خوفا من البكتيريا والعدوى.. أمانة العاصمة المقدسة تضع مطاعمها تحت المجهر

تنظيم دخول المواشي لوحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومنعها من التسلل لمخيمات الحجاج

TT

كشف المهندس عبد السلام سليمان مشاط، وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات، أن أمانة العاصمة المقدسة ستقوم برصد ميداني للتأكد من الأغذية المقدمة في المطاعم ومراقبتها وخلوها من الأمراض البكتيرية، ضمن خطة محكمة أعدتها الأمانة لموسم حج هذا العام تركز على العمل على مدار الساعة في جميع قطاعات الأمانة المختلفة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأبان مشاط أن الخطة تعتمد على اللامركزية والمرونة والسرعة في تنفيذ الأعمال بهدف راحة حجاج بيت الله الحرام، التي سينفذها 21650 فردا باستمرار العمل على مدار الأربع والعشرين ساعة في جميع قطاعات الأمانة المختلفة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع تحديد المسؤوليات والواجبات لكل قطاع ليعمل الجميع وفق خطة محكمة تعتمد على اللامركزية والمرونة والسرعة في تنفيذ الأعمال.

وقال مشاط إنه سيتم حشد الطاقات البشرية والمادية كافة وتجهيز المعدات والآليات وتسخير الإمكانات كافة اللازمة لتقديم خدمات بلدية تليق بضيوف الرحمن مع الأخذ في الاعتبار المشاريع الجديدة المنفذة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والاستفادة من الدراسات الميدانية والمعلومات ونتائج مناقشة تقارير القطاعات العاملة في موسم الحج الماضي.

وأبان مشاط أنه تم تكثيف الفرق الميدانية ومتابعة الأسواق والمحلات والمطاعم بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع التركيز على المحلات التي تقوم بإعداد وتجهيز المأكولات والمشروبات، وأخذ عينات منها وإجراء التحاليل اللازمة لها للتأكد من سلامة وصلاحية المواد الغذائية المقدمة من تلك المحلات ووسائل التعبئة التي تباع أو توزع من خلالها والتأكد من التزام هذه المحلات بالاشتراطات الصحية المطلوبة وحصول العاملين بها على الشهادات الصحية التي تثبت خلوهم من الأمراض مع متابعة نظافة هؤلاء العاملين والتزامهم بالزي الموحد.

وأشار إلى تأهيل بعض المؤسسات والشركات والمطابخ والمطاعم لإعداد الوجبات الغذائية والقيام بعملية النقل والتوزيع وفق الضوابط الصحية، مع إلزام مؤسسات الطوافة وبعثات الحج بالتعاقد مع هذه الشركات والمطابخ المؤهلة، ومنع الباعة الجائلين من مزاولة نشاطهم لتفادي عرقلة طرق الحجاج والإساءة لأعمال النظافة العامة، مع نشر لوحات توعوية تحذر من التعامل مع هؤلاء الباعة، ومتابعة تشغيل وصيانة ونظافة المسالخ الأهلية بمكة المكرمة، وتوزيع وتأجير الحظائر الموسمية، ونظافة 8 وحدات ذبح بالمشاعر المقدسة، وتنظيم دخول المواشي إلى وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومراقبتها ومنعها من التسلل إلى مخيمات الحجاج، وفق خطة روعي فيها المتغيرات والمستجدات، وزيادة أعداد مراكز نقاط مراقبة الماشية على جميع مداخل ونقاط الوصول إلى منى ودعمها بأعداد مناسبة من أفراد الأمن العام و«المجاهدين».

وأبان أن أمانة العاصمة المقدسة ستقوم بتنفيذ المهام في اللجان المشتركة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل: لجنة التسمم الغذائي، ولجنة الغش التجاري، ولجنة المزارع التي تسقى بمياه الصرف الصحي، واللجنة الأمنية لمصادر المياه، ولجنة «حكيم الأعشاب»، ولجنة الكشف على مساكن العمال، ولجنة «حليب الإبل».. إلخ، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في ما يتعلق بالأعمال الميدانية المشتركة، ناهيك بدعم البلديات الفرعية ومراكز الخدمات بالمشاعر المقدسة بعدد من المراقبين الصحيين المنتدبين من الوزارة والأمانات والبلديات المختلفة وهيئة الدواء والغذاء والمراقبين الصحيين المؤقتين بالإضافة إلى فرق مساندة من المجاهدين والكشافة.

واختتم بالقول إنه يجري تخصيص عدة مواقع للحلاقين موزعة حول منطقة الجمرات ومنطقة وحدات الذبح، يتم خلالها تأدية نسك الحلق والتقصير بطريقة صحية صحيحة باستخدام الأمواس لمرة واحدة فقط لسلامة الحجاج والمحافظة على المستوى البيئي بمنطقة المشاعر المقدسة، ويتم تشغيلها من قبل مستثمرين متخصصين.

إلى ذلك، انتقد مرتادو مطاعم العاصمة المقدسة «المطاعم الشعبية» التي تعج بها شوارع العاصمة المقدسة، مؤكدين أنها لا تتسق مع توثب مكة المكرمة للقفز نحو العالم الأول، ناهيك لما تحويه من قائمة طويلة من الأمراض، والعدوى، وعدم التزام عامليها بمواصفات السلامة، والنظافة؛ فمكة تتسم بأنها مدينة ذات ثقل ديني واقتصادي مهم، يتم من خلالها حراك مالي على الأصعدة كافة من النشاطات التجارية، إلا أنها تفتقر في الوقت ذاته إلى التخطيط الأمثل في النشاط الغذائي المتمثل في المطاعم المنتشرة في أنحاء مكة كافة.

من جهته، قال الدكتور محمد فوتاوي، مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاشتراطات الخاصة بالمطاعم من أهمها توفر مساحة 62 مترا على أقل تقدير، وهو يعتبر الحد الأدنى من توفر هذه الاشتراطات». واستطرد بالقول: «لا بد أن نضع في الاعتبار أن في جغرافية مكة في فترة مضت، خصوصا في المنطقة التي تعد من أغلى المناطق في العالم وهي منطقة الحرم، كان لا بد من وضع هذا الاشتراط، ولكن في الفترة الحالية ولما تشهده مكة من نهضة عمرانية، اختلف الوضع، وأصبحت هناك إنشاءات عملاقة من المطاعم التي تعد على أعلى مستوى.. وعلى سبيل المثال، وقْف الملك عبد العزيز وما يحويه من مطاعم فاخرة، تتوفر فيها جميع الاشتراطات، وكذلك على أحدث الطرز».

=