معهد خادم الحرمين يتعرف على التائهين عن طريق فرضيات خوارزمية على الصور

أطلق خدمة «استشعار الحشود» وأنشأ موقعا لتتبع المفقودين

متابعة التائهين بثماني لغات («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق معهد خادم الحرمين خدمة استشعار الحشود ومتابعة الحجاج التائهين، عبر تطوير التقنية الحاسوبية من خلال التجارب على الخوارزميات لمعالجة الصور الشخصية للوجه، وذلك مراعاة للاختلافات المتوقعة أثناء تأدية شعيرة الحج والعمرة.

يأتي ذلك في وقت أنشأ فيه مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت عبر الرابط http://www.crowdsensing.net/hajjmf، وذلك بهدف متابعة الحجاج التائهين والتعرف على المتوفين والمفقودات في الحج والعمرة ضمن مشروع استشعار الحشود الذي شرع المركز في تنفيذه لخدمة الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إضافة إلى زوار المدينة المنورة.

وبين الدكتور عدنان بن عبد العزيز قطب مدير المركز أن فريقا بحثيا متخصصا من كلية الحاسب الآلي بجامعة أم القرى برئاسة الدكتور صلاح علي أحمد يعمل حاليا على دراسة استشعار الحشود عبر تطوير التقنية الحاسوبية وتوظيفها من خلال التجارب على الخوارزميات لمعالجة الصور الشخصية للوجوه لتراعي الاختلافات المتوقعة أثناء تأدية شعيرة الحج والعمرة، موضحا أن الموقع الذي جرى تنفيذه من قبل الفريق البحثي، يعمل باللغات العربية والإنجليزية والتركية والأوردية والفرنسية والألمانية والروسية والإسبانية.

وقال: «إن الموقع يعتمد على تعاون الجميع في إدخال المعلومات عن طريق التفاعل الإيجابي من قبل المستخدمين جميعا، بحيث يتطلب ممن وجد شيئا مفقودا تعبئة البيانات للإعلان عنه، ومن ثم يمكن لمن فقد شيئا أن يوضح معلومات عن المفقود وفق آلية معينة مدروسة، إذ يعمل الموقع على التوصيل والتعريف بين المفقود وصاحبه».

وأفاد بأن العمل جار حاليا لإضافة لغات أخرى تسهم في إتاحة المجال للاستفادة منه وتحقيق الأهداف التي وضع من أجلها لخدمة قاصدي بيت الله الحرام وتوفير الراحة والطمأنينة لهم.

إلى ذلك، كشف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، عن دراستين تقنيتين أولاهما لرصد ومراقبة أعطال المركبات، وذلك باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية عن طريق إنشاء قاعدة بيانات جغرافية مركزية، في حين تتضمن الأخرى دراسة استراتيجية حول اقتراح وتطوير طريقة تلقائية لعد وإحصاء الحجيج اعتمادا على تقنية معالجة الصور والعد الآلي، ولون الجلد.

وقال علاء فؤاد، مدير إدارة التشغيل الميداني في النقابة العامة للسيارات، في دراسته: «هناك مشروع يهدف إلى تطوير تطبيق رصد ومراقبة أعطال المركبات، وذلك باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية عن طريق إنشاء قاعدة بيانات جغرافية مركزية مطورة للبيانات المكانية الخاصة بالنقابة العامة للسيارات وربطها بقاعدة بيانات النقابة المركزية مع عرض خرائط حية وتفاعلية لمواقع السيارات المعطلة، التي يتم الإبلاغ عنها، وكذلك إدارة المعلومات التاريخية عن الأعطال والمواقع التي تحدث فيها».

ولفت إلى أن فكرة المشروع تتمثل في استخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية لعرض الخرائط التفاعلية الحية، وتحليل البيانات المكانية والربط بقواعد البيانات الجغرافية المركزية، مع إمكانية الوصول إلى صورة موحدة من الوضع الحالي في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، مشيرا إلى أن هذا النظام يقوم على تكنولوجيا «إيزري أرك جي آي إس».

وأضاف المهندس علاء: «إن هذا النظام يعمل على دمج قاعدة البيانات المركزية للنقابة (أوراكل) بقاعدة بيانات جغرافية مركزية، حيث يتم تشغيلها داخل نفس نظام إدارة قواعد البيانات الموجود حاليا في النقابة».

وأظهرت النتائج بحسب مدير إدارة التشغيل الميداني أن تطوير نظام لمراقبة أعطال المركبات باستخدام نظم المعلومات الجغرافية تم تفعيله في فروع النقابة الرئيسية بكل من مكة والمدينة، لمواكبة التطور والتقنيات الحديثة التي توفرها نظم المعلومات الجغرافية والاستفادة منها.

وذكر عدة توصيات تتضمن تفعيل استخدام نظم المعلومات الجغرافية في إدارة الخدمات المقدمة للحجاج، واستغلال الإمكانات المتاحة للتحليل المكاني لمعرفة العلاقات المختلفة بين البيانات المتوافرة للجهات التي تدير تقديم خدمات للحجاج، إضافة إلى الاعتماد على أنظمة قواعد البيانات المركزية من أجل تحقيق الربط بين المواقع المختلفة والإدارات المتنوعة في الجهات الحكومية والعامة.

واستطرد في القول: «الهدف الأساسي من تقنيات معالجة الصور هو استخراج معلومات مهمة من بيانات الصورة، وحيث إن استخراج مثل هذه المعلومات بالعين المجردة يستغرق وقتا وجهدا وتكلفة عالية، فإننا نلجأ إلى استخدام الكومبيوتر للقيام بمثل هذا العمل»، مؤكدا على أن تطوير هذا الهدف له أهمية قصوى في تطبيقات كثيرة متنوعة وخاصة في مناسبات كالحج.