جرة عملات تقود جهتين حكوميتين لكشف أثري يرجع لـ10 آلاف سنة

أجهزة الرادار الأرضي والجيوفيزيائية تدرج قرية الجفر ضمن المواقع الأثرية المصنفة محليا

TT

بدأت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بعمل مسوحات كشفية بقرية الجفر (إحدى قرى حائل شمال السعودية) عن كنوز وآثار باستخدام أجهزة استشعار حديثة، وتعمل مدينة الملك عبد العزيز بطلب وتعاون مشترك مع الهيئة العامة للسياحة والآثار للكشف عن الآثار في باطن الأرض للمحافظة عليها من العابثين بعد العثور على عدد من العملات النادرة والقديمة في القرية، وكان الكشف الأثري في موقع الجفر جاء مصادفة وعلى يد مواطن عثر أثناء عمله في منزله على جرة فخارية تحوي أكثر من 1000 قطعة معدنية تعود للعصر العباسي، وذلك في عام 2010م.

وقامت بعد ذلك الهيئة العامة للسياحة والآثار بمسوحات وحفريات في الموقع المكتشف.

وبحسب الدكتور خالد محمد السكوبي مسؤول قطاع الآثار بالهيئة العامة للسياحة والآثار، فإن هناك اكتشافات أثرية حصل عليها الفريق العامل بموقع الجفر من الهيئة العامة للسياحة والآثار ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تتمثل في دوائر حجرية تعود للعصر الحجري قبل أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، واكتشافات أخرى.

وقال الدكتور السكوبي لـ«الشرق الأوسط» إن الاكتشافات الأثرية في الجفر أدرجتها ضمن المواقع الأثرية والمسجلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأشار إلى أن الجفر تقع على درب الحج الكوفي قديما وبالقرب من محطات درب زبيدة. ونوه الدكتور السكوبي إلى أن الخطوة المقبلة سيتم العمل فيها على إجراء مزيد من البحوث والمحافظة على موقع الجفر.

وبين مسؤول قطاع الآثار أن التقنيات التي استخدمها فريق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لعمل المسوحات، منها المسح الجيوفيزيائي والرادار الأرضي.

وشدد المسؤول على أن هناك اتفاقية تعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للمساعدة في الكشف عن الآثار والتدريب، وكانت المدينة قامت ضمن هذه الاتفاقية بالكشف وعمل مسوحات بموقع جرش بمنطقة عسير والأخدود بنجران وتاج في المنطقة الشرقية.

وعبر الدكتور خالد السكوبي عن شكره لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتعاونها المستمر مع الهيئة وكذلك لرئيس مركز إمارة الجفر والجهات الأمنية في القرية.

تجدر الإشارة إلى أن الجفر تقع بالقرب من فيد إحدى أهم محطات درب زبيدة على خط حجاج العراق القديم وقبل سنوات تم الكشف عن مدينة قديمة، يتجاوز عمرها أكثر من 1300 سنة، بمساحة إجمالية تقترب من 50 ألف متر مربع، بعد أن طمرتها الرمال بالكامل. ويعد الموقع الذي تم العثور عليه في فيد بحائل، أهم المدن الإسلامية في عصر الخلافة العباسية. ويجري حاليا العمل به.

وتحوي منطقة حائل بدورها قرابة 100 موقع أثري، تعول عليها أجندة السياحة بالمنطقة أن تصبح ضمن محركات الدخل الوطني، التي ستعود على المنطقة بالفائدة بشكل خاص، وعلى الدولة بشكل عام.