استشاريون: 99% من مرضى الفصام يشخصون من قبل ذويهم بالإصابة بالوسواس ومس الجن

خطر إهمال علاج المريض يمتد إلى من يقوم برعايته

TT

كشف استشاري نفسي أن 99 في المائة من أعراض المصابين بالفصام، تشخص من قبل ذويهم أو القائمين على رعايتهم بالمس الشيطاني، فيعالج المريض بالأدوية الشعبية مثل الكيّ أو قراءة القرآن على المريض، دون زيارة للطبيب النفسي أو حتى وضع احتمالات لإصابته بمرض نفسي مثل الفصام.

وأوضح الدكتور إبراهيم الخضير الاستشاري النفسي وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لمرضى الفصام، أنه قد يتشابه الفصام في أعراضه مع أمراض نفسية أخرى كالاضطراب الوجداني الحاد؛ الذي يرغب المصاب به في العزلة ويميل للعدوانية، لكنه محدود الوقت وبعد فترة يتحسن المريض، ففترة التعافي منه من ساعات إلى شهر بحد أقصى، وأحيانا يتحسن المريض من دون أن يحتاج للأدوية.

مرض الفصام أو الانفصام، تكلم عنه الإغريق في سنة 1400 قبل الميلاد، ولم يكن معروفا باسم الفصام (Schizophrenia‏) إلا بعد تسميته من طبيب سويسري في عام 1910م، ويشكل المصابون به نسبة تعادل 1% من المجتمع السعودي، بحسب إحصائية من الجمعية السعودية لمرضى الفصام.

ويتساوى معدل الإصابة به بين الذكور والإناث في بداية العمر وفي سن مبكرة تتراوح بين 15 - 35 سنة، ولا يوجد إلى الآن سبب محدد للإصابة به، وإنما أكثر الترجيحات تصب في أن الإصابة به قد تكون بسبب عوامل وراثية تلعب دورا كبيرا في زيادة نسبة الإصابة به.

وتختلف أعراض المرض من مريض إلى آخر، وفي الغالب تكون الهلاوس وسماع الأصوات هي القاسم المشترك بين مرضى الفصام؛ فالأصوات تحادثهم يمنة ويسرة، تارة تحثهم على الخير وتارة أخرى على الشر، يخاطبها المريض ويرد عليها.. وهلاوس بصرية تجعلهم في غنى عن اختلاطهم بالناس ويفضلون العزلة، مما يجعل الأهل، بحسب الموروث الثقافي والديني في السعودية والعالم العربي بشكل عام، يشخصون إصابة المريض بوساوس الشيطان أو مس من جن.

خطر إهمال مريض الفصام أو عدم علاجه، قد يمتد ليشمل الأهل أو من يقوم على رعايته، فيصبح المريض عالة على من يعوله، وقد يعتدي عليهم بالتلفظ بالألفاظ النابية، والقذف، أو الضرب، لعدوانية مريض الفصام في نوبات عصبيته، التي تخففها كثيرا الأدوية التي يجب على المريض تناولها بانتظام. وبحسب الدكتور الخضير، فإن هناك أدوية طورت منذ الخمسينات الميلادية، تخفف من الأعراض السلبية للفصام، حيث إن أخذ الأدوية بانتظام يمنع النوبات العصبية، ولا يعني هذا أن المريض شفي شفاء تاما، بل تبقى لديه بعض أعراض المرض، وأحيانا يحتاج لزيادة الجرعة أو تغيير الدواء نفسه، أو يكون العلاج مستمرا طول العمر في حالات الفصام المزمنة، حيث إن خمسين في المائة من المرضى تتحسن حالتهم بعد أخذ الأدوية؛ كما تقول أم عساف، التي ترعى ابنها المصاب بالفصام منذ خمسة عشر عاما: «ابني لطيف وحنون مع إخوته، لكن نوبة الفصام تبدأ حين يسمع أصواتا في إذنه تحثه على الخير والشر، فيبدأ في تكسير ما حوله، أو يكتفي بحبس نفسه في الغرفة وتنفيس غضبه في التدخين وشرب المنبهات، ولكن حالته تحسنت كثيرا بعد مرور فترة على علاجه بحقن خاصة بمريض الفصام يأخذها بانتظام كل أسبوعين».

وحول طرق التعامل الأمثل مع مريض الفصام، فإنه يحبذ للمريض النفسي عموما أن يعطى حرية وفسحة للتعبير عن نفسه والتغاضي عن بعض التصرفات التي يقوم بها، لا سيما لو صدر منه تصرف غير مقبول اجتماعيا، ويمكن تنبيهه، ولكن من أشخاص يحبهم وقريبين منه.

ومن المفيد للمريض النفسي تنظيم برامج لمن استقرت حالاتهم، لتقوية الثقة بالنفس وللقدرة على التعامل مع الضغوط المختلفة لمحاربة المرض، حيث أكد عدد من الأطباء فائدة هذه البرامج مع المرضى، والفائدة التي تجنيها الأسرة مع المريض.