مقترح بـ«جدولة» طواف الإفاضة.. وإعادة الحجاج إلى منى

مستشار في الديوان الملكي لـ «الشرق الأوسط» : الاقتراح ينص على فرض غرامات مالية على المخالفين.. وبدء التفويج من ليلة مزدلفة

مقترح في السعودية لجدولة طواف الإفاضة من شأنه القضاء على الازدحامات في الحرم المكي («الشرق الأوسط»)
TT

في مسعى لتفتيت كتل الحجاج البشرية التي تندفع نحو الحرم المكي لتأدية طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفة، اقترح مستشار في الديوان الملكي «جدولة طواف الإفاضة» للحملات ومؤسسات الطوافة، بحيث يؤدي الحجاج بعد فراغهم من يوم الحج الأكبر الطواف وفق ترتيبات زمنية تقضي على عشوائية الاندفاع نحو الحرم المكي.

وينص المقترح الذي تقدم به الشيخ عبد المحسن العبيكان، المستشار في الديوان الملكي السعودي، على بدء تفويج الحجاج نحو الحرم المكي لتأدية طواف الإفاضة بدءا من ليلة المبيت في مزدلفة.

ويدفع اقتراح العبيكان إلى فرض غرامات مالية على الحجاج المخالفين، لأنها الوسيلة الوحيدة الممكن من خلالها دفعهم للالتزام بهذا المقترح، على حد تعبيره.

ويشدد الشيخ العبيكان على ضرورة التنبيه على حملات الحج ومؤسسات الطوافة، أن يلتزموا بإعادة الحجاج إلى منى بعد الفراغ من أداء طواف الإفاضة والسعي، لكون أن الأصل في أيام التشريق المبيت في منى، وليس البقاء في الحرم المكي، لافتا الانتباه إلى أن أكبر المشكلات التي تواجه المنظمين لموسم الحج، هو الحجاج الذين يبقون في الحرم المكي خلال أيام التشريق.

ويرى الشيخ العبيكان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الالتزام بجدول زمني معين في تأدية الحجاج لطواف الإفاضة، من شأنه أن يقضي على الازدحامات التي يشهدها الحرم ومحيطه.

ويشرح المستشار في الديوان الملكي مقترحه بقوله: «تفويج الحجاج لأداء طواف الإفاضة من الأمور المهمة.. أقترح أن يبدأ من ليلة العيد، وينبه على جميع الحملات ومؤسسات الطوافة بهذا الأمر، ويكون معهم رجال أمن، ما بين اثنين أو 3 مع كل حملة أو مؤسسة طوافة، وبعض الموظفين من وزارة الحج، ليشرفوا على تطبيق هذا التنظيم وضبط وتطبيق التعليمات».

ورأى الشيخ العبيكان أن «يؤخذ من الحجاج مبلغ تأمين، على أساس أن كل حاج يخل بالتعليمات يؤخذ منه غرامة لكي ينضبط الحجاج».

ويضيف: «يبدأ طواف الإفاضة من ليلة مزدلفة، ويكون هناك تفويج بحيث ترتب الأوقات لجدولة طواف الإفاضة والسعي»، ويقترح في هذا الصدد، تحديد مدة ساعتين لكل فترة زمنية تحدد لحملات ومؤسسات الطوافة، من أجل الفراغ من طواف الإفاضة والسعي، على أن تلتزم تلك الحملات والمؤسسات بإعادة حجاجها للمبيت في منى والإقامة فيه حسب السنة.

ويقول «المشكلة أن هناك كثيرا من الحجاج جهال، إذا ذهبوا إلى الحرم مكثوا في الحرم ولم يعودوا إلى منى، بينما السنة ما فعله الرسول من البقاء في منى والمبيت فيها إلى آخر أيام الحج».

ويؤكد المستشار في الديوان الملكي، على الخطأ الذي يرتكبه الحجاج بالبقاء في الحرم المكي دون العودة إلى منى، مؤكدا أن الصلاة في منى مضاعفة كما هو الحال في الحرم المكي.

وأضاف: «إذا استقام الأمر.. فأعتقد أن يكون طواف الإفاضة بسهولة تامة، ولن يكون هناك أي ازدحام، فالازدحام هو نتيجة القدوم للحرم للصلاة فيها أيام الحج.. وقت الصلاة في الحرم قبل وبعد الحج، وليس خلال أيام الحج».

ويشمل مقترح العبيكان حتى من يرغبون في تأدية طواف الوداع، حيث يتابع مقترحه قائلا: «إذا جاء اليوم الثاني من أيام التشريق، ينبه على جميع الحملات ومؤسسات الطوافة بعدم الذهاب إلى الحرم إلا لمن يرغب في تأدية طواف الوداع؛ لترك المجال لتفويج من يريدون التعجل».

ويضيف: «بعض الحجاج من آسيا وغيرها يكونون متعجلين ويمكثون في الحرم، وهؤلاء هم حجر عثرة أمام من يريدون طواف الوداع والمغادرة، فالسنة لهم المكوث في منى، على أن يفتح المجال بعد انتهاء أيام التشريق الثلاثة أمام من يرغب في الذهاب إلى الحرم».