«الأرصاد» تؤكد للحجاج أن التوقعات المناخية مطمئنة

رغم تزامن الحج مع أمطار الخريف على سواحل ووسط وجنوب البحر الأحمر

TT

نفى الدكتور حسن ميرة، نائب رئيس الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، احتمالات هطول أمطار غزيرة أو ظواهر جوية شديدة أو سيول جارفة خلال موسم الحج، مشددا على أن كافة التوقعات مطمئنة.

وأكد أن ذلك يأتي استنادا إلى المعلومات الأرصادية والنماذج العددية المحلية والدولية المتوافرة في الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات، والخاصة بتوقعات الطقس خلال أيام الحج، مؤكدا عدم وجود أي مؤشرات لظواهر جوية شديدة أو أمطار غزيرة تؤدي إلى سيول جارفة خلال فترة الحج، مبينا أن التوقعات حتى تاريخه مطمئنة.

ولفت إلى أن الطقس وتقلباته على مناطق المملكة بشكل عام، والمشاعر المقدسة بشكل خاص، تحت المراقبة والتحليل المعلوماتي اليومي، مع الأخذ في الاعتبار أن موسم الحج هذا العام يتزامن مع موسم أمطار فصل الخريف مناخيا على سواحل وسط وجنوب البحر الأحمر.

وقد بين أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد خصصت على موقعها الإلكتروني (pme.gov.sa) صفحة خاصة بالمعلومات الأرصادية الآنية والتوقعات الخاصة بالمشاعر المقدسة خلال فترة الحج، حيث تشمل هذه الصفحة توقعات لمدة عشرة أيام، وأخرى لمدة خمسة أيام، بالإضافة إلى معلومات الطقس الآنية، وصور الأقمار الصناعية ورادار الطقس لكل من جدة والطائف.

وأشار إلى توافر عدد من المختصين الجويين التابعين للرئاسة في غرفة عمليات الدفاع المدني والحماية المدنية بالأمن العام، بغية التنسيق وإيصال التنبيهات والتحذيرات على مدار الساعة.

وبحسب الدكتور عبد الله المسند، عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على «جوال كون» يرى أن فترة الحج فترة حرجة، من جهة كونها تقع في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو عادة شهر تكثر فيه التقلبات الجوية، وحالات عدم الاستقرار الجوي، وتوقع أن الأمطار فيه (إن أمطرت) ستكون فجائية وغزيرة، مرجعا ذلك للسمة التي تتميز بها الأمطار الصحراوية.

وبين أن أغزر الأمطار وأشدها كثافة في مكة تهطل في شهر نوفمبر، الذي يتزامن مع أداء مناسك الحج هذا العام، ويصل متوسط هطول الأمطار في نوفمبر إلى 26 ملم، بينما متوسط عدد الأيام المطيرة خمسة أيام، خلال الشهر نفسه، وذلك في مكة المكرمة، مع الأخذ في الاعتبار التذبذب الكبير في الأمطار، وارتفاع قيمة الانحراف المعياري في كمية الأمطار.

وبحسب الدراسات المناخية، فقد أثبتت التقارير أن 50 في المائة من أمطار المملكة تهطل بكثافة تزيد على 20 ملم في الساعة، ويستقرئ الدكتور عبد الله المسند الماضي مؤكدا أنه هطلت في مكة أمطار غزيرة وكثيفة جدا بلغت كميتها 240 ملم خلال ثلاث ساعات فقط، أي بمعدل 80 ملم بالساعة، وذلك يوم الأربعاء 23 يناير (كانون الثاني) 1969م، وأيضا في الثامن من أبريل (نيسان) من عام 1975م، حيث هطلت أمطارا كثيفة بلغت 43 ملم في غضون 52 دقيقة فقط.

ووفقا للاستقراء المناخي، فقد تجاوزت كمية الأمطار 50 ملم خلال مطرة واحدة، وذلك في شهر نوفمبر في أعوام 2000م، 2002م و2008م، وهذه الظروف المناخية المتذبذبة، فضلا عن الطبوغرافية الجبلية الوعرة لمكة المكرمة، شكلت هاجسا لدى ولاة الأمر دفعتهم إلى دعم سخي لكافة الجهات ذات العلاقة بما يلزم للحفاظ على أمن الحجاج البيئي.

وحمل الدكتور عبد الله المسند المسؤولية على عاتق الرئاسة العامة للأرصاد، مبينا أن المسؤولية لديهم كبيرة ومضاعفة، وهم بلا شك لديهم الدراية والقدرة في متابعة ومراقبة السحب بالبعد الثلاثي، بل والرباعي أيضا بدقة قد تصل إلى 80 في المائة قبل أن تعصر السحب الركامية فوق المشاعر المقدسة بوقت حرج قد يصل إلى ساعة أو ساعتين تقريبا، لذا فعامل الوقت والخبرة والمراقبة العلمية الدقيقة لنشوء حالة عدم الاستقرار الجوي كفيلة في إعطاء الإنذار المبكر من قبل الأرصاد وهم خط الدفاع الأول في الميدان، ورفع الاستعدادات إلى اللون الأحمر من قبل إدارة الدفاع المدني ومعها الجهات ذات العلاقة في حالة اكتشاف حالة جوية عنيفة والبدء بعملية الإخلاء فورا، إذا استدعى الأمر.