أمانة العاصمة المقدسة تلاحق باعة «زمزم» باللافتات و«التحذيرات»

في مواجهة مفتوحة للقضاء على «الزرنيخ»

غالونات زمزم تحت المجهر لحمايتها من التلوث
TT

أطلقت أمانة العاصمة المقدسة حملة واسعة على الباعة المتجولين عن طريق لافتات تحذر من عمليات الشراء، إلا من أماكنها المعتمدة، بغية المحافظة على أمن وسلامة الحجيج، ومصدرة تعليمات بمنع بيع وشراء مياه زمزم في شوارع مكة المعرضة لأشعة الشمس الحارقة.

وتأتي تلك الجولات، في وقت جددت فيه جهات طبية تحذيراتها بشأن استهلاك المياه في العبوات البلاستيكية المعرضة لمؤثرات خارجية كشمس مكة شديدة الحرارة، مما يجعلها أشد خطرا مع ارتفاع نسبة السموم وتفاعلها مع الحرارة والبلاستيك، ومبينة أن المياه التي قد تعرضت للشمس ستشهد تلوثا بكل تأكيد، وسيشوبها تلوث معدني، وتداولها بصورة عشوائية وتجزئتها هو ما تكمن فيه المشكلة، وهذا ما تحرص عليه أمانة العاصمة المقدسة لرصده مباشرة.

وكشفت أمانة العاصمة في بيان أصدرته، عن استحداث آلية جديدة للحد من انتشار ظاهرة بيع مياه زمزم في الطرقات بحيث تكون آمنة، وأن الأمانة قامت بتنظيم حملات مكثفة ومستمرة لملاحقة الباعة المتجولين عن طريق إصدار لافتات تحذيرية وجولات مستمرة تؤمن منطقة مكة، مشيرا إلى أنه تم التعريف بنقاط بيع ماء زمزم النقي، حتى لا يتم استغلال الحجيج. ونشرت أمانة العاصمة المقدسة تعليمات صارمة وواضحة لجميع الفئات، متخذة من الوسائل الإعلانية في الشوارع طريقة أسرع لتوعية الحجيج بها، موجبة الحذر من شرب المياه من العبوات البلاستيكية التي يتم تركها وقتا طويلا في درجات حرارة عالية، بسبب تفاعل البلاستيك الذي تصنع منه العبوات وإطلاقه نوعا من المواد الكيميائية المسرطنة.

وكانت قد ظهرت أخبار سابقة تحاول التشكيك في سلامة وصلاحية ماء زمزم المخصص للتوزيع على ضيوف بيت الله الحرام في مكة المكرمة وتلوثه بمادة الزرنيخ، إلا أنه تم نفي ما أثير عن هذه القضية من خلال خبراء مختصين أكدوا أن ماء زمزم سليم نقي من جميع أنواع التلوث، موضحين أن مراقبة مستوى الضخ من البئر تخضع للمراقبة على مدار الساعة، وكذلك يجري أخذ عينات عشوائية من مخارج الماء وتحليلها يوميا بالتعاون مع الجهات المختصة في هذا المجال يوميا. وأكدت جهات حكومية، أنه يتم الإشراف على ضخ مياه زمزم من قبل إدارات مختصة مزودة بمضخات ذات قدرات عالية ومزودة بأشعة فوق بنفسجية، وتمر المياه عبر أنابيب من مادة «الاستانلستيل» غير قابل للصدأ إلى محطات التبريد فيها، ومنها إلى المسجد الحرام وإلى خزانات التجميع، التي يضخ منها إلى نقاط التوزيع والتعبئة في المسجد النبوي. من جانبه، قال سليمان أبو غليه، مدير مكتب الزمازمة الموحد، لـ«الشرق الأوسط»، إن مياه زمزم خالية تماما من أي عمليات تلوث وبكتيريا، مبينا أنها مياه مباركة أثبتت الدراسات العلمية على مختلف الحقب، أنها تخلو من البكتيريا والشوائب.

وأضاف أبو غليه، أن بئر زمزم من الأماكن المقدسة للمسلمين لما يحمله من معان دينية، وأفادت الدراسات بأن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 18.5 لتر من الماء في الثانية، ويبلغ عمق البئر 30 مترا على جزأين، الجزء الأول مبني وعمقه 12.80 متر عن فتحة البئر، والثاني جزء منقور في صخر الجبل وطوله 17.20 متر، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر نحو 4 أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا، ومن العيون إلى قعر البئر 17 مترا.

وقال مدير مكتب الزمازمة الموحد، إنه مما يؤسف له حقا، ألا يتم التفريق بين ماء زمزم كماء، وعملية تلوث الجهات التي تتناقله بعد فتحه وتجزئته، فحينما يتم نقله من مكان إلى آخر، وممارسة دور التعبئة في «غالونات» أخرى، تتم في ذات الحال عملية جرثمة للأواني التي يوضع بها. وزاد أبو غليه أن غالونات تعبئة مياه زمزم تتم عن طريق «فلترة»، وأشعة فوق بنفسجية، قبل 9 سنوات، فما بالك الآن وقد دخلت عمليات تعبئة زمزم بإطارها العالمي، بإنشاء مصنع متكامل عالمي وبإشراف العاهل السعودي شخصيا؟! والهدف كان في حينه إزالة أي نوع من أنواع الشوائب، دون أي إضافة للمواد، وكان الهدف من التعبئة الآلية التأكد من خلوها من الشوائب.

وأكد كذلك أن كثيرا من التحاليل قد تم عملها، وهيئة المساحة الجيولوجية تقوم بعمليات متوالية للفحص المخبري الدائم لمياه زمزم، وأيضا من خلال التحاليل التي دائما ما تظهر في تلك المعامل، ولم يسجل ظهور أي ارتفاع لمواد ضارة بصحة الإنسان، مبينا أن أكبر عقبة تعتري مياه زمزم، هي وجود الباعة المتجولين في الطرقات، على الرغم من الجهود المضنية في مكافحة الظاهرة.

وذكر أبو غليه، أن الهدف من إنشاء مصنع خادم الحرمين الشريفين لتعبئة مياه زمزم، هو تحسين الوضع، وكان يعبأ بطريقة يدوية في السابق، وكانت تدخل فيها الأيادي البشرية التي قد تكون حاملة لكثير من الأمراض كالبكتيريا، وأمراض أخرى، قبيل دخول المصنع في تصنيفات عالمية، والآن دخل مرحلة الدراسات العلمية والمختبرات المتمرسة.