قادة قوات الحج: سيكون الرد «حازما» و«فوريا» إزاء أي محاولة عبثية تمس شعيرة الحج

استقرأوا جميع التنبؤات وأكدوا: السعودية ليست بمنأى عن أحداث جيرانها

TT

أكد قادة قوات أمن الحج في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة، إكمال الخطط الأمنية البديلة، وأعلنوا كامل الجاهزية إزاء الرد على أي محاولات عبثية من شأنها تعكير صفو الحج، معتبرين أن الرد سيكون حازما وفي وقته، لأنه حق مشروع للسعودية.

وحول إن كانت إيران لديها النية بجعل المشاعر المقدسة مسرحا لتنفيذ مخططات، ردا على تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين، قال اللواء سعد الخليوي، مساعد قائد قوات أمن الحج لتنظيم وإدارة المشاة لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نؤكد إلى ما ذهب إليه النائب الثاني ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، الأمير نايف بن عبد العزيز, بأن الحج خصص لأداء نسكه، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام».

وزاد خلال مؤتمر قادة قوات أمن الحج الذي انعقد في المشاعر المقدسة أمس «الحكومة السعودية تسخر كامل إمكانياتها وقدراتها لخدمة الحجيج, والحرص على أدائهم لنسك حجهم بكل أمن واطمئنان, والسعودية عرفت منذ الزمن الماضي والحديث بأنها تقدم كل الخدمات والتسهيلات, ولذلك فإن السعودية لن تسمح لأي عمل يعكر صفو الحجاج, وهو معروف لدى الجميع استنادا على السياسة الواضحة لدينا, وهي تقدم كل إمكانياتها إلا لمن يفكر في الخروج عن منظومة الحج, الذي سيلقى تعاملا حازما, وهو حق مشروع لنا».

وفي إجابة عن سؤال حول مدى تأثر الحج بما يحدث في الدول العربية المجاورة، أفصح اللواء محمد صالح الشهري، قائد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، عن خطط أساسية وبديلة وضعت في موسم حج هذا العام لاستقراء ما قد يحدث (لا قدر الله) في البلاد العربية المجاورة, موضحا أن السعودية ليست بمنأى عن الظروف السياسية لكل الدول المجاورة لها, والأمن العام متمثلا في قيادة أمن الحج وضع كل الاعتبارات، واستقرأ كل التنبؤات في وضع الخطط البديلة, وسيتم التعامل معها بشكل واضح ومحدد وصريح للتعاون مع الجوانب الأمنية والضبطية لكل الحالات التي قد تطرأ، لا قدر الله.

وحول مشاركة العنصر النسائي في أعمال القوى الأمنية المشاركة في موسم حج هذا العام، قال اللواء محمد العمري، مساعد قائد قوات الحج للبحث الجنائي: «الحجاج بهم جزء كبير من النساء, ومما لا شك فيه أن النساء لديهن مشكلات، وبالتالي فلا بد من مشاركة العنصر النسائي، ولدينا العدد الكافي منهن للمشاركة في موسم حج هذا العام».

وفي رده على سؤال حول المتابعات الجنائية، قال اللواء العمري: «لدينا في مركز القيادة والسيطرة مراقبة تامة من خلال كاميرات منتشرة في المشاعر المقدسة, ومن خلال عناصرنا الموجودين في الميدان؛ يتم التواصل معهم من خلال المخالفة التي يتم ضبطها في الميدان، في ظل تقنية حديثة تمتلكها الأجهزة الأمنية, والكوادر السرية الموجودين في الحج, ويتم التعامل مع كل حالة».

وأوضح اللواء سليمان العجلان، مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور، أنه تم استشعار ارتدادات الطرق عن طريق تأمين مداخل مكة المكرمة, وصدرت توجيهات أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل, على إيجاد الحلول الناجعة على كافة المداخل, بوجود الارتدادات وتوحيد نقاط الفرز والتوجيه, وتمت عملية فلترة لجميع النقاط المفضية إلى مكة المكرمة, حيث سيتم إرجاع جميع المخالفين, متوقعا أن تكون نسبة تراكم المركبات عند نقاط الفرز أخف وبشكل كبير جدا، نتيجة توحيد المهام, موضحا أنه لا يمكن الاستغناء عن الحافلات، لعدم ارتباطها بالقطارات في المنطقة المركزية.

وبالعودة إلى اللواء الخليوي، فقد أكد أن من يقوم بالافتراش هم من يحملون الأمتعة الكبيرة من الحجاج المخالفين, وهناك مواقع كان الافتراش فيها مزمنا بشكل كبير، مثل الأماكن المجاورة لمسجد الخيف, وموقع المشاة المظلل، الذي يعتبر موقعا من فئة الخمس نجوم, وهذه المواقع أصبحت نظيفة تماما، ولا يمكن أن تنشأ فيها عمليات افتراش مهما يكن، وهناك مواقع كثيرة في مشعر منى تكون محببة للافتراش لدى الحجاج المخالفين, ولكن هناك خططا ننفذها، ففي اليوم الثامن يكون هناك انتشار أمني في تلك المواقع للحيلولة من الافتراش, حيث نحرص أن يكون أكثر من 90 في المائة من هؤلاء الحجاج المخالفين في خارج منى، أي في مشعر مزدلفة, وسوف نحرص على إعطائهم رسائل توعوية تفيد بعدم الافتراش في تلك المواقع.

وحول تفاعل المواطنين مع حملات التوعية التي ينفذها الأمن العام، قال العجلان: «إن الحملات التوعوية تقوم على شقين؛ جزء عن طريق إمارة منطقة مكة المكرمة في إيصال الرسائل للمواطن والمقيم عن طريق لا حج بلا تصريح, وقد قامت الإدارة العامة للمرور متمثلة في إداراتها الفرعية باستقبال كامل المركبات التي تريد التوجه إلى الحج وإعطائها تصاريح, والتأكد من سلامتها, وتوجهها للفحص الدوري وأن هذه السيارات تستطيع أن تقوم بمهمتها على أكمل وجه».

وأضاف العجلان أن التعامل مع رجال المرور عن طريق نقاط الفرز, يثبت (عاما بعد عام) انحسار دخول المركبات غير المصرح بها، واصفا تلك الحملات بالمجدية والمثمرة.

وعن الحاجة التي دفعت الأمن العام إلى إقامة سيناريوهات افتراضية حول عمليات مسيرات أو مظاهرات قد تنفذ حول محيط المسجد الحرام، وبالأخص بجوار الكعبة، أجاب العمري: «إن كل التوقعات والاحتمالات واردة من جهاز الأمن العام وكل قياداته وقواته, واضعين نصب أعينهم كل الاحتمالات والتصورات، لأنهم حشود وحجاج بمختلف الثقافات وجنسيات متعددة وأهداف والاستعدادات متوفرة, والخطط لم تغفل أي شي من هذا القبيل, وأملنا في الخالق سبحانه ألا يحدث ما يعكر صفو الحجيج بإذن الله».

من جهتها، أنهت إدارة الدفاع المدني بمكة المكرمة، أمس، حلقة العمل المتخصصة بمشروع وقف الملك عبد العزيز بالمنطقة المركزية حول المسجد الحرام، بحضور العميد جميل أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني بمكة المكرمة، وعدد من المهندسين والمسؤولين عن الأمن والسلامة بالأبراج القائمة، ومندوبين عن جميع الفنادق الموجودة في المشروع.

ودعا مدير إدارة الدفاع المدني بمكة المكرمة عموم ملاك ومستثمري المنشآت في مكة المكرمة والمعدة لإسكان ضيوف الرحمن بمراجعة خطط الإخلاء، والتأكد من عمل وصيانة أجهزة الإنذار والإطفاء والمصاعد ومخارج وسلالم الطوارئ، وعدم وجود أي عوائق بها لضمان سلامة ساكني تلك المنشآت أثناء عمليات الإخلاء (لا سمح الله).

وأوضح العقيد زياد الزايدي، مدير شعبة العلاقات والإعلام بإدارة الدفاع المدني بمكة المكرمة، أن الحلقة تأتي ضمن الاستعدادات الميدانية والإدارية للطوارئ، مشيرا إلى أنها هدفت إلى مراجعة وتحديث آلية التدخل أثناء حالات الطوارئ والتدريب وتأهيل فرق الإطفاء ومختصي السلامة بمنشآت الوقف، والتعرف على طرق التحكم وإدارة المبنى كتعامل أولي فور ورود أو وقوع حالات تستدعي القيام بتنفيذ خطة الإخلاء، إضافة إلى مراجعة لمواقع الإخلاء داخل المشروع ونقاط التجمع والآلية العلمية لتنفيذ ذلك، ومدى جاهزية أنظمة الإطفاء والإنذار والتجارب الدورية للمولدات الاحتياطية وصيانة المصاعد.

ولفت العقيد الزايدي إلى أن عدد رجال الأمن والسلامة بجميع الأبراج والمنشات التابعة لها 400 رجل إطفاء وسلامة، وتم تجهيزهم بمعدات ومسدسات مائية عالية التقنية، وأجهزة للتحكم بعدم انتشار الدخان.