مكفوفون يدرسون مقرراتهم الجامعية بلغة برايل

بعد أن قامت عمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود بطباعة بعض مقرراتها

تعد الإعاقة البصرية إحدى العقبات لدى فئة من المكفوفين في سبيل مواصلة تعليمهم الجامعي («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة أكد البعض أنها ستحقق للمكفوفين والمكفوفات فرصة لإثراء تعليمهم الجامعي، بعد إدخال مواد تعليمية بلغة برايل ضمن المقررات التي يدرسها أولئك الطلاب والطالبات من ذوي القدرات الخاصة.

هذا وكانت عمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض عمدت إلى الإقدام على تلك الخطوة بعد مطالبات من قبل عدد من الجهات الخيرية وذات العلاقة بالإعاقة البصرية.

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محمد العثمان عميد السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود بأن عمادته بادرت بتلك الخطوة على الرغم من حداثة تجربتها في التعامل مع الطلاب المكفوفين، موضحا أن العمادة تضع ذوي الاحتياجات الخاصة في مقدمة اهتماماتها، من خلال حرصها على توفير المعامل والمواد التعليمية، التي تلبي احتياجاتهم.

وأشار العثمان إلى أن أربعة من المقررات الدراسية تم تحويلها وطباعتها بلغة برايل، مشيرا إلى أنها تشمل «مهارات الاتصال، ومهارات التعلم والتفكير والبحث، والمهارات الكتابية ومهارات اللغة الإنجليزية.

وجاءت تلك الخطوة من عمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود في تقديم عدد من المقررات بلغة برايل بالتعاون مع جمعية «إبصار» الخيرية. هذا وكانت جمعية إبصار قد أطلقت في وقت سابق وضمن خطة عملها لهذا العام مشروعا خيريا يهدف إلى دعم تعليم وتأهيل 15 ألف معاق بصريا في السعودية، وتوعية أسرهم لزيادة قدراتهم العلمية ومهاراتهم المهنية، من خلال توزيع 1500 برنامج قارئ شاشة و15 ألف وسيلة تعليمية بطريقة برايل، و3 آلاف عصا حركة وتنقل، مع تقديم التدريب اللازم على استخدامها وذلك بكلفة تقدر بما يقارب 6 ملايين ريال.

وشدد العثمان على أن إشراك الطلاب والطالبات المكفوفين يأتي في إطار ثقة الجامعة بقدرتهم على التعلم حالهم كحال زملائهم المبصرين، مؤكدا أن جامعته أوجدت في وقت سابق معامل حاسب آلي متخصصة ومقهى إنترنت تجريبي للمكفوفين في الجامعة، لافتا إلى أن المشروع كان كمرحلة تجريبية لبحث علمي قام به اثنان من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

وكان يهدف المشروع البحثي لتطوير مهارات استخدام الحاسب الآلي للمكفوفين في الجامعات السعودية، ومن ثم تعميم الدراسة ليكون استخدام الحاسب الآلي للمكفوفين متاحا بالتعلم لجميع الطبقات التعليمية.

يشار إلى أن العديد من الدراسات الأكاديمية والعلمية تؤكد على أن لدى الطلاب المكفوفين القدرة على التحصيل الأكاديمي أسوة بزملائهم المبصرين، إلا أنهم يجدون بعض المشقة لحاجتهم إلى وسائل تعليمية مساعدة، واستخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية حديثة يعتبر تحديا للطلاب المكفوفين، وذلك نظرا للعديد من المعوقات أهمها عدم توفر أجهزة حاسب خاصة أو معامل للمكفوفين في الجامعات، وارتفاع سعر أجهزة الحاسب الخاصة للمكفوفين، مما يحول دون امتلاكها، وعدم وجود مراجع تدريبية خاصة بالمكفوفين لاستخدام الحاسب.