلاق حملة التفتيش والرقابة على مؤسسات وشركات حجاج الداخل في جميع المدن والمحافظات، وتكليفها أكثر من 100 مراقب ومفتش من منسوبيها لتنفيذ زيارات تفقدية، للتأكد من عدد من الاشتراطات والمواصفات الواجب توفرها قبل تسييرها الحملات.

وأوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنتين التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج أن 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية، لتفعيل رؤية إمارة منطقة مكة المكرمة الهادفة إلى تأكيد أن «الحج عبادة وسلوك حضاري».

وأضاف أن جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، وكذلك المؤسسات الأهلية المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام، عازمون على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن لضمان أداء الحجاج شعائرهم التعبدية بسكينة وطمأنينة، والارتقاء بجودة تلك الخدمات لتعكس الوجه الحضاري للحج.

ولفت إلى مشاركة الإدارة العامة للمرور في تفعيل قرار منع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا إلى المشاعر، بإنشاء نقاط فرز لمنع تسرب المركبات غير المرخص، ونقل وحدة الفرز والحجز على طريق السيل من منطقة الزيمة إلى مقرها الجديد بمحاذاة ميقات السيل، ووضع نقطة في طريق مكة - الهدا، وعدد آخر من نقاط المنع في عدد من مناطق المشاعر المهمة، ومنطقة العزيزية.

كما لفت إلى بدء الإدارة العامة للمرور في تنفيذ الخطة المرورية في مكة، والمعتمدة على إغلاق دخول المركبات إلى المنطقة المركزية قبل الصلوات، وبعدها بنصف ساعة، والعمل على سرعة تفريغ المنطقة المركزية من المركبات، ومنع دخول حافلات الفنادق والشقق المفروشة خارج المنطقة المركزية.

وأوضح الخضيري أن مديرية الدفاع المدني ستشارك في أعمال الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر بقوة تضم نحو 22 ألف ضابط وفرد، و5900 آلية ومعدة متعددة الاستخدامات، و19 من طائرات أسطول الطيران الأمني المجهزة بأحدث التقنيات للعمل على مدار الساعة، وفي كافة الظروف المناخية، والاستعداد لمواجهة أكثر من 12 فرضية للأخطار المحتملة.

بين وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة أن وزارة الحج دشنت خدمة ضيوف الرحمن ومساندة حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» من خلال برنامج الحج منخفض التكلفة، بمشاركة 21 شركة ومؤسسة، لتوفر خدماتها لحجاج الداخل بأسعار تتراوح من 1900 إلى 3900 ريال، تغطي خدمات السكن والنقل والإعاشة.

ولفت إلى إعلان الوزارة عن أسماء الشركات والمؤسسات المشاركة في البرنامج عبر موقع الإدارة العامة لشؤون حجاج الداخل على شبكة الإنترنت، ليتمكن المواطنين والمقيمين من التعرف عليها وكيفية الالتحاق بها.

ونوه بإعلان الوزارة أسماء الشركات المرخص لها لتقديم خدماتها لحجاج الداخل هذا العام، لمساعدة المواطنين والمقيمين في تلافي حملات الحج الوهمية، وإطلاقها حملة التفتيش والرقابة على مؤسسات وشركات حجاج الداخل في جميع المدن والمحافظات، وتكليفها أكثر من 100 مراقب ومفتش من منسوبيها لتنفيذ زيارات تفقدية، للتأكد من عدد من الاشتراطات والمواصفات الواجب توفرها قبل تسييرها الحملات.

أفاد الدكتور الخضيري بأن وزارة الشؤون البلدية والقروية واصلت جهودها لتطوير البنية التحتية في مكة والمشاعر، خصوصا في مجال النقل، بعد أن أكملت جاهزيتها لتشغيل قطار المشاعر بطاقته الاستيعابية الكاملة في هذا العام، والمقدرة بـ500 ألف حاج بواقع 90 ألف حاج في الساعة، إذ من المقرر أن يخدم حجاج الداخل ودول الخليج، وجزءا من حجاج البر بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، وكذلك 200 ألف حاج من حجاج مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا.

وتناول الخضيري أعمال وزارة النقل، وتشمل المتابعة والإشراف على صيانة وتشغيل شبكة الطرق في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، ومتابعة أنشطة النقل المختلفة ورصد تلك الأنشطة، وإجراء الدراسات الخاصة ببعض جوانب النقل في الحج، مشيرا إلى تكليف الوزارة فريقا من المهندسين والفنيين والإداريين لتنفيذ الأعمال والمهمات المدرجة.

وأشار إلى أن القطاعات المشاركة في الحج بنت لها خبرات تراكمية طويلة من خلال عملها في مواسم الحج الماضية، لافتا إلى أن «الحج حدث استثنائي في زمانه ومكانه، ولا يشبهه أي تجمع بشري آخر في العالم»، وشدد على أنه «لا يواجه أي بلد في العالم تحدي إدارة حشود تصل إلى قرابة ثلاثة ملايين نسمة يتجمعون في بقعة جغرافية صغيرة، ويلتزمون بمواقيت زمنية محدودة لأداء الشعائر».

وأضاف: «أود أن أشير هنا إلى أن جميع العاملين في حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) التي أطلقها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مطلع الأسبوع الماضي، أو في الجهات الحكومية والأهلية الأخرى المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، يعملون وفق قاعدة سنها الأمير خالد الفيصل، وهي: «إذا كان عملك جيدا في هذا العام، ولم تضف عليه شيئا في العام المقبل، فأنت حتما مقصر».

ولفت وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنتين التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج، إلى أن مشاركة الجهات الحكومية في الحج تعمل وفق منظومة متكاملة من الخدمات المتكاملة، تشمل خدمات الإيواء والنقل والإرشاد الديني والأمن والصحة والسلامة العامة، وغيرها من الخدمات، مستعرضا في الوقت نفسه نماذج من إسهامات الجهات الحكومية المشاركة في حج هذا العام.

وخلص إلى أن جميع القطاعات الحكومية بلا استثناء تعمل على تطوير أعمالها، عاما بعد آخر، من خلال اكتشاف جوانب الخلل والقصور في الموسم السابق لتلافيه في الموسم المقبل، وتنفيذ الحلول والمشاريع العاجلة والدائمة لتلافي جوانب الخلل والقصور وتصويبها. كما أن جميع العاملين في موسم الحج يدركون أن أي تقصير أو تهاون في أداء مسؤولياتهم تجاه الحجاج - مهما كان حجمه صغيرا - خط أحمر غير مقبول.

من جهتها، اعتمدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ضمن خطتها لهذا العام تكليف أكثر من ألفي داعية ومترجم وإعلامي وإداري وفني لتنفيذ مفهوم التوعية الشاملة المبنية، على أسس علمية وبرامج دعوية وفقرات إرشادية ومواد تعليمية، في إطار نشر المعلومات الصحيحة وعن الحج وأحكامه.

في حين تشارك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأكثر من 700 عضو ومترجم يعملون بين الحجاج وفي المراكز التوجيهية، بعد تأهيلهم عبر دورات تدريبية مكثفة، تتركز على الإلمام بأهم المسائل الشرعية، والطرق المثلى لإيصال النصيحة.

وعاد وكيل إمارة منطقة مكة بالإفادة بأن وزارة الصحة استكملت من جانبها جميع الإجراءات والتجهيزات الهادفة إلى ضمان سلامة الحج والحجيج، وتقديم جميع الخدمات «الوقائية والعلاجية والإسعافية» على أعلى المستويات، لافتا إلى مشاركة أكثر من 20 ألفا من العاملين في مختلف الفئات الطبية والفنية والإدارية، من جميع مناطق المملكة، في تنفيذ الخطة التشغيلية.

وأشار إلى أن وزارة الصحة عملت أيضا على تحديث وتطوير مرافقها الصحية الدائمة أو الموسمية، وإحلال المراكز الصحية فئة (ج) بمنطقة عرفات، وعددها عشرة مراكز وسيتم تشغيلها في موسم حج هذا العام، وإحلال مركز الطب الوقائي بالمعيصم، وبناء مستشفى شرق عرفات، الذي سيتم تشغيله أيضا هذا العام.

ونوه الخضيري بمشاركة هيئة الهلال الأحمر السعودي، وخصوصا عبر «الإسعاف الجوي»، وتخصيصها خمس طائرات عمودية وفريقا يضم 150 فردا من إداريين وطيارين وأطباء ومهندسي صيانة جوية ومرحلي عمليات جوية وخدمات أرضية، خلافا للفرق الإسعافية الميدانية العاملة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها.

تطرق وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة إلى مشاركة وزارة التربية والتعليم في أعمال الحج، ممثلة في جمعية الكشافة، بأكثر من ثلاثة آلاف كشاف وجوال وقائد كشفي يمثلون جميع قطاعاتها الكشفية، للوجود في معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بعد تهيئة سبعة معسكرات في العزيزية ومكة المكرمة ومشعري منى وعرفات.

وتناول الخضيري مشاركة الخطوط السعودية في أعمال الحج بتخصيص 1244 رحلة لنقل 356556 حاجا من الخارج، وتخصيص 1153 رحلة أخرى لعودتهم، وتخصيص 94 رحلة مخصصة لنقل 27122 حاجا من حجاج الداخل إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي، مع توقعات بنقل نحو مليون حاج هذا العام.

استعرض وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة مشاركة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في إصدار التوقعات الخاصة بالمشاعر المقدسة لمدة عشرة أيام، مع مراعاة تحديثها يوميا، وكذلك التوقعات الخاصة بالمشاعر لمدة خمسة أيام، والمعلومات التوقعية لها لـ24 ساعة المقبلة، فضلا عن مشاركة مجموعة من المتنبئين الجويين في غرفة عمليات الدفاع المدني بمنى، وكذلك غرفة التحكم والسيطرة التابعة للأمن العام.