مدير قوة مراكز الضبط الأمني: نراقب المواقع الترابية بالأقمار الصناعية والمسح الميداني

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه ستتم معاقبة المخالفين وإبعادهم عن مكة

السلطات المختصة جندت مروحيات لمراقبة أماكن تسلل غير النظاميين
TT

كشف العقيد سعد الغامدي، مدير قوة مراكز الضبط الأمني، عن رصد جميع المناطق الترابية التي قد يتسلل منها حجاج غير نظاميين إلى مكة المكرمة، وبين أن فريقه أنهى خطة تتكون من عدة حلقات تعمل بشكل تخصصي، لتسهيل تنظيم عملية دخول الحجاج النظاميين، مؤكدا أن قوة جوية تراقب الوضع، تحققت من انحسار أعداد القادمين من المنافذ الترابية من جميع الاتجاهات.

وقال العقيد الغامدي لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا استراتيجيات تطبيقية لعمليات الرصد، وتتم على عدة حلقات، ابتداء بالحلقة الداخلية، وانتهاء بالحلقة الأكبر وهي مخارج الشرط، وتم ذلك بالتنسيق مع مخارج الشرط في جميع المدن المحيطة، بإعادة الحجاج غير النظاميين، ومن يقوم بعملية تهريب الحجيج غير النظاميين فسيتم تطبيق لائحة العقوبات عليه، بالإضافة إلى إعادتهم إلى المدن التي أتوا منها، ولن يكون هناك أي تهاون أو تجاوز في هذا الإطار».

وأضاف أن الاستعدادات تجري على أعلى المستويات للحلقات الأخرى عند منافذ العاصمة المقدسة، أو في حلقة أصغر وهي المنافذ الداخلية التي تحيط بالمشاعر المقدسة، مبينا أن المواقع الترابية تم رصدها عن طريق الأقمار الصناعية، فضلا عن الرصد العيني نتيجة الخبرات التراكمية التي نتجت عن خبرات السنين المتلاحقة، بالإضافة إلى المسح الميداني، بالإضافة إلى تجارب الأعوام الماضية.

وأفاد الغامدي بالقيام قبل أسابيع بعملية رصد جوي لبعض المواقع، والتأكيد على المواقع وتطبيق عمليات الرصد والتحري على أرض الواقع، وقال «تأكد لنا بالفعل، استنادا إلى المعلومات المتوافرة لدينا، وجود بعض المواقع التي استطعنا تمشيطها ومراقبتها بشكل كامل»، مشيرا إلى أن إدارته تملك قوة مرنة، بوجود نقاط ثابتة ودوريات متحركة، للتنقل وفرض عمليات مفاجئة لذلك، وهي متنقلة حسب الحاجة الواردة لذلك.

وكشف مدير قوة مراكز الضبط الأمني، عن وجود مصادر تقوم بالتزويد بكافة التطورات في حال عمليات تهريب، وتلك الخطط أدت بشكل كبير إلى انحسار كمية تدفق الحجاج غير النظاميين، مبينا أنه «تمت الاستفادة بشكل كبير وفاعل من دروس الماضي، وأن جهازه اعتاد البدء بالخطط وتطبيقها مع انتهاء آخر يوم في شعيرة الحج، لمعالجة ما إذا كان هناك خلل في مكان ما، أو عدم فاعلية خطة ما قد طبقت قبل الموسم وأثناءه».

وحول وجود سعوديين يقومون بعمليات نقل لمواطنين في كل عام، أورد العقيد الغامدي، أنه لا يعتقد مطلقا وجود أي شخص يجهل الأنظمة اللازمة والمتبعة في عمليات الحج، وأن الجميع يعلم أن عملية نقل الحجاج هي عملية غير نظامية ومخالفة للأنظمة والقواعد ويترتب عليها عقوبات صارمة، في وقت لم تقصر فيه الأجهزة الرسمية في بث الرسائل التوعوية عبر جميع وسائل الإعلام المقروء والمكتوب والمسموع، حيث يلجأ أولئك المهربون إلى مواقع صحراوية ووعرة لنقل الحجاج بأساليب غير نظامية وغير حضارية مطلقا. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه اللواء ناصر العرفج، قائد أمن الحج، أنه تم إحكام المناطق الترابية التي يتخذها الحجاج غير النظاميين معبرا لهم، بوضع أكثر من 400 فرد لمتابعتها ومنع تسلل المركبات إلى المشاعر المقدسة.

وأضاف أن الخطط والقيادات على وفاق تام من خلال التجارب والخبرة السابقة، وتقريبا كل القيادات التي عملت في المواسم الماضية تعمل الآن ولديها من الخبرة والكفاءة الشيء الكثير، وقال «ركزنا في هذا العام على إنشاء وحدة جديدة لمتابعة منع دخول الحجاج غير المصرح لهم، ودعمناها في جميع مداخل مكة المكرمة، وعينت لها قيادة مستقلة، وفي الوقت ذاته فعلنا نقاط الضبط الأمني على الطرقات البعيدة القادمة من مناطق السعودية البعيدة والقادمة إلى مكة المكرمة، ونتوقع من خلال تفعيلها هذا العام أن يكون هناك ضبط في عملية الدخول إلى مكة المكرمة بحيث لا يسمح بالدخول إليها إلا للحاصلين على تصريح حج، وهذا من شأنه أن يقلل من هؤلاء الحجاج غير النظاميين».

وأبان أن «الخطة المرورية هي الخطة ذاتها التي تعمل في كل موسم حج، من خلال الحركة المرورية داخل العاصمة المقدسة، أو في النفرة إلى منى، ومن ثم إلى مشعر عرفة، ومنه إلى مشعر مزدلفة، وانتهاء بالعودة إلى مشعر منى. أما بالنسبة إلى مشروع قطار المشاعر فإنه سينقل أكثر من 400 ألف حاج والذي سيسهم في التخفيف من عدد المركبات داخل المشاعر المقدسة».

وحول ما يتعلق بتزوير تصاريح الحج، قال العرفج: «نحن الآن بصدد الحد منها إلى أبعد الحدود، لكون المنع طال المركبات التي تنقل أقل من 25 راكبا، وبالتالي سوف يحد هذا الأمر من عدم الحاجة إلى دخول مركبات إلا في أضيق النطاق، مثل مركبات الخدمات الحكومية، ونحن نتابع أمر التصاريح المزورة من حيث المتابعة الدقيقة للتصاريح، وكذلك لدينا سجلات بأرقام التصاريح التي تمنح للجهات الخدمية أو غيرها، بالإضافة إلى احتواء التصاريح على أرقام المركبة التي تمنح التصريح».

وفي ما يتعلق بمداخل مكة الترابية، أفاد العرفج بأنها تم مسحها جويا، وقال «سوف تكون هناك دوريات مراقبة لمنع تسلل المركبات، وقد تمت تغطيتها من قبل عدة مواسم، ولم تكن هناك حالات تسلل نظرا للرقابة الشديدة والطوق الذي تم عليها من قبل الفرق الميدانية»، مبينا أن عدد القوة في تلك الطرق الترابية يبلغ أكثر من 400 فرد.

ويعد الجزء الجنوبي من مكة المكرمة أكثر الجهات التي يستخدمها المتسللون للوصول إلى المشاعر المقدسة للعمل أو لأداء فريضة الحج بطريقة غير نظامية، ووفقا للإحصاءات الأمنية فإن ما يقارب 70 في المائة من نشاط مهربي المتسللين ينحصر في ذلك الموقع المخصص لعبور غير المسلمين والقادمين من جدة إلى الطائف والممتد من جسر الشميسي حتى طريق الطائف الكر بطول 60 كلم. ويتعاون المهربون على نقل مجموعة من المتسللين طوال الطريق، وعادة ما ينقلهم شخص من عسير إلى القنفذة، ومن ثم يكمل المسيرة مهرب آخر إلى ميقات «يلملم» في الليث، ويتسلم رجل آخر العملية لينقلهم إلى العاصمة المقدسة، وتتم تلك العمليات عن طريق «استلام وتسليم» يدفع المتسلل ما يقارب 300 دولار حتى يصل إلى مكة المكرمة. ولأن التهريب في تلك المناطق يتم عبر طريق «الخواجات» حتى الوصول إلى حي الكعكية جنوب العاصمة المقدسة، بيد أن السواتر الترابية التي شيدتها الدوريات الأمنية حول المخطط جعلت المهربين يتجهون إلى حي الكعكية مرورا ببعض الأودية.

أما الطريق الثاني، فيمر بقرية الخرقا على بعد 6 كيلومترات من نقطة تفتيش الشعيبة وينزل على طريق الخواجات ومن ثم إلى العاصمة المقدسة، حيث يلتف المهربون على نقاط التفتيش مستخدمين مركبات ذات دفع رباعي تستطيع أن تتجاوز الطرق الوعرة، ويقترح المجنوني أن يكثف الوجود الأمني في تلك المواقع ويستعان بأهل المنطقة في رصد المتسللين وتعقبهم لأنهم الأقدر على معرفة طرق المنطقة ومنافذها الوعرة.

وسيطبق الأمن العام خططا أمنية محكمة ومدروسة يتم تنفيذها على منافذ الدخول لمكة المكرمة، تتمثل في: الرصد الجوي، وكثافة وجود رجال الأمن لمنع تسلل المتخلفين والمخالفين الذين لا يحملون التصاريح الرسمية التي تخولهم لأداء مناسك الحج بالطرق النظامية، حيث تمت مراقبة المنافذ منذ الأول من الشهر الحالي، ومن خلال الدراسات والرصد في العام الماضي تكشف العديد من المنافذ الجبلية والترابية حول مكة المكرمة وتم تزويدها هذا العام بنقاط تفتيش مزودة بعدد من رجال الأمن المؤهلين لكيفية التعامل مع المهربين والمخالفين والمتخلفين الراغبين في الدخول لمكة المكرمة بشكل غير نظامي. وحذر الأمن العام، من تسول له نفسه تهريب أو نقل الحجاج غير النظاميين لأنه سيكون عرضة للجزاء الرادع، وستطبق بحقه العقوبات المشددة التي وضعتها وزارة الداخلية، وسيتم إحالة كل من يتم القبض عليه متورطا في محاولة تهريب الحجاج غير النظاميين إلى الجهات المختصة لتطبيق الأنظمة الصارمة بحقه دون تأخير أو هوادة في ذلك.

وكان مدير الأمن العام الفريق أول سعيد القحطاني وافق على استحداث قوة جديدة هذا العام تعمل على مراقبة مداخل العاصمة المقدسة لمنع تسلل الحجاج غير النظاميين تحت مسمى «قوة مراكز الضبط الأمني»، وتعيين العقيد سعد الغامدي قائدا لها.

وأوضح قائد قوات أمن الحج اللواء ناصر العرفج في حينه، أن القوة الجديدة ستعمل على مراقبة كل الطرق الرسمية والترابية المؤدية إلى العاصمة المقدسة، التي يتسلل منها الحجاج غير النظاميين لأداء الفريضة، مشيرا إلى أن الأمن العام وبالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية حدد كل الطرق الترابية المؤدية إلى العاصمة المقدسة، التي رصد تسلل الحجاج منها في الأعوام الماضية، والعمل على تغطيتها من خلال هذه القوة التي يزيد أفرادها على 400 رجل أمن، إضافة إلى القوات المساندة من الإدارة العامة للمجاهدين.

وأوضح العرفج أن القوة بدأت مباشرة مهامها وتوزيع رجال الأمن على كافة المنافذ ومنع المتسللين من الحجاج غير النظاميين الذين لن يسمح لهم بالدخول إلى العاصمة المقدسة، حيث ستتم إعادتهم تطبيق لائحة المخالفات على قائدي المركبات الذين يحاولون تهريب الحجاج الذين لم يحصلوا على تصريح الحج ولم يتعاقدوا مع شركات ومؤسسات حجاج الداخل المعتمدة من وزارة الحج.

وبين العرفج أن للطيران العمودي طلعات جوية لمراقبة الطرق الترابية والإبلاغ عمن يحاولون التسلل للعاصمة المقدسة، مؤكدا أن تفعيل الرقابة على المداخل الترابية سيحد من أعداد الحجاج غير النظاميين الذين يفترشون الطرقات في المشاعر المقدسة، ويعطلون إيصال الخدمات إلى الحجاج النظاميين.

وبحسب الرصد الميداني الأمني للجوازات، فإن عدد مراكز مداخل مكة المكرمة «12 مركزا» تم تدعيمها بعدد وافر من الضباط والأفراد وقوات مساندة، وذلك لضبط عمليات دخول الحجاج إلى المشاعر المقدسة للتصدي للمخالفين لنظام الإقامة الذين يستغلون مثل هذه المناسبة لأغراض أخرى.

كما أن «الجوازات» تقوم بإعادة أي شخص يصل لهذه المراكز ولا يحمل تصريح حج، بينما يتم القبض على كل من يحمل (حجاج) من دون تصاريح حج، أو مخالفين لنظام الإقامة يتم حجز المركبة وتطبيق العقوبة المقررة بحقه، التي تصل إلى 10 آلاف ريال على كل شخص يحمله، وتتعدد الغرامة بتعدد المخالفات، مؤكدا أن لا حج من دون تصريح.

وكشفت «الجوازات» أن نقاط الفرز عند مداخل مكة ستكون مركز الشميسي السريع، والتنعيم، الكر، والزيمة، إضافة إلى المراكز الموسمية الأخرى المساندة، وإلى جانب مراكز الجوازات المنتشرة في مختلف مناطق البلاد التي ستؤدي هذا العام دورا مهما في خطة المديرية. وتضم المراكز: مداخل المدينة الخمسة، وطريق القصيم، والصويدرة، للقادمين من الرياض، والمنطقة الوسطى والخليج، والحفيرة للقادمين من تبوك وشمال المملكة، والشام وطريق الهجرة المؤدي من المدينة إلى مكة لإعادة الحجاج الذين لا يحملون تصاريح من المنبع، وتخفيف الضغط على المراكز في منطقة مكة المكرمة.