ندوة تربوية تؤهل الآباء والأمهات لتشجيع أبنائهم على العمل الحر

خلال ملتقى «أسرتي مشروع حياتي» في جدة

TT

أكد زياد بسام البسام، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، على أهمية دور الأسرة والمجتمع والإعلام في نشر ثقافة العمل الحر، إضافة لأهمية نشر ثقافة العمل الحر من خلال المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني.

جاء ذلك خلال أمسية تربوية قدمها بعنوان «شبابنا والأعمال»، ضمن الملتقى التربوي الثالث لأولياء الأمور والذي أقيم تحت شعار «أسرتي مشروع حياتي» ونظمته الأمانة العامة لجمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة بالتعاون مع مكتب «اقرأ» للاستشارات التعليمية والتربوية، والغرفة التجارية الصناعية بجدة.

وتطرق البسام إلى التحديات التي تواجه الشباب، ومن أبرزها الأمية والنمو السكاني والمعلومات والتفكك الأسري والمشكلات الاجتماعية والبطالة وآثارها والعنوسة والانحراف والفراغ والضغوطات الاقتصادية وسوء الحالة الاقتصادية والإرادة ومشكلات الانتماء والهوية والخوف من النقد والانضباط والالتزام. وقال البسام إن سوق العمل في الماضي كانت تستوعب كل الخريجين، لكنها في السنوات الأخيرة لم تستوعب كل الخريجين لسببين، وهما زيادة أعداد الخريجين وانعدام التوافق التام مع احتياجات سوق العمل. وأشار إلى أن الاهتمام بالعمل الحر بدأ منذ الأزمات الاقتصادية التي حدثت في منتصف ونهاية عقد السبعينات كوسيلة للإسهام في النمو الاقتصادي، مبينا أن هناك عوامل كثيرة أسهمت في هذا التحول نحو الاهتمام بالعمل الحر، مثل التغيرات البنيوية التي ظهرت من جراء التحول من التصنيع إلى الخدمات، وإقصاء العديد من موظفي الشركات ودفعهم للتقاعد، وإدراك أهمية المشروعات الصغيرة والعمل الحر كمصدر مهم للوظائف، والدور المحتمل لعمل النساء في مجال العمل الحر، وقد أدى ذلك إلى وضع سياسات تهدف لتعزيز العمل الحر بين العاطلين في معظم الدول المتقدمة.

وعدد مزايا العمل الحر، ومن أبرزها الاعتماد على الذات وتحقيق الشاب لحلمه، فضلا عن فوائده بأن يصبح الشاب صانع قراره وينظم ساعات العمل بنفسه ويستطيع إدارة العمل بطريقته الخاصة، إلى جانب مزاياه في زيادة الثقة بالذات والمتعة في العمل وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص والإسهام في اقتصاد وطنه، فضلا عن الاستقلالية والشعور بالسعادة وإمكانية الشراكة مع الأصدقاء والتطبيق الإيجابي للأفكار والمواهب والمهارات الخاصة.

واستعرض البسام خلال حديثه العوامل المساعدة لإقبال الشباب على العمل الحر، ومن أبرزها دعم الأسرة والأصدقاء، وإجادة مهارات التسويق، وخبرة الشخص في المجال، وعدم ارتفاع التكلفة للخدمات، وشخصية الشاب وطاقته ومثابرته، وتوافر المستشارين في مجال العمل، وإمكانية الارتباط مع الشركات الكبرى، وتوفير القروض اللازمة للتمويل، ووجود الكتب المتخصصة والأفراد الذين يقدمون الدعم، وتوافر المعلومات والاستشارات، إضافة لبرامج تدريب للشباب وتوضيح طبيعة وآليات العمل الحر.

وأوضح مالك غازي بن طالب، مدير عام مكتب «اقرأ» للاستشارات التعليمية والتربوية، أن الملتقى التربوي لأولياء الأمور يسعى لتعريف الآباء والأمهات بالمستجدات على الساحة التربوية بما يحقق السعادة الأسرية بمفهومها الشامل، مشيرا إلى أن الملتقى المجاني يسعى لإكساب أفراد الأسرة مهارات جديدة بأسلوب سهل وميسر وفعال وإيجابي يخاطب جميع الآباء والأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.

وأشار بن طالب إلى أن هذا الملتقى الذي يقام برعاية الشركة السعودية للاقتصاد والتنمية القابضة، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب جدة، واتجاهات التميز، يأتي امتدادا للملتقيين الأول والثاني اللذين عقدا العامين الماضيين وحققا نجاحا في استعراض العديد من المهارات التربوية اللازمة للآباء والأمهات. جدير بالذكر أن الملتقى التربوي لأولياء الأمور يتناول العديد من المحاور التربوية، من أبرزها الشباب والأعمال والتقنية، وطب الأسرة وصحة الأطفال، والثقافة والإعلام، ويتضمن رسائل مهمة تخاطب أولياء الأمور من الجنسين.