المشاعر المقدسة: التلوث الهوائي يسجل أدنى معدلاته خلال سنوات

بسبب الاعتماد على وسائل نقل صديقة للبيئة.. وإطلاق 40 محطة أوتوماتيكية لرصد حركة السحب

قطار المشاعر الصديق للبيئة أسهم بشكل واضح في انخفاض مستوى التلوث في المشاعر المقدسة («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت هيئة الأرصاد وحماية البيئة السعودية أن مؤشر التلوث الهوائي في المشاعر المقدسة سجل أدنى معدل له في المشاعر المقدسة، بعد أن رصدتها أجهزتها الإلكترونية الخاصة بقياس معدل التلوث، وأرجعت الهيئة الأسباب إلى اتخاذ الجهات المشرفة على الحج وسائل نقل صديقة للبيئة.

وأوضح الدكتور عبد الله الجازع، المشرف العام على أعمال الحج، أن مختبرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة المتنقلة لقياس جودة الهواء سجلت في يوم التروية ويوم عرفة أدنى معدل لها، منذ عشرات السنين، وأرجع ذلك إلى أن تشغيل قطار المشاعر بكامل طاقته قد أسهم في إيقاف ما يقرب من 30 ألف مركبة هذا العام كانت تعمل معظمها بوقود زيت الديزل.

وأبان الجازع أن زيت الديزل عادة ما يكون أحد المسببات الرئيسية التي تعمل على تلوث الهواء بمشعر منى، خاصة خلال الفترة التي يتواجه فيها حجاج بيت الله الحرام.

وقال الجازع «إن قطار المشاعر يعد صديقا للبيئة حيث أسهم وجوده بشكل واضح وملموس في انخفاض مستوى التلوث».

وحول التوقعات لأحوال الطقس في المواقع المقدسة، أوضح الجازع أن الطقس مستقر ولا توجد أي ظواهر جوية تؤثر في حركة الحج، وأحوال الطقس في المشاعر المقدسة يوم عرفات كان مستقرا، حيث يميل للحرارة وسط النهار، والتي تتراوح ما بين 35 و37 درجة مئوية، وتؤثر العوائق الترابية نسبيا على مدى الرؤية الأفقي، وهناك رياح جنوبية إلى جنوبية غربية معتدلة السرعة تهب على عرفات تنشط نسبيا في فترة المساء ثم تتدنى درجة الحرارة في المساء لتصل إلى 19 و21 درجة مئوية في صباح يوم العيد مع وجود نشاط في الرياح السطحية.

وكشف المشرف العام على أعمال الحج بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن إدارته قامت بتزويد ما يقرب من 16 جهة حكومية بالمعلومات الكاملة عن أحوال الطقس الخاصة بالمشاعر، بالإضافة إلى إعلانها عن وجود مختصين في غرفة عمليات الأمن العام، وكذلك مختصون في غرفة عمليات الدفاع المدني بهدف إطلاع الجهتين على أحوال الطقس أولا بأول، كما كشفت الرئاسة عن نشر المحطات الأوتوماتيكية التي ترصد الطقس آنيا كل عشر ثوان.

وفي السياق نفسه أوضح الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة أن الرئاسة أكملت كافة استعداداتها لموسم الحج هذا العام ضمن جهود السعودية الرامية لتقديم كل ما من شأنه راحة حجاج بيت الله وتأدية مناسكهم بيسر واطمئنان حيث جندت كامل طاقاتها من أجل خدمة ضيوف الرحمن وذلك عن طريق تقديمها أدق المعلومات للجهات المعنية العاملة على خدمة الحجاج.

وأكد الأمير تركي أن الرئاسة سخرت كافة طاقاتها والتي تعمل على مدار 24 ساعة وذلك من خلال مراصدها في مشعري منى وعرفات، بالإضافة إلى مرصد مكة المكرمة، وتهدف جميعها إلى توفير المعلومات بشكل دقيق وسريع عن الطقس وذلك على رأس كل ساعة للجهات ذات الاختصاص التي تتعامل مع الطقس.

وأبان أن الرئاسة وفرت هذا العام أكثر من أربعين محطة أوتوماتيكية بالإضافة إلى رادارات تغطي أجواء منطقة مكة المكرمة، وصور أقمار صناعية لرصد حركة السحب في المشاعر المقدسة، وذلك في منطقة الحرم والطرق المؤدية إلى مكة المكرمة، فضلا عن منطقة الطائف، ويأتي هذا من منطلق حرص الرئاسة على توفير المعلومات والبيئية الدقيقة عن المشاعر، وكذلك توفير دقة الرفع بالنسبة للتنبؤات وللطقس لتحقيق أقصى مدى ممكن.

وبين الأمير تركي بن ناصر أن إدارته قد سيرت منذ وقت مبكر مختبرات متنقلة تهدف إلى قياس جودة الهواء بالمشاعر المقدسة وقياس مستوى تلوث الهواء حيث تعمل هذه المحطات على مدى 24 ساعة تقوم فيها بقياس حجم الانبعاثات.

وقال «إن الرئاسة تقوم بمسح بيئي كل عام لمعرفة مستوى التعامل البيئي في الحج كما تقدم أيضا المسوحات والدراسات إلى الجهات ذات الاختصاص للاستفادة منها في الأعوام المقبلة».

وأضاف أن «الرئاسة استحدثت نافذة إلكترونية خاصة بمعلومات الطقس عن المشاعر المقدسة، حيث قامت بربطها بغرفة القيادة والسيطرة، تعمل النافذة على تسهيل الحصول على معلومات الأرصاد وتوفيرها أولا بأول، كما تم أيضا توفير خط ساخن يرتبط بمركز القيادة والسيطرة مباشرة في منى للتعامل مع جميع الحالات الطارئة أو أي ظواهر جوية قد تظهر في الأفق.

من جهة أخرى كثّفت هيئة الهلال الأحمر السعودي وجود فرقها الإسعافية بواسطة الدراجات النارية، لتسهم مع الفرق الإسعافية الأرضية والجوية، وتقدم الخدمات الإسعافية لضيوف الرحمن وتحقق سرعة الاستجابة في الوصول إلى الحالات المصابة أو المريضة، بكل يسر وسهولة.

وكلفت الهيئة 22 فرقة إسعافية تعمل على مدار الساعة في مناطق الزحام والذروة خاصة في منطقة الحرم المكي والمشاعر المقدسة. ودأبت الهيئة على استخدام الخدمة السريعة في موسمي الحج والعمرة، من خلال تكليف طبيب أو فني إسعاف باستخدام الدراجة النارية المجهزة بحقيبة الإسعاف، والإسهام في تحقيق الاستقرار الطبي للحالة الإسعافية وإتمام نقلها إلى أقرب مركز علاجي عبر الفرقة الإسعافية الأرضية أو الجوية.

إلى ذلك، كشفت قوات الطوارئ والإسناد بالدفاع المدني، عن تشكيل 20 وحدة متكاملة لعملية الإنقاذ المائي تحسبا لأي حالات أمطار وسيول قد تطرأ لهذا العام أثناء تأدية الشعيرة.

وأكد العميد مستور بن عايض الحارثي، قائد قوات الطوارئ والإسناد للدفاع المدني بالحج، زيادة عدد ضباط وأفراد قوات الطوارئ والإسناد المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج لهذا العام عما كانت عليه العام الماضي، ليصل عددها إلى 60 ضابطا و2200 فرد، وذلك بعد إضافة وحدة للتدخل في حوادث انهيارات المباني والزلازل، وزيادة عدد وحدات الإسناد إلى 5 وحدات.

وأضاف العميد الحارثي أن جميع ضباط وأفراد قوات الطوارئ والإسناد تم تأهيلهم لأداء مهامهم، من خلال برامج تدريبية مكثفة داخل وخارج المملكة، ومشاركتهم في التدريبات الافتراضية التي تحاكي الواقع، للوصول إلى أعلى درجات الإتقان والاحترافية.

وعن أبرز مهام قوات الطوارئ في خطة الدفاع المدني بالحج، أوضح العميد مستور الحارثي أن مهام هذه القوات تشمل تهيئة كافة الإمكانات البشرية والآلية لمساندة باقي قوات الدفاع المدني المشاركة في الحج، سواء في العاصمة المقدسة أو المشاعر، وتشغيل الإشراف الوقائي بمشعر عرفة، ودعم قيادات الدفاع المدني بمنى في منشأة «الجمرات»، كذلك دعم قيادة الدفاع المدني بمشعر مزدلفة، ودعم مسار قطار المشاعر والتدخل السريع والفوري في مباشرة الحوادث بكافة أنواعها، الإطفاء، والإنقاذ، والإسعاف، وحوادث المواد الخطرة، وانهيارات المباني والزلازل، والإنقاذ المائي، والمعدات الثقيلة، وذلك حسب ما يتطلبه الموقف الميداني.

وأكد الحارثي تكامل كافة المعدات والآليات الخاصة بقوات الطوارئ والإسناد، وارتفاع مستوى تقنياتها ومواصفاتها الفنية، لا سيما بعد استخدام عدد من المعدات الجديدة التي تستخدم لأول مرة في حج هذا العام، منها على سبيل المثال: رافعات جديدة تتراوح حمولتها من 50 إلى 160 طنا، وسيارات السلالم بارتفاع 56 مترا، ومجموعة من سيارات الحريق والإنقاذ والإسعاف المزودة بأحدث الأجهزة، وعدد من قوارب الإنقاذ، وسيارة حديثة خاصة للتجهيزات الفنية لفرق الغوص، وسيارة لنقل اسطوانات التنفس وعربة لرصد المواد الخطرة وسيارات للإنقاذ الجبلي.

وعن استعدادات قوات الطوارئ لاحتمالات سقوط أمطار غزيرة خلال موسم الحج، أشار العميد مستور الحارثي إلى وجود خطة تفصيلية للتعامل مع مخاطر الأمطار والسيول، ضمن خطة تدابير الدفاع المدني بالحج، وعلى ضوء هذه الخطة تم تشكيل 20 وحدة للإنقاذ المائي على أتم الاستعداد للتعامل مع حوادث الأمطار والسيول، من حيث التجهيزات الفنية المتطورة والكوادر المؤهلة من الباحثين والغواصين.