قائد القوات الخاصة لأمن الحج: خطط بديلة لتفتيت الكتل البشرية في مختلف محاور الحرم المكي

خلال المؤتمر الإعلامي الثاني للقيادات الأمنية لموسم الحج

أكثر من 750 كاميرا لمتابعة الحالة الأمنية والتنظيمية داخل المسجد الحرام وساحاته (تصوير: محمد علي)
TT

كشف اللواء علي سعيد الغامدي، قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، عن خطط بديلة وطرق فرز وتحويل، تم إعدادها لمواجهة أي كثافة للحجاج في أي موقع، لتفتيت الكتل البشرية على مختلف محاور الحرم، وذلك عند حدوث أي ازدحام.

وقال اللواء الغامدي في اللقاء الإعلامي الثاني للقيادات الأمنية لموسم الحج الذي عقد بمقر الأمن العام بمنى أمس لشرح الخطط الأمنية والمرورية لموسم حج هذا العام إن غرفة العمليات تتابع الحالات الأمنية والتنظيمية بالمسجد الحرام من خلال غرفة العمليات بالمسجد الحرام، حيث توجد أكثر من 750 كاميرا لمتابعة الحالة الأمنية والتنظيمية داخل المسجد الحرام وساحاته، إضافة إلى قسم للبحث والتحري الذي يعمل به عدد من المخبرين من العنصر الرجالي والنسائي لمتابعة الحالة الأمنية والتنظيمية ومتابعة القضايا الأمنية.

وشارك في المؤتمر إلى جانب اللواء الغامدي، العميد خالد المحمدي قائد الطوارئ الخاصة، والعقيد يحيى مساعد الزهراني قائد أمن الحرم المكي الشريف، والعقيد سعد بن أحمد الغامدي قائد مراكز الضبط الأمني.

وأوضح اللواء علي سعيد الغامدي أن القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة تقوم بجهود مميزة لخدمة الحجيج في كل عام منذ إنشائها، مؤكدا أن القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة هي حلقة من منظومة قيادة قوات أمن الحج تتولى هذا العام 3 مهام، الأولى في الخط الدائري الغربي لفصل حركة المشاة عن المركبات أثناء النفرة يوم الـ9 من ذي الحجة لمنطقة عرفات مع منع الافتراش لمواقف الحافلات في مزدلفة حتى تتمكن المركبات من الوصول في وقت مبكر وتخزينها في هذه المواقف. المهمة الثانية تتمثل في إدارة حركة الحشود وتنظيم المشاة والتفويج إلى محطات قطار المشاعر المقدسة. المهمة الثالثة إدارة حركة الحشود أيام التشريق للمسجد الحرام والساحة الخارجية والطرق المؤدية إلى المنطقة المركزية وساحات الحرم.

وبيّن أن هناك مجموعة من قيادة قوات أمن الحج المشاركة تسهم مع القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، وهي قوات أمن المشاة، إضافة إلى المشاركين من وزارة الدفاع ورئاسة الحرس الوطني. وأفاد بأن القوات الخاصة بالحج والعمرة تسهم في برنامج التفويج من محطات القطار بالمشاعر المقدسة والبالغ عددها 9 محطات، حتى يتم التمكن من إدارة الحركة بشكل مميز وضمان أمن وسلامة الحجاج حتى يتمكنوا من الانتقال من منى إلى مزدلفة إلى عرفات من ثم العودة أيضا بكل يسر وسهولة، مؤكدا أنه تم الإعداد لهذه الخطط منذ وقت مبكر وتم تهيئة منسوبي القوات من الضباط والأفراد بالتوعية ودراسة الخطط والكيفية واستشعار الأداء وقدسية المكان والزمان والمحافظة على أمن وسلامة الحجاج قبل كل شيء، بما يضمن سهولة تحركهم وتنقلاتهم وأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

وأوضح أنه يشارك مع القوات عدد من الجهات الحكومية، مشيرا إلى أنه تم عقد عدد من ورش العمل المختلفة لدراسة الخطط مع جميع الدوائر الحكومية المعنية، مبينا أن مركز القيادة والسيطرة يتولى إمداد القوة بالمعلومات حيال كثافة الحجاج والأماكن والمواقع حتى تتمكن القوة من تفتيت الكتل، كما يشارك مع القوة في ما يخص إدارة الحركة والحشود قوات الطوارئ الخاصة في مرحلة إدارة وتنظيم المشاة حتى الوصول إلى الحرم المكي والخروج أيام النفرة خارج مكة المكرمة.

وناشد قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة المواطنين والحجاج أن يسهموا مع القوة بالالتزام ببرامج التفويج وبالتعليمات الخاصة بالتفويج لتحقق الخطة أهدافها التي أعدت من أجل توفير الأمن والسلامة لهم.

وكشف أنه سيتم عقب انتهاء موسم حج هذا العام التعاون والتنسيق مع وكيل وزارة الحج للاستفادة من مؤسسات الطوافة لعقد دورات لمنسوبي القوة لتعلم اللغات المختلفة للحجاج ليتمكنوا من إدارة الحركة الميدانية والتعامل والتفاعل مع الحجاج بلغاتهم المختلفة.

وقدم العميد خالد المحمدي شرحا مفصلا عن خطة الطوارئ الخاصة والاستعدادات بمنشأة الجمرات والخطط الموضوعة لذلك، مفيدا بأن قوات الطوارئ الخاصة في جميع مناطق المشاعر المقدسة بداية من المدينة المنورة، حيث إن هناك قوات تعمل في المساندة في المسجد النبوي الشريف، وكذلك تنظيم حركة الحجاج في ساحات البقيع، بينما تبدأ المرحلة الثانية بالمشاركة في المسجد الحرام في الساحات الجنوبية والساحات الشمالية، مشيرا إلى أن هناك خطة لمنشأة الجمرات تشمل جميع الأدوار في منشأة الجمرات، وكذلك خطة في جبل الرحمة بعرفات، وخطة بمزدلفة، إضافة إلى مسجد نمرة.

وأكد أن قوات الطوارئ تعمل بجانب القوات الأمنية المشاركة في الحج لخدمة ضيوف الرحمن، مبينا أن هناك متغيرات في منشأة الجمرات في هذا العام حيث تم الربط ما بين شارع الرابطة والدور الثاني، وكذلك الربط ما بين ربوة الحضارم والدور الثاني، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو تخفيف الدخول على الدور الأرضي.

وأوضح قائد أمن المسجد الحرام العقيد يحيى بن مساعد الزهراني من جانبه أن قيادة أمن المسجد الحرام كغيرها من القيادات الأمنية المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وقامت بوضع الخطط منذ وقت مبكر، مشيرا إلى أن خطة أمن الحرم تتمثل في 3 مراحل، المرحلة الأولى بدأت منذ العشرين من شهر ذي القعدة، وشارك فيها داخل المسجد الحرام قوة من قوة المهمات بشرطة منطقة مكة المكرمة، وفي ساحات المسجد الحرام شارك مع القوة القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة قوات الطوارئ الخاصة.

وأفاد بأن مراحل الخطة تركز على أن يصل الحاج إلى صحن المطاف ثم الخروج من الحرم بكل يسر وسهولة، وذلك من خلال الاهتمام بالممرات والمشايات الداخلية والخارجية ومنع الجلوس بها لسهولة الحركة والدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، وكذلك التنسيق مع القيادات المشاركة مع القوة من خلال غرفة العمليات للقيام بالتحويل إلى الأدوار العلوية أو إلى سطح الحرم أو إلى الساحات الخارجية في حالة امتلاء المسجد الحرام. وأفاد بأن القيادة تعنى بمكافحة الظواهر السلبية سواء في ساحات المسجد الحرام أو داخل المسجد الحرام، مشيرا إلى أن هناك جهات تشارك مع القوة في العمل، ومنها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وبيّن أن المرحلة الثانية للخطة تبدأ من غرة شهر ذي الحجة حتى التاسع منه، ويشارك مع القوة في هذه المرحلة قوة من أمن المنشآت داخل المسجد الحرام، بينما تبدأ المرحلة الثالثة في التاسع من شهر ذي الحجة حتى نهاية موسم الحج، حيث يتم تشكيل قيادة لهذه المرحلة بقيادة اللواء علي بن سعيد الغامدي قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة ويشارك فيها من الجيش والحرس الوطني وقوات أمن الحج والعمرة والطوارئ. وأكد أن قوة أمن الحرم تقوم بالتنسيق والتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لمراقبة عربات السعي وتنظيمها، مشيرا إلى أن هناك عددا من أصحاب العربات ليس لديهم تصاريح وتصدر منهم بعض السلبيات والمخالفات ويتم منعهم، مشيرا إلى أنه تم خلال شهر رمضان المبارك ضبط ومصادرة 3000 عربة مخالفة تم حجزها بتعليمات من وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة.

وأهاب بالحجاج أن يتعاملوا مع أصحاب العربات الذين لديهم تصريح من الرئاسة وعدم التعامل مع أصحاب العربات غير المصرح لهم، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تنسيق مع الرئاسة لإيجاد حل جذري لهذه الظاهرة خلال المواسم القادمة إن شاء الله.

وشدد العقيد الزهراني على أهمية تعاون وتجاوب المتلقي (الحجاج) مع رجال الأمن الذين ما جندوا إلا لخدمتهم وراحتهم وأمنهم وسلامتهم لتحقق الخطط المبتغى منها، مهيبا بجميع الحجاج أن يتعاونوا في ما يطلب منهم وأن يعلموا أن رجال الأمن كلفوا بهذه المهمة وغيرها من المهام لخدمتهم وراحتهم، متمنيا أن يكون موسم حج هذا العام ناجحا بكل المقاييس إن شاء الله.

عقب ذلك تحدث قائد مراكز الضبط الأمني العقيد سعد بن أحمد الغامدي، مبينا أن هذه القيادة جديدة وتعنى بتسهيل وتيسير دخول الحجاج النظاميين إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والحد من دخول الحجاج غير النظاميين، مشيرا إلى أن الأمن العام شرع في عدة إجراءات في سبيل تحقيق هذا الهدف الأساسي وتسهيل وتيسير دخول الحجاج.

وأفاد بأن عمل القيادة يقوم على أربع منظومات، المنظومة الأولى المنظومة الخارجية وتبدأ من مخارج المدن والمحافظات وتتولى شرطة مناطق المملكة وقيادة أمن الطرق مراقبة الحجاج غير النظاميين وإعادتهم قبل الوصول إلى مكة المكرمة، وهي المنظومة الأكبر. والمنظومة الثانية المداخل الرئيسية لمكة المكرمة، وهي 8 مداخل رئيسية، وهي الكر والحسينية والعكيشية والكعكية والشميسي السريع والشميسي القديم والنوارية والزيماء، ومن خلالها يكون منسوبو القوات هم المعنيين بتيسير وتسهيل حركة الدخول، يساندهم الأمن العام في هذا المجال. المنظومة الثالثة هي المنظومة المستهدفة في هذا العام، وهي متمثلة في قيادة مراكز الضبط الأمني، وهي عبارة عن حلقة تربط ما بين المنظومة الثانية في المداخل الرسمية والمنظومة الرابعة التي هي المداخل الخاصة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وبين أنه تم القيام بمسح منطقة مكة المكرمة بشكل كامل، وكذلك الاستفادة من بعض الخبرات التي كانت قائمة سابقا، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 50 موقعا تم رصدها خلال المسح الأرضي الذي تم من خلال الرصد الجوي ومن خلال أكثر من 3 طلعات جوية على مختلف المداخل، ورصدت بشكل كامل وأعدت الخطة اللازمة.

ولفت الانتباه إلى أن هناك مداخل رئيسية وهناك منافذ ممهدة رصدت ووضع فيها مراكز أمنية مؤقتة، وهناك أكثر من 50 دورية متحركة على الحدود الجغرافية لمكة المكرمة لمنع دخول الحجاج غير النظاميين أو من يحاول تهريب الحجاج، وأبان أن القوى العاملة بمراكز الضبط الأمني 600 فرد، إضافة إلى 15 ضابطا.