أمين العاصمة المقدسة: مشطنا المشاعر.. ونمتلك مسالخ تفوق قدرات أكبر مصدري اللحوم في العالم

قال لـ «الشرق الأوسط» إن أمانته هذبت أودية عرفات.. واعترف بخلل تدوير النفايات

TT

كشفت أمانة العاصمة المقدسة أنها مشطت المشاعر المقدسة بالكامل مستخدمة طاقاتها البشرية استعدادا للكثافات البشرية التي حطت رحالها في العاصمة المقدسة مبكرا، مبينة على لسان أمينها أنها تمتلك مسالخ عالمية تفوق قدرات أستراليا، البلد الأشهر في تصدير اللحوم عالميا.

وقال أمين العاصمة إن المشاريع الهندسية والفنية هي المشاريع التي تحتاج إلى دراسة وعناية، وأضاف «لدينا مشكلة في مخازن النفايات بمشعر منى، فزيادة الطاقة الاستيعابية لهذا المشعر تعني دراسة فنية، وعملا هندسيا مدروسا قبل البدء في التنفيذ، سواء في عمليات التهذيب للمرتفعات في بعض المشاعر أو غيرها، ومواقف للسيارات في مداخل العاصمة المقدسة، وكل ذلك يتم بناء على دراسات فعلية وعلمية، والتهذيب يعني الزيادة في الطاقة الاستيعابية، بحيث تتم الاستفادة من المساحة الضائعة بحكم المنطقة الجبلية في مشعر عرفات، إما عن طريق (مصافد)، أو سطوح مستوية في مشعر عرفات ومنى».

وعلق البار في ما يتعلق بالأمور التطويرية أن دورات المياه قليلة خاصة في مشعر مزدلفة، ومشعر منى وعرفات تختلف النسبة فيهما، مضيفا «هناك زيادة في النسبة النظامية استنادا إلى الأرقام الرسمية والمعلنة في أعداد الحجاج سواء في السعودية أو خارجها، وهو أمر كان متوقعا بسبب ما واجهناه العام الماضي من موسم الإشاعات عن فيروس (H1 N1)، حسبما أعلنت مصلحة الإحصاءات العامة، وهي جهة مختصة في إعطاء الأرقام الصحيحة والفعلية، وهو ما كان نسبته 20 في المائة، ناهيك عن زيادة في أعداد الحجاج غير النظاميين، حيث إن هناك كثيرا من المداخل غير الرسمية للعاصمة المقدسة، وهي مدينة كبيرة لا يمكن حراسة كل مداخلها، وتم رصد الكثير من المسالك للحجاج غير النظاميين إلى داخل العاصمة المقدسة».

وعن تقليل أعداد المركبات الداخلة للعاصمة المقدسة، قال البار «إن ذلك من ضمن الأهداف المحورية التي عملنا من أجلها، وهو ضمن خطة استراتيجية لتسهيل حركة المرور في الحج، ورأينا الالتزام بهذا نتيجة للأعداد الكبيرة من السيارات التي تفد من خارج مكة المكرمة، ولك أن تتخيل لو أنها دخلت العاصمة المقدسة، أو في شارع العزيزية، ماذا كان سيحدث من ارتباك للانسيابية المرورية، في ظل وجود ما يقرب من 35 ألف مركبة».

وتوقع أمين العاصمة المقدسة أنه بعد تهذيب المشاعر المقدسة ستتوافر مساحات كبيرة كانت ضائعة، خصوصا في عرفات، وهو المكان الأوسع نسبيا، لأن نسبة الجبال في المشعر تبلغ 14 مليون متر مربع، ويعتبر من المشاعر ذات المساحات الكبيرة نسبيا، وهناك زيادة تعتمد على مدى المساحات المستفادة في التهذيب.

وتضمنت الخطة أيضا متابعة تشغيل المرافق البلدية المختلفة في المشاعر المقدسة، مثل دورات المياه والأنفاق والجسور وشبكات تصريف السيول والصرف الصحي ومتابعة المقاولين المكلفين بتشغيلها لضمان تقديم الخدمات على مستوى عال مع متابعة شبكات الإنارة وإجراء عمليات صيانة الشوارع والطرق وشبكات تصريف السيول أولا بأول.

وأشار إلى أن شبكات المياه في المشاعر المقدسة تبلغ نحو 425 ألف متر طولي، إضافة إلى وجود شبكة للصرف الصحي بمنى تبلغ أطوالها 84 ألف متر طولي، أما دورات المياه في المشاعر فتبلغ 68500 دورة إلى جانب 70 ألف صنبور للمياه.

وبالنسبة للمسالخ، قال إنه تم إعداد خطة متكاملة لتنظيم مراقبة دخول الماشية وعدم تسربها إلى المشاعر المقدسة بطرق غير نظامية، وقد تم وضع 57 مركزا للمراقبة في أماكن مختلفة، وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات ولضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج، كما يتم الإشراف على وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومتابعة المقاول في عملية صيانتها وتنظيفها، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لتلك الوحدات نصف مليون رأس من المواشي، إضافة إلى تخصيص وحدة للطوارئ وفرق للمساندة مزودة بالأفراد والمعدات لمواجهة الحالات الطارئة كالحرائق والانهيارات والأمطار، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة كافة، من خلال ضباط الاتصال في الأمانة.

ورصد أمين العاصمة خطة المسح الاجتماعي والاقتصادي للحجاج لموسم 1432هـ، وذلك في إطار تنفيذ المرصد الحضري للحج لخطة العمل الشاملة التي تهدف لإنتاج المؤشرات الحضرية للحج للدورة الثانية؛ كما ناقش الأمين مع الجهاز الفني والاستشاري للمرصد الحضري قوائم المؤشرات الحضرية المستهدفة للحج في هذا الموسم.

وأوضح المهندس أحمد الخلاقي، مدير المرصد الحضري، أن قوائم المؤشرات التي تم استعراضها بلغت 223 مؤشرا حضريا، موزعة على 8 محاور تشمل جميع الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، وقال إنه تم استحداث مؤشرات جديدة لهذه الدورة بلغت 138 مؤشرا؛ منها 85 مؤشرا للحج من خلال أعمال الدورة الأولى في موسم الحج المنصرم.

وتضمن استعراض أمين العاصمة المقدسة الدكتور البار تفقد نموذج المسح الرقمي الميداني، والذي يطبق لأول مرة لهذا العام خلال خطة المسوح الميدانية، حيث تم تطبيق نموذج الاستبيان بواسطة استخدام أجهزة الكومبيوتر اللوحية النقالة، وهي تقنية تضمن سرعة تنفيذ المسح الميداني ودقة البيانات من عينة المسح، بالإضافة إلى اتصال فريق المسح الميداني المنفذ بالجهاز الفني للمرصد مركزيا عن طريق تقنية الـ«3G»، وشبكة المعلومات الدولية (Internet)، بالإضافة إلى إمكان تحديد أماكن عينات المسح الميداني والمساحين خلال فترة وجودهم بالمشاعر المقدسة باستخدام تقنية الـ«GPS»، وذلك عبر اتصالهم المركزي بخادم (Server) الحاسب الآلي للأمانة.