زلزال تركيا يربك خطط السياح السعوديين.. قبل إجازة العيد بأيام

مكاتب سياحية: حجوزات السفر إلى إسطنبول سجلت الطلب الثاني بعد دبي

تركيا استفادت من أزمات الشرق الأوسط في استقطاب السياح السعوديين الذين نشطوا حركة السياحة التركية في الربع الثالث من العام الحالي («الشرق الأوسط»)
TT

في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدة دول عربية مؤخرا، دخلت تركيا في دائرة المنافسة على استقطاب السياح السعوديين، نتيجة قربها الجغرافي وسهولة إجراءات السفر إليها مقارنة بالدول الأوروبية، إلا أن الزلزال العنيف الذي ضرب شرق تركيا مساء أول من أمس، زلزل بدوره خطط العديد من الأسر السعودية التي كانت تنوي قضاء إجازة عيد الأضحى بين أحضان المدن التركية، خاصة أن الزلزال الذي بلغت درجته 7.2 يعد أقوى زلزال تشهده تركيا منذ سنوات.

ويكشف فهد السلامة، وهو مدير البرامج السياحية في شركة «فرسان للسياحة»، عن أن «تركيا سجلت الطلب الثاني (بعد دبي) من حيث حجم الحجوزات لإجازة العيد، وذلك قبل حدوث الزلزال»، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم التأكد من حجم الأضرار التي أحدثها الزلزال وجاهزية البلد لاستقبال السياح في الأيام القليلة المقبلة ومدى بعد المواقع المتضررة عن منطقة إسطنبول.

وتابع السلامة حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا «بعد هدوء أحداث الزلزال ستكون الصورة أوضح، ونحن بانتظار وصول معلومات من هيئة السياحة التركية ومعلومات من الأسر الموجودة هناك، فما زلنا نبحث بهذا الشأن»، وأفاد السلامة بأن العديد من السعوديين فكروا في إلغاء رحلاتهم المقررة أواخر هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل بعد حادثة الزلزال، إلا أنه نصحهم بالانتظار إلى حين اتضاح الصورة.

وتأتي موجة تزايد عدد الزوار السعوديين لتركيا نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها مقاصدهم السياحية المعتادة في الدول العربية، وهنا يقول السلامة «المنطقة العربية مليئة الآن بالمشاكل، في مصر وتونس وسوريا، والناس كذلك متخوفة من لبنان بحكم قربها من سوريا، وحتى حجوزات الأردن تأثرت بهذه الأوضاع»، وعن البدائل يقول «حاليا فإن دبي هي الخيار الأول، بحكم قربها واعتدال جوها الآن، يليها دول شرق آسيا، خاصة ماليزيا وإندونيسيا، والبعض يفضل المالديف».

وكانت جريدة «الغارديان» البريطانية قد أشارت في شهر يوليو (تموز) الماضي إلى أن «السياح الخليجيين باتوا يفضلون الذهاب لقضاء الصيف في إسطنبول وشاطئ البحر الأسود عن الذهاب إلى مصر أو سوريا»، اللتين تشهدان أوضاعا غير مستقرة بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في الأولى والاحتجاجات المستمرة منذ مارس (آذار) الماضي في الثانية. ونقلت «الغارديان» عن مسؤول بوزارة الثقافة والسياحة التركية قوله إن «الحجوزات السياحية من جانب السعوديين والكويتيين أظهرت زيادة بنسبة 75 في المائة».

من جهته، أوضح خالد الدرويش، وهو مدير وكالة «لمار» للسياحة في الأحساء، أن «زلزال تركيا سيجعل الكثيرين يصرفون النظر عن الذهاب إليها في الأيام المقبلة»، مضيفا «كذلك فإن جو تركيا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) شديد البرودة، مما قد يسهم بدوره في تراجع الإقبال عليها خلال هذه الفترة مقارنة بالسابق».

وأكد الدرويش خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «دبي هي الخيار الأول لدى السياح السعوديين الآن، يليها ماليزيا»، لكنه أوضح أنه من المنحازين إلى السياحة الداخلية، خاصة بالنسبة لحركة السياحة في المنطقة الشرقية ومدينة جدة، إذ يعتقد أنها ستستفيد كثيرا من أجواء الثورات التي عصفت بالمنطقة العربية وأحداث زلزال تركيا الأخير.

وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) قد نقلت صباح أمس خبر ارتفاع عدد ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب شرق تركيا إلى 217 قتيلا و1090 جريحا، في حين عجت مواقع الإنترنت المهتمة بالسفر والسياحة بتناول الأوضاع الحالية لتركيا بعد الزلزال، حيث يتساءل سيف من الخبر «حجزي يوم الجمعة المقبل إلى إسطنبول، ولا أدري هل أذهب أو ألغي الحجز؟»، أما الجوهرة من الرياض فتقول «طلبت من زوجي إلغاء رحلتنا السياحية لتركيا لكنه رفض، سفرتنا الأسبوع المقبل، وأنا الآن خائفة!».

وتظهر بيانات سابقة من وزارة السياحة التركية أن عدد السياح الذين يزورون تركيا زاد بنسبة 14.56 في المائة في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2011، فيما بلغت نسبة الزيادة في حجم السياح من السعودية 79.3 في المائة بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما أرجعه المختصون في قطاع السياحة بكون تركيا أصبحت مقصدا للسعوديين بعد الأزمات السياسية التي عصفت بالعديد من الدول العربية.

لكن هل هناك من يغامر فعلا بالذهاب للسياحة في إحدى الدول غير المستقرة؟ هذا السؤال يجيب عنه مدير البرامج السياحية في شركة «فرسان للسياحة»، قائلا «نعم.. هناك نسبة قليلة جدا حجزت للذهاب إلى القاهرة - على سبيل المثال - لكن معظمهم سيذهبون إما لعمل وإما لوجود قريب لديهم هناك، وغالبيتهم يتمركزون في المنطقة المحيطة بمطار القاهرة، كي يسهل خروجهم في حال حدث أي أمر طارئ».

في المقابل، يؤكد العاملون في المكاتب السياحية خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أن المكاتب السياحية في السعودية تأثرت بدورها بالأحداث السياسية التي عصفت بالمنطقة العربية، خاصة في الربع الأول من العام الحالي 2011 الذي شهد ركودا كبيرا في حركة السياحة، ثم بدأت الناس تعود للسفر والسياحة خلال الربع الثاني، إلا أن ذلك لا يقارن بحجم الحركة السياحية للفترة نفسها من العام الماضي، حسب قولهم.