مليونا حاج يشاركون في رسم أكبر سجادة بشرية بيضاء على مستوى العالم

غطت 600 ألف كيلومتر مربع.. بطول 600 مليون متر من أقمشة الإحرام

فاقت السجادة المرسومة على أرض المشاعر المقدسة عبر ملابس الإحرام البيضاء مساحة 170 دولة
TT

شارك نحو مليوني حاج خلال اليومين الماضيين في رسم أكبر سجادة بشرية بيضاء على مستوى العالم، التي يصل طولها إلى ما يقارب 600 مليون متر من أقمشة الإحرام، غطت مساحة 600 ألف كيلومتر مربع، وهي ما تفوق مساحة 170 دولة في العالم من أصل 214 مسجلة دوليا.

متوسط طول الإحرام للحاج يبلغ نحو 3 أمتار بجزأيه الرداء والإزار، حيث يعد ركنا من أركان الحج، لكونه نية الدخول في النسك مقرونا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد.

وقدر متعاملون في سوق بيع ملابس الإحرام حجم مبيعات السوق خلال موسم الحج بأكثر من 100 مليون ريال، وذلك بحسب توقعات مصدر مسؤول في الغرفة التجارية الصناعية بجدة.

واعتبر محمد الشهري رئيس لجنة الأقمشة والملابس الجاهزة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، سوق بيع الإحرامات في السعودية من أكثر الأسواق ربحا على خلفية تدفق ملايين المعتمرين والحجاج سنويا إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، مما يشكل تجارة وموردا ماليا لا ينضب أبدا، لافتا إلى أن حجم استيراد الإحرامات من خارج المملكة يقدر بنحو نصف مليار ريال.

وأضاف: «هناك مصنعان في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، غير أن إنتاجيهما لا يغطي احتياج السوق من الإحرامات، الأمر الذي يدفع بالتجار إلى استيراده من الصين»، مشيرا إلى أن نحو 90 في المائة من الإحرامات صينية الصنع.

ومنذ ساعات الفجر الأولى وبحسب النسك يتوجه الحجيج من مزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة بسبع حصوات لكل حاج، وذلك بإجمالي 14 مليون حصاة، في حين يحلق الرجال رؤوسهم أو يقصرونها ليسقط منها ما يقارب 132 مليار شعرة لنحو 1.1 مليون حاج، وهم الذين يمثلون 55 في المائة من إجمالي الحجيج لهذا العام وفق التقديرات الرسمية.

وفي هذا السياق، يباشر أكثر من 150 فنيا متخصصين بالحلاقة وتابعين للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ممارسة نسك الحلق أو التقصير لحجاج بيت الله الحرام خلال أيام التشريق، وذلك ضمن برنامج التعاون الذي ينفذه مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكة المكرمة مع أمانة العاصمة المقدسة.

وذكر الدكتور راشد بن محمد الزهراني رئيس المجلس والمشرف العام على برامج تشغيل المتدربين في الحج، أن مبادرة المؤسسة لتنفيذ هذا البرنامج تعد مساهمة منها لخدمة ضيوف الرحمن ومحاولة لكسر حاجز العيب المهني الذي يختلج صدور بعض الشباب السعودي.

وزاد: «إن مهنة الحلاقة تعتبر أحد التخصصات التابعة للمعاهد الصناعية الثانوية في العاصمة المقدسة والأحساء وجازان»، مؤكدا على اهتمام هؤلاء المهنيين بالتسعيرة التي قررتها الأمانة والصحة العامة لبيئة المكان وصحة الحاج خاصة.

وبين أنه تم تجهيز الكراسي المخصصة وأكثر من 120 ألف هدية تشمل شفرة خاصة بالحلاقة مطهرة، وسترة، فضلا عن تخصيص مستلزمات خاصة لكل حاج على حدة، وذلك اتباعا للتعليمات الصحية الواردة ومنعا لانتشار الأمراض المعدية عن طريق الحلاقة.

الجدير بالذكر أن أمانة العاصمة المقدسة، ومع بداية أول أيام عيد الأضحى المبارك، بدأت في متابعة أماكن الحلاقة بمشعر منى والتأكد من جاهزيتها واستيفائها لاستقبال ضيوف الرحمن وسد الحاجة المتزايدة عليها في أيام التشريق، وذلك لخدمة الحجاج وتمكينهم من إكمال نسك حجهم بالتحلل بعد رمي جمرة العقبة.

يشار إلى أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تنفذ برنامجها للحلاقة الآمنة في موقعها نهاية كوبري الجمرات في اتجاه العاصمة المقدسة أعلى شارع صدقي.