المدينة المنورة تزدان باستقبال جموع ضيوف الرحمن وتهيئ إمكاناتها لخدمتهم

جندت كل طاقاتها عبر العمل على مدار الساعة

الجهات الصحية في المدينة المنورة أعلنت جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن («الشرق الأوسط»)
TT

ازدانت المدينة المنورة باستقبال ضيوف الرحمن لحج هذا العام، حيث بادرت كل المؤسسات الحكومية والأهلية باستعداداتها المبكرة لإنجاح الموسم، برصد كافة الإمكانيات لتهيئة الراحة الكاملة، قادتها المنطقة على أعلى مستوياتها عبر خطط عمل مكثفة تستمر حتى انتهاء الموسم.

وأوضح المهندس عايد بن حسين البليهشي مدير إدارة الإعلام الناطق الرسمي بأمانة منطقة المدينة المنورة «أن الله شرف هذه البلاد وأهلها بخدمة زوار المدينة المنورة ونظرا لتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين الذين يفدون من جميع أنحاء العالم خلال حج هذا العام قامت الأمانة بتجنيد طاقاتها لخدمة ضيوف المدينة المنورة وزوارها، وذلك من خلال إعداد خطة وبرنامج لموسم حج هذا العام، على أساس مضاعفة الخدمات المختلفة وذلك على مدار الأربع والعشرين ساعة، وكذلك حشد كافة الطاقات البشرية والمادية وتجهيز المعدات وغيرها في ظل التوجيهات المستمرة من وزير الشؤون البلدية والقروية، وأمير منطقة المدينة المنورة، ومتابعة وإشراف أمين منطقة المدينة المنورة المكلف».

وأضاف المهندس عايد أن الأمانة أخذت على عاتقها ضمان سلامة الزائرين والبيئة المحيطة بهم وخلوها من جميع الملوثات دون الإخلال من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين مع الأخذ بالاعتبار زيادة النشاط التجاري وزيادة عدد الزائرين وساعات تواجدهم وهذا يؤدي إلى سهولة وسرعة توفير الخدمات وأدائها بما يحقق أفضل النتائج لخدمة زوار المدينة المنورة.

وعن الأطر العامة للخطة كشف البليهشي أنه في مقابل الزيادة المتوقعة في كميات النفايات في المنطقة المركزية، فقد تم زيادة عدد المعدات والعمالة والمشرفين في فترة موسم الحج بنسبة 30%، كما تم اعتماد فترة التكثيف خلال موسم الحج من أول شهر ذي القعدة ولمدة 70 يوما، وقد تم إعداد خطة العمل وتوزيع العمالة والمعدات على نطاق البلديات الفرعية بما يكفل إنجاز العمل بالصورة المطلوبة.

وأكمل: تم أيضا إلزام أصحاب المراكز التجارية بتخصيص ضواغط لنقل النفايات من المحلات في المنطقة المركزية إلى المرمى العام، وروعي في ذلك الاستمرار في التصريح للمباسط الموسمية للسعوديين فقط، ويختار لذلك المواقع المناسبة مع تطبيق كافة الشروط الصحية، وتم التشديد على منع الطبخ الجماعي للبعثات بفنادق وعمائر المنطقة المركزية.

وحول الرقابة، قال: إنه تم تكثيفها على مطابخ الإعاشة التي تم إنشاؤها خارج المنطقة المركزية لإعداد وجبات الإعاشة للحجاج والمعتمرين، أوضح مدير العلاقات العامة أن الأمانة قامت بتطبيق نظام الهاسب (HACCAP - والآيزو 22000) على مطابخ الإعاشة ومصانع الأغذية والفنادق. وتقوم أيضا بتكليف فرقة الإصحاح البيئي ولمدة 70 يوما وعلى مدار 24 ساعة بالإشراف على الطرق السريعة التي يمر بها الحجاج وخاصة طريق الهجرة للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية في محلات تداول الأغذية والمياه.

وبين أن الجهات المعنية بالأمانة تعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بخدمات ضيوف الرحمن والعمل على تلافي أي عقبات قد تعترض سير الخطط والبرامج أولا بأول، وتم تجنيد كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة بالأمانة والاستفادة القصوى منها لتحقيق أهداف الخطة، واستمرار عمل مندوبي الأمانة في اللجان الحكومية الدائمة التي تساهم في خدمة ضيوف الرحمن.

وذكر أن كل بلدية فرعية تقوم بتنفيذ خطة عملها في مجال صحة البيئة والأسواق وإعداد تقرير يومي عن نتائج أعمالها ويسلم لوكالة الخدمات قبل الساعة التاسعة صباحا حيث يتم إعداد تقرير إجمالي يومي لنشاط الأمانة يتم رفعه إلى لجنة التنسيق والمتابعة بمركز خدمات الحجاج.

وعن مهام الإدارات العامة بوكالة الخدمات بالأمانة قال البليهشي: «إن الإدارة العامة لصحة البيئة والإدارة العامة لشؤون الأسواق تتولى العمل على مدار الـ24 ساعة بما في ذلك أيام الخميس والجمعة وذلك لمتابعة تنفيذ الخطة بالبلديات أولا بأول»، مشيرا إلى أن عمل إدارة مراقبة الأغذية بالإدارة العامة لشؤون الأسواق يكون على مدار 24 ساعة وذلك لمراقبة المحلات المتعلقة بالصحة العامة والبالغة 7718 محلا.

وأشار المهندس عايد إلى أنه تم التعاقد مع شركة متخصصة كاستشاري لتحسين أساليب الرقابة الصحية كما يقوم على تنفيذ الخطة 80 طبيبا ومراقبا صحيا، حيث قامت الإدارة العامة لصحة البيئة بتطوير آلية استخراج الرخص عن طريق مكاتب الخدمات الإلكترونية التي يتم من خلالها تيسير إجراءات إصدار وتجديد الشهادات الصحية ورخص المحلات خلال فترة بسيطة.

وذكر أن عمل إدارة مراقبة الأغذية بالإدارة العامة لشؤون الأسواق على مدار 24 ساعة أيضا وذلك لمراقبة المحلات غير المرتبطة بالصحة العامة (المحلات التجارية) والبالغ عددها 19648 محلا.

وبين أن عمل المراقبين الصحيين ومراقبي خدمات النظافة والوقاية الصحية بوكالة الخدمات خلال موسم حج هذا العام يقوم بالرقابة على الأغذية والتراخيص والمسالخ والملاحم والنظافة العامة والوقاية الصحية، ويقوم بتنفيذ خطة المراقبة على المحلات بـ2624 مراقبا ومراقبة تشمل العاملين الدائمين والموسميين ويتم من خلالهم أيضا منع الباعة الجائلين ومنع ظاهرة الافتراش، خاصة بالمنطقة المركزية ومناطق إقامة الزوار.

وتطرق البليهشي في تصريحه إلى أن إدارة المسالخ بالأمانة تقوم بدور هام وحيوي وذلك بإشرافها على المسالخ النموذجية التي في نطاق أمانة منطقة المدينة المنورة ويتمثل ذلك فيما يقدم من خدمات متخصصة من عمليات الذبح والكشف الطبي البيطري من أجل سلامة المواطن وكل ذلك يتم تحت ظروف صحية تضمن سلامة اللحوم عن طريق الإشراف الفني والإداري ويتم من خلاله الكشف على المذبوحات بالمسالخ وإعداد التقارير اليومية عن المذبوحات بكل مسلخ والإعدامات الكلية والجزئية.

وتابع: الإدارة العامة للنظافة قد اعتمدت خطتها التشغيلية لجميع البلديات بحيث يتم نزول العاملين والمشرفين بشكل ورديات في وقت الذروة من الساعة 6 مساء إلى الساعة 9 مساء ما عدا بلديتي (الحرم وأحد) فإنهما تقومان بتوزيع الورديات على العاملين على مدار 24 ساعة لمدة 70 يوما. كما يتم عمل المعدات حتى الساعة الثالثة صباحا، وتم اعتماد عمل إضافي لعدد من المشرفين والعمال بالوردية الصباحية للعمل في الفترة من الساعة الثالثة صباحا إلى الساعة السادسة صباحا، وحول عمل مديري المناطق ومشرفي المراكز فذكر أنهم يتواجدون لمدة 12 ساعة مع بداية دوام المعدات.

الجدير بالذكر أن مختبر الأمانة لفحص الأغذية والمياه حصل مؤخرا على الاعتراف الدولي للجودة آيزو 17025 كأول مختبر حكومي بالسعودية ينال هذا التتويج العالمي ليصبح المختبر بذلك ضمن قائمة المختبرات المعترف بها عالميا من قبل منظمة الآي لاك الدولية.

وفي الصحة أوضح الدكتور عبد الله الطائفي أكد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة حرص إدارته على تطبيق الخطة الصحية لموسم حج هذا العام، التي اشتملت على 3 محاور رئيسية تأتي بالتزامن مع بدء توافد الحجيج إلى المدينة المنورة ابتداء من تقديم الخدمات العلاجية الأساسية للحجاج من خلال دعم المراكز الصحية والمستشفيات بالكوادر الفنية والاستفادة من الأجهزة الطبية بكامل طاقتها وتوفير كميات الأدوية والملازم الطبية المطلوبة لتلك المنشآت الصحية بالإضافة إلى دعم المراكز الصحية الموسمية المنتشرة في كافة أرجاء المنطقة المركزية كمركز صحي باب السلام ومركز صحي باب المجيدي ومركز صحي باب جبريل ومركز صحي الصافية.

بالإضافة إلى المراكز الصحية المتواجدة في الأحياء القريبة من سكن الحجيج كمركز صحي البيعة والإجابة ومركز صحي أحد إلى جانب متابعة منافذ الدخول من خلال مركز صحي مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة ومركز المراقبة الصحية بمطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز الإقليمي بينبع والذي أنشئ مؤخرا لاستقبال حجاج الجو وعدد من المراكز الصحية بالطرق المحورية المؤدية إلى المدينة المنورة، لما تمثله هذه المراكز من أهمية في خطة الدفاع الصحي لمعالجة الحالات الإسعافية كمركز صحي اليتمة الواقع بطريق مكة، ومركز صحي الصلصلة على طريق تبوك ودعمها للعمل 24 ساعة خلال المنافذ البرية علاوة على الخدمات الصحية المقدمة من المستشفيات الخارجية (خارج المدينة) حيث يقدم مستشفى الحناكية الواقع على طريق الرياض خدماته للحجاج ومستشفى الحمنة الواقع على طريق مكة بالإضافة إلى مستشفى خيبر ومستشفى ينبع العام لمواجهة حالات المرضى القادمين عن طريق البحر ومراكز المراقبة الصحية بميناء ينبع.

وبين الطائفي أن صحة المدينة ستبدأ في تقسيم منشآتها الصحية في خطتها الموضوعة للحج إلى 3 خطوط مواجهة ابتداء من المستشفيات داخل المدينة (متشفى الملك فهد، مستشفى أحد، مستشفى الأنصار، مستشفى الميقات العام) كخط المواجهة الأول، يأتي بعد ذلك خط المواجهة الثاني (مستشفى الحناكية، مستشفى خيبر، مستشفى ينبع العام ومستشفى الحمنة) بالإضافة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية، ويأتي بالمرتبة الثالثة المستشفيات الأهلية الخاصة.

وبين الطائفي أن المحور الثاني لخطة صحة المدينة هو تقديم كافة الخدمات الوقائية التي تتكون من عدة مراحل ابتداء بمرحلة التجهيز التحضيرية من خلال تأمين مستلزمات الاستكشاف لناقلي الأمراض المعدية والفيروسات وأمراض حمى الضنك والملاريا والدعم لمعالجة وحصر تلك الحالات وأخذ المسحات الطبية الخاصة بهم، ومرحلة التوعية بالأمراض، بالتعاون مع إدارة الأوقاف لتوعية الأهالي في المساجد وبالتعاون مع وزارة الحج لتوعية بعثات الحجاج.

ويليها مرحلة تحديد مواقع الفرق الصحية الميدانية بالتعاون مع الأمانة وكافة فروعها للوقاية من خلال تكليف فرق خاصة لاستكشاف البعوض الناقل للأمراض والقضاء عليه بأحدث الوسائل ودعم الاستقصاء الوبائي الإيجابي للحالات الإيجابية ومعالجتها ومتابعة حالات مراحل الشفاء التام، بالإضافة إعطاء التطعيمات الوقائية لمرض الحمى الشوكية بالمنافذ البرية والجوية والبحرية وكذلك دعم فرق الرش والتطهير التي تركز على أماكن التجمعات ذات المستوى البيئي المتدني من خلال المرور على محلات تداول الأغذية والأطعمة والكشف على خزانات المياه حيث تعمل جميع الفرق الميدانية لتوفير الإصحاح البيئي الذي يوفر المناخ الصحي المناسب لضيوف الرحمن.

وأوضح الطائفي أن الخدمات الإسعافية وعمليات النقل الطبي الإسعافي تأتي كمحور ثالث في الخطة الصحية من خلال تشديده على أهمية التعامل السليم مع الحوادث والكوارث بما يتطلبه الوضع حسب الأسس العلمية والعملية السليمة لتقديم أفضل الخدمات الإسعافية لضيوف الرحمن والتعاون والتنسيق المشترك بين صحة المدينة وجمعية الهلال الأحمر السعودي لتحري السرعة والدقة في تطبيق خطط الإخلاء الطبي وتحديد دور ومهام الجهات المشاركة في ذلك، مؤكدا حرص صحة المدينة المنورة على تقديم خدمات صحية ترقى إلى طموح المواطنين وزوار مسجد الرسول الكريم، انطلاقا من توجيهات الأمير عبد العزيز بن ماجد وحرصه الدائم على مساندة جميع القطاعات بالمنطقة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار من منطلق ما توليه الحكومة الرشيدة لتقديم كل ما من شأنه خدمة ضيوف الديار المقدسة.