«الفهرس العربي الموحد» يحقق نحو مليوني تسجيلة ببليوغرافية لاستكمال قاعدة بياناته

الدكتور المسند لـ «الشرق الأوسط»: المشروع يهدف إلى تحقيق حلم الثقافة العربي

جانب من فعاليات اللقاء الرابع لأعضاء «الفهرس العربي»
TT

كشف الدكتور صالح المسند، مدير مركز «الفهرس العربي الموحد»، أن عدد التسجيلات التي يحتكم إليها المركز قفزت إلى أكثر من 1.300 مليون تسجيلة، ما يؤكد أهمية «الفهرس العربي الموحد» كأحد المشاريع المعرفية لمكتبة الملك عبد العزيز العامة، التي تحظى بدعم دائم من السعودية.

وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى تزايد حجم العضوية في المشروع، التي وصلت إلى ما يزيد عن250 عضوا، تضم أكثر من 4000 مكتبة، تمثل 17 دولة.

وقال المسند إن هذا المشروع الذي يهدف إلى توحيد الفهارس العربية للمكتبات العربية جميعا، وينهض به فريق عمل متكامل، يمثل حلما ثقافيا طموحا يسعى أن يقدم للباحثين خدمات معرفية، مستثمرا تقنيات عصر الاتصال الذي نعيشه.

وأشار إلى اللقاء الذي اختتم مؤخرا في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، وشهد تدشين بوابة الإمارات وخدمتي البحث في الرسائل الجامعية والمخطوطات في ما يتجاوز 120 ألف تسجيلة، مبينا أنه جاء ليؤكد على نوعية العمل العربي المشترك في مجال المكتبات ومدى الإسهام المعرفي الذي يمكن أن يتحقق بالتعاون بين مختلف المنابر الثقافية العربية وبين المكتبات والجامعات.

وبيّن أن تدشين بوابة الإمارات العربية المتحدة التي تتضمن مجموعة من الفهارس المكتبية لدولة الإمارات صحبها تدشين خدمة البحث في المخطوطات والرسائل الجامعية التي تتضمن 122 ألف مادة مفهرسة، كما عقد الفهرس بعض الدورات وورش العمل الخاصة بالفهرسة والمخطوطات والملفات الاستنادية، وكرم مجموعة من الباحثين ومجموعة من المكتبات السعودية والعربية التي دعمت هذا المشروع العلمي منذ بداياته ورفدته بمادة بحثية متنوعة.

وأشار إلى أن الفهرس يهدف بالأساس إلى حصر الإنتاج الفكري العربي المنشور والمتوفر في المكتبات العربية من خلال قاعدة معلومات قياسية مبنية على معايير عالمية من شأنها توحيد بيانات الكتب وتسهيل تبادل السجلات بين المكتبات والاستغناء عن تكرار فهرسة الكتاب الواحد في أكثر من مكتبة، وهو وما يتيح إمكانات أكبر لتبادل الموارد المعلوماتية وخفض التكاليف التشغيلية وتيسير الخدمات للمستفيدين من الباحثين وطلبة العلم، إضافة إلى توحيد الجهود العربية الرامية إلى تقنين أعمال الفهرسة والتصنيف. إن جائزة أفضل المشروعات القومية العربية، التي حصل عليها مشروع «الفهرس العربي الموحد» تزامنت مع وصول عدد التسجيلات الببليوغرافية به إلى ما يقرب من مليون تسجيلة، لينطلق المشروع إلى دوائر جديدة لتغطية الوسائل المعلوماتية الأخرى، لا سيما في ظل تزايد حجم العضوية في المشروع، الذي وصل إلى ما يزيد عن250 عضوا، تضم أكثر من 4000 مكتبة وتمثل 17 دولة.

وأكد المسند أن من أهم إنجازات «الفهرس العربي الموحد» وصول عدد التسجيلات التي تمت معالجتها من قبل الفهرس أكثر من 1.700.000 تسجيلة ببليوغرافية نتج عنها بعد دمج المتكرر مليون وثلاثمائة ألف تسجيلة مضبوطة الجودة، مما يمثل إنجازا حقيقيا نحو استكمال قاعدة بيانات «الفهرس العربي الموحد»، كما تجدر الملاحظة بأن نسبة التسجيلات الموجودة في الفهرس من بين تسجيلات المكتبات الجديدة المنضمة إلى عضوية الفهرس يفوق 70%، مما يعتبر مؤشرا إيجابيا على مدى تغطية الفهرس لعناوين الكتب العربية والاقتراب من تحقيق أحد أهم أهداف الفهرس والمتمثل في تغطية كل التراث العربي المكتوب وحصره في قاعدة واحدة. وبلغ عدد الأعضاء المستخدمين لخدمة تنزيل التسجيلات الببليوغرافية من «الفهرس العربي الموحد» بنهاية عام 2010 نحو 95 عضوا، وتجاوز عدد التسجيلات الببليوغرافية المنزلة 130.000 تسجيلة مقابل 38 عضوا نشطا و60.057 تسجيلة منزلة بالنسبة لعام 2009، بنسبة نمو تقدر تقريبا بـ300% بالنسبة للأعضاء الفاعلين، وأكثر من 200% بالنسبة لعدد التسجيلات المنزلة. ولقد شهدت السنة التشغيلية الثالثة تطورا كبيرا بالنسبة لمشاركة الأعضاء في تغذية الفهرس بالتسجيلات الببليوغرافية، وذلك بسبب المجهود الفني والتقني الذي بذله فريق المركز، من تطوير برامج ملائمة لحاجات المستفيدين، إضافة إلى الجهود الترويجية لتحفيز الأعضاء على المشاركة في تغذية الفهرس، والتي كللت بالنجاح، حيث بلغ عدد التسجيلات المضافة أو المعدلة خلال السنة التشغيلية الثالثة أكثر من 33.000 تسجيلة، بينما لم يتعدّ عدد التسجيلات المعدلة والمحملة خلال السنة التشغيلية الثانية 10.000 تسجيلة. وبذلك تم تسجيل نمو يقدر بـ300%، كما شهد الملف الاستنادي نموا استثنائيا خلال عام 2010، وذلك نظرا لإضافة الأوعية الأخرى غير الكتب إلى قاعدة بيانات الفهرس مثل المخطوطات ومقالات الدوريات، مما أضاف مؤلفين جددا وموضوعات جديدة. ومن المؤمل أن يتحسن استخدام الفهرس والإفادة من خدماته خلال السنة التشغيلية الحالية، كما تم تنفيذ 171 دورة تدريبية وورشة عمل استفاد منها 1300 مفهرس ومفهرسة في جميع أقطار العالم العربي من المحيط إلى الخليج. أما على مستوى النشر فقد أصدر الفهرس 18 كتابا و17 عددا من مجلة «التسجيلة».

وأضاف أن من أبرز ما سيقدمه الفهرس في العام القادم هو مزيد من الدورات المتخصصة في مجالات الفهرسة الوصفية لأوعية المعلومات المختلفة والفهرسة الموضوعية والتصنيف، والمكتبة الرقمية التي ستوفر النصوص الكاملة والخدمات المرجعية الافتراضية ونشر الثقافة المعلوماتية، واستكمال بناء ملفات أسماء الأشخاص وأسماء الهيئات بالتعاون والتنسيق مع كبريات المكتبات العربية، وتدشين بوابات المكتبات في الدول العربية.