«مدني» مكة ينشر 11 فرقة لمواجهة مخاطر «محتملة» تهدد سير القطارات

تشمل التدخل السريع وتأمين شريط يمتد لـ20 كيلومترا

TT

أعلنت قوات الدفاع المدني المشاركة في أعمال الحج هذا العام عن خطة تفصيلية للتدخل السريع في حالات الطوارئ التي قد تحدث بمشروع قطار المشاعر، والذي يتم تشغيله بكامل طاقته لنقل ما يقرب من نصف مليون حاج.

وتتضمن الخطة نشر 11 فرقة للدفاع المدني للقيام بأعمال الإنقاذ والإطفاء وإخلاء الركاب من القطار في حالات الطوارئ والحوادث على متن القطار أو في محطات توقفه بالمشاعر، بالإضافة إلى تمركز 22 من الفرق المساندة، على طول مسار القطار، والذي يمتد لقرابة 20 كم.

وأوضح ضابط مهمة الإشراف على القطار بالدفاع المدني العميد عبد العزيز الغشام، أن الاستعداد لكافة الطوارئ التي قد تحدث بقطار المشاعر خلال الحج بدأ منذ فترة طويلة من خلال عقد لقاءات مع الشركة المشغلة للقطار، وتنفيذ مجموعة من ورش العمل للتعرف على أبرز المخاطر الافتراضية التي قد تهدد حال حدوثها - لا قدر الله - سلامة الحجاج مستخدمي القطار والإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها لتجنب هذه المخاطر، وعلى ضوء تلك اللقاءات وورش العمل تم وضع خطة تفصيلية تتضمن مهام الدفاع المدني في مساندة الشركة المشغلة للقطار في حالات الطوارئ والقيام بكل أعمال الإطفاء والإنقاذ والإخلاء والإسعاف الطبي.

وتضمنت الخطة خريطة دقيقة لنشر وحدات الدفاع المدني في جميع محطات القطار، على أن تضم هذه الوحدات فرقا متخصصة في أعمال الإطفاء وأخرى في الإنقاذ، بالإضافة إلى فرق السلامة والحماية المدنية لمتابعة كل أنظمة السلامة ومخارج الطوارئ في المحطات، والمخارج الموجودة على جانبي مسار القطار، والتي يتمركز بها فرقة متحركة للإطفاء والإنقاذ، ليصل إجمالي عدد هذه الفرق والوحدات إلى 11 فرقة، بالإضافة إلى فريق تابع للشركة متخصص في التعامل مع جميع أنواع حوادث القطارات.

وحول تأمين سلامة القطار، أفاد الغشام، ضابط مهمة الإشراف على قطار المشاعر، بأن خطة انتشار وحدات الدفاع المدني لتأمين سلامة مستخدمي القطار أولت عناية كبيرة بتغطية كافة المخاطر المحتملة، بدءا من المركز الرئيسي للشركة المشغلة للمشروع، والذي يضم مبنى الإدارة، ومهاجع القطارات وورش الصيانة، وغرفة التحكم بحركة سير القطارات، بالإضافة إلى وجود 150 من رجال الأمن والدفاع المدني في كل محطة من محطات القطار في منى وعرفات ومزدلفة، للتدخل السريع في حالات التدافع والزحام وما قد ينتج عن ذلك من مخاطر.

وعن مستوى تدريب فرق ووحدات الدفاع المدني المكلفة بمهمة قطار المشاعر في حج هذا العام، ومدى قدرتها على التعامل مع حوادث القطارات، باعتبارها من المستجدات، أكد العميد الغشام، أن جميع الوحدات اجتازت عددا من الدورات التدريبية الخاصة بالتعامل مع حوادث القطارات، ومعرفة المواقع المعرضة للخطر في كل محطة، بالإضافة إلى معرفة أماكن مخارج الطوارئ، وشبكات الإطفاء وأجهزة التحكم في الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى دورات تدريبية على رأس العمل للتعامل مع حوادث المصاعد والسلالم الكهربائية، ولم يقتصر التدريب على الفرق الأساسية المكلفة بمشروع القطار، بل شمل أيضا كافة الفرق المساندة لها.

وقال العميد الغشام: «القطار يمثل إضافة نوعية لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير تنقلاتهم في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، وتدني عوامل الخطورة فيه، في ظل وجود آلية دقيقة لتفويج الحجاج باستخدام القطار تحول - بمشيئة الله تعالى - دون حدوث زحام أو تكدس في المحطات».

وفي السياق ذاته، تمكنت فرق ووحدات الدفاع المدني من تطهير منشأة الجمرات التي تعرضت للتلوث بإحدى المواد الخطرة خلال أعمال الحج، وذلك من خلال فرضية تم تنفيذها قبل أمس لرفع درجة الجاهزية للفرق والوحدات الميدانية المتخصصة في التعامل مع حوادث التسرب الكيميائي أو الإشعاعي والبيولوجي.

وفور تلقي عمليات الدفاع المدني عن تعرض منشأة الجمرات لحادث يحتمل أنه ناتج عن تلوث بإحدى المواد الخطرة من خلال الأعراض غير الطبيعية التي تظهر على الحجاج الموجودين في المنطقة الملوثة باشرت 3 من فرق الرصد التابعة لإدارة الحماية المدنية مهامها، في التعرف على طبيعة المادة الخطرة، ودرجة التلوث قبل أن تبدأ في عملية التطهير.

وأوضح ركن الحماية المدنية بمشعر منى، المقدم الدكتور مهندس يحيى دماس الغامدي، أنه فور تلقي البلاغ الافتراضي عن الحادث تم تمرير المعلومة من عمليات الدفاع المدني إلى الفرق الميدانية المتخصصة والمدربة للتعامل مع حوادث المواد الخطرة للانتقال إلى موقع الحادث، بدءا من أعمال الرصد وتحديد نوع المادة الخطرة، ومن ثم تمرير المعلومات آليا إلى جميع الجهات المعنية، التي وجدت في موقع الحادث لإخلاء المصابين إلى المراكز الصحية، والتعامل وفقا لتطورات الموقف في الموقع، حيث قامت فرق التطهير بالدفاع المدني بأداء مهامها، باستخدام أحدث تقنيات ومعدات التطهير، وذلك بالتعاون مع فصيل كيماوي من القوات المسلحة.

وأشار ركن الحماية المدنية بمشعر منى إلى أن هذا النوع من الفرضيات يتم تنفيذه على مدار العام، في مراكز ومعاهد تدريب الدفاع المدني، بما يتناسب مع مخاطر هذه النوعية من الحوادث التي تستلزم تجهيزات وإجراءات تقنية تخصصية في التعامل معها، مؤكدا أن جميع رجال الدفاع المدني المشاركين في الفرضية، من الحاصلين على تدريب تخصصي متقدم للقيام بمهامهم على الوجه المطلوب في ظل طبيعة الظروف المحيطة خلال أعمال الحج، والكثافة البشرية الكبيرة في منشأة الجمرات.