سيدات الشرقية يحبطن المسرحية النسائية «صرقعة».. فعرضت بلا جمهور

مديرة المسرحية أرجعت ذلك لموقع جمعية الثقافة والفنون.. وممثلة تعترف بأن ذلك يبكيها

TT

رغم ندرة عروض المسرحيات النسائية في المنطقة الشرقية، مقارنة بمدينتي الرياض وجدة، فإن المسرحية الكوميدية النسائية «صرقعة وفرقعة» التي عرضت على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام مؤخرا؛ صدمت طاقم العمل بضعف الحضور النسائي الذي لم يستطع تغطية الصفين الأولين للمسرح الكبير.

وكانت المسرحية قد تأخرت عن موعد عرضها الافتتاحي نحو ساعة، لرغبة القائمين عليها في إعطاء الجمهور مزيدا من الوقت وانتظار حضورهم، كما كشفت لـ«الشرق الأوسط» الممثلة عفاف السلمان، إلا أنه يبدو أن المسرحية قد اختزلت في كراسيها الخالية واقع المسرح النسائي، بينما تصف السلمان ذلك بقولها «ضعف الجمهور أمر محبط، لكني أتحاشى النظر في الكراسي وأنا على خشبة المسرح».

مديرة المسرحية نوف الوحيمر أرجعت ضعف الحضور إلى موقع جمعية الثقافة والفنون بالدمام الواقع في منطقة معزولة وبعيدة عن الأحياء السكنية، قائلة «كان من المفترض أن تكون الجمعية بين الناس، لتكون قريبة منهم وتشجعهم على حضور الفعاليات، كما هو الحال في الرياض»، وربما ما يجعل الوحيمر تؤكد على ذلك هو أن ذات المسرحية كان قد تم عرضها بمدينة الرياض قبل فترة قصيرة وحظيت بحضور جماهيري جيد.

في حين ترد على ذلك عضو جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعرة سحر العبندي لتكشف أنه «يجري العمل على تغيير موقع الجمعية في الفترة المقبلة»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ضعف الحضور النسائي «أمر محبط». وهنا تعود الوحيمر لتتناول «وعي الجمهور النسائي ومدى اهتمامه بالفن المسرحي» حيث تعتقد أن هذه المسألة ما زالت بحاجة لمزيد من الوقت حتى يتم ترسيخها.

وكانت المسرحية التي استمرت لنحو ساعة قد ناقشت بعض القضايا الاجتماعية بشكل ساخر، أبرزها قضية التستر على العمالة وقضية تأجير العاملات المنزليات، حيث تم تقديم هذا السلوك بصفته «خيانة للوطن»، إلى جانب قضية العنوسة، وظاهرة الصعود «المفاجئ» لبعض الدخيلات على الساحة الفنية، وهو ما تعلق عليه الممثلة المسرحية سارا الجابر بأنه أمر «يحزنها كثيرا».

ووصفت الجابر التي تمتد خبرتها المسرحية لنحو 13 سنة، العرضين اللذين أقيما في الدمام، بقولها «صحيح أن عدد الجمهور لم يكن الذي أتمناه، فالعدد كان بسيطا جدا، لكن الذين حضروا كفوا ووفوا»، وتتابع: «المكان الذي عرضت عليه المسرحية جميل، لكنه بعيد عن البيوت، وهذا ما ذكرته غالبية السيدات، وأنا أعذرهن في ذلك، فلن ننسى أن المرأة لديها عائق المواصلات، لذا أتمنى أن يكون المسرح قريبا من الناس، لأنه أهم الفنون».

وتعترف الجابر خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأن ضعف حضور المسرحيات النسائية كان يحبطها في بداية مشوارها الفني، قائلة «كنت أحزن، وأحيانا أخرج من المسرح وأنا أبكي لقلة الحضور!»، وأشارت الجابر إلى ضرورة الإعلان المبكر والمكثف لهذه الأعمال المسرحية في مختلف الأماكن العامة، لكونها تقدم رسالة اجتماعية هادفة؛ بحسب قولها، مضيفة «لو تحضر سيدة واحدة فقط وأجد أني أسعدتها خلال العرض، فبالتأكيد سأخرج وأنا فرحة بذلك».

ويبدو أن ملف المسرح النسائي الذي ناقشته «الشرق الأوسط» خلف كواليس المسرحية قد أثار شجون الممثلات والقائمات على العمل، حيث تعود الممثلة عفاف السلمان لتؤكد أن الإشكالية تكمن في نقطتين هما «ضعف الدعم، وضعف وعي الجمهور»، مشيرة إلى أن المسرح في المنطقة الشرقية ما زال يجد ضعف الاهتمام من عدة جهات حكومية، حيث تعتقد أن جمعية الثقافة والفنون لا تستطيع وحدها تكريس الثقافة المسرحية بين الجمهور، مطالبة بتحرك بقية القطاعات التربوية والسياحية والإرشادية.

وتضيف السلمان أن «عمل المرأة في المسرح أصعب بكثير من عمل الرجل، بالنظر إلى خصوصية المجتمع السعودي وعدم تقبل بعض أفراده لذلك»، وهو ما تراه يضاعف من مهام الممثلات المسرحيات السعوديات، في حين تعود الممثلة سارا الجابر لتقول: «لدينا فتيات سعوديات مبدعات على خشبة المسرح، لكنهن بحاجة للدعم من الجهات المسؤولة ومن المجتمع والجمهور».

جدير بالذكر أن مسرحية «صرقعة وفرقعة» التي عرضتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام يومي الأربعاء والخميس الماضيين، تضمنت قصة 3 أخوات يسكن في بيت واحد، إحداهن (نورة) تعمل في تأجير العاملات المنزليات بصورة غير مشروعة وتمتهن إحياء الحفلات الغنائية، وهو ما يثير غضب الأختين منها، إلى جانب شخصية (أم خالد) وهي صديقة للأخوات وتسعى إلى مشاركة (نورة) في أنشطتها، وهو ما يتم إحباطه آخر المسرحية.

وقد جاءت هذه المسرحية من بطولة سارا الجابر، ومشاركة كل من الممثلات: شعاع توفيق ورجاء الحاضي وعفاف السلمان، وهي من تأليف وإخراج مهدي البقمي، والإخراج التنفيذي لسحر الجابر، والإدارة المسرحية للشاعرة نوف الوحيمر، بينما أدار الإنتاج عبد الله الجريان وسعد بن زرعة.