مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور: أوقفنا 10 آلاف مركبة كانت ستقوم بـ 100 ألف «مشوار»

قال لـ «الشرق الأوسط» : الخطة المرورية عدلت لنتعامل مع البنية التحتية في مكة المكرمة

تعديلات مرورية تضمن التعامل مع البنية التحتية للعاصمة المقدسة (تصوير: أحمد يسري)
TT

أكد اللواء سليمان العجلان، مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور، لـ«الشرق الأوسط»، أنه جرى تعديل الخطة المرورية لحج هذا العام دونما انتظار اكتمال بعض المشاريع التنموية وإتمامها، موضحا أنه جرى إيقاف 100 ألف «مشوار» داخل شوارع العاصمة المقدسة عن طريق حجز 10 آلاف مركبة هدفت إلى الكسب المالي.

وقال مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور إن جهازه استند على عدة منظومات، منها «تغيير الخطط المرورية في عملية التخطيط، ومن ثم يتمثل التغيير، ليرتكز هذا التغيير على منع السيارات غير المصرح لها من دخول مكة المكرمة، ثم إقامة حملات للسيارات التي كانت موجودة داخل مكة، وأنشأنا قيادتين؛ قيادة تتبع مرور مكة المكرمة وأخرى تتبع قيادة حجوزات السيارات في أنحاء مكة».

وأضاف اللواء العجلان: «القيادتان قامتا بحملات على جميع أنحاء العاصمة المقدسة، لضبط السيارات المخالفة التي تقوم بممارسة النقل، وحجز هذه المركبات، لأن تلك المركبات التي تم حجزها داخل شوارع العاصمة المقدسة، يقدر عددها بنحو 10 آلاف مركبة، وهي حين تأخذ - رياضيا - كل مركبة ما مقداره 10 (مشاوير) داخل شوارع العاصمة المقدسة، فهذا يعني أن 10 آلاف مركبة مخالفة ستقوم بعملية 100 ألف مشوار يوميا في جميع الخطوط الرئيسية والفرعية داخل العاصمة المقدسة».

وبين مدير عام المرور أن «هذه الشريحة من المخالفين تأتي من جميع مناطق السعودية، سواء كانوا مواطنين أم مقيمين، ناهيك عن 40 ألف مركبة تم إيقافها في الأصل لدخولها إلى المدينة المقدسة، وقمنا بحجز عدد كبير من الحافلات القديمة والمهترئة داخل العاصمة المقدسة، التي كانت تضخ على منظومة الحج، وهي التي انتهى عمرها الافتراضي، ضبطت ومنعت من الدخول هذا العام، وهو ما انعكس إيجابا على خطة المرور».

ووصف العجلان تلك الشريحة المخالفة بأنهم «لا يحترمون الأنظمة ولا يساعدون في تطبيقها، فترى السائق يقف كيفما اتفق، وأثناء سيره لا يحترم أنظمة المرور، لهدف واحد وهو الكسب المالي والعائدات المادية».

وقال العجلان إنه تم تعديل الكثير من الطرق، مثل طريق الوادي الأخضر المطل على مشعر عرفات، حيث تم منعه بالكامل، لأنه يستخدم من السيارات المخالفة التي تربك الخطط الأمنية والمرورية في ما يتعلق بالجزء الشمالي من عرفة، وهو ما كان يسمح به في العام الماضي. وضرب العجلان مثلا قائلا: «وادي السيل من جهة الطائف، تم تفعيل ميقات السيل الكبير بعينه، حيث فعل قرار المنع على سيارات الحجاج المخالفين، من ميقات السيل، وهو ما كان في العام الماضي من مركز (الزيمة)»، مبينا أن الأخير بقي على ما هو عليه، وتم استحداث مراكز أخرى مساندة.

وقال العجلان إن إحداث تغييرات جوهرية على الخطة المرورية يكفل إيجاد نقاط توجيه قبل نقاط المنع، حتى لا تتكوم أرتال السيارات، ونقاط التوجيه توجب منع أي سيارات غير مصرح لها بالدخول، تقوم بتوجيهها على الفور محدثة عملية تخفيف على السيارات النظامية، وعلى انسيابية الحركة في تلك المنافذ، مضيفا أنه تم تعديل طريق المسجد الحرام بكافة اتجاهاته، من كوبري الحجون وشارع العتيبية، ويستمر ذلك التعديل مرورا بجسر جامعة أم القرى، حتى إشارة الخويطر، وتعديل شارع أجياد من تقاطع مكارم إلى تقاطع السوق الصغيرة، وتعديل طريق الملك عبد العزيز من شارع الأمير سلطان في العزيزية، ومن جهة ربوة الحضارم في منى، حتى المسجد الحرام.

واستطرد العجلان في سرد تفاصيل الخطة الكفيلة بتحقيق الانسيابية قائلا: «تم تعديل شارع أم القرى من المسجد الحرام، حتى طريق جدة السريع، وتعديل طريق جبل الكعبة الذي كان باتجاهين، وتم التعديل بما تقتضيه حيثية المرحلة في حينه، وتعديل جبل الكعبة حتى الطريق الدائري الثاني، وتعديل شارع إبراهيم الخليل، من شارع سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وحتى ميدان الشبيكة».

وقال اللواء العجلان إن جهازه قد تجاوز 90 في المائة من تطبيق خطته المرورية بامتياز، مؤكدا أن «هناك توجيها طارئا لتعديل الخطة، عن طريق المدير العام، إلى أمير منطقة مكة المكرمة، بطلب تعديل الخطة المرورية بناء على البنية التحتية الموجودة، بحيث لا ننتظر المشاريع حتى تكتمل، وتقتضي التعامل مع الواقع لإنجاح الاستراتيجيات المراد تطبيقها، بحيث يشكل فريق عمل مشترك في الإدارة العامة للمرور ممثلا في وزارة الداخلية، وتكون تحت إمارة منطقة مكة المكرمة، وتشترك فيها وزارة النقل، ووزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، ووزارة الحج والهيئة العامة لتطوير مكة المكرمة ومعهد خادم الحرمين الشريفين، الذي قام بدور تقييم هذه الخطة في نهاية الحج».

وحول الشركاء الذين قاموا بعمليات التصحيح والإنجاح، ذكر اللواء العجلان أن «القطاع الخاص كان شريكا قي التنفيذ، حيث طلبنا من مؤسسات الطوافة، ومؤسسات حجاج الداخل استطلاعا لآرائهم، فكانت الخطة عبارة عن عملية دمج بين القطاع العام والخاص، من المنفذين حتى تظهر بالصورة الحقيقية لتطلعات وآمال وطموحات القيادة في السعودية».

وأفاد اللواء العجلان بأن «تغيير المسارات في الاتجاهات تهدف إلى زيادة فاعلية النقل العام، وسرعة وصول الحجيج إلى المنطقة المركزية في سهولة ويسر، وتقضي على كافة السلبيات والمعوقات المرورية التي تواجه أعمال السير في كل عام، إضافة إلى تفعيل نقاط المنع والفرز على مداخل مكة المكرمة، ومداخل المشاعر المقدسة».

وزاد في القول: «تم وضع نقطة في طريق مكة - الهدا ضمن خطة النفرة لموسم حج العام الحالي، إضافة إلى عدد من نقاط المنع في عدد من مناطق المشاعر المقدسة المهمة، ومنطقة العزيزية»، موضحا أن الخطة المرورية الجديدة تعنى بإعادة صياغة السير على الطرق في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإعادة جدولة الإشارات المرورية خلال تنفيذ هذه الخطة.

واختتم حديثه بأنه يجري النظر في تطوير الخطة المرورية بالعاصمة المقدسة لعدة أسباب؛ منها نفرة 70 في المائة من الحجاج من مشعر منى إلى الحرم يوم الثاني عشر من ذي الحجة، وما يواكب ذلك من اختلاط المشاة بالمركبات وتداخل الخطوط الرئيسية في المنطقة المركزية بسبب وصول الحجاج إلى الحرم من جميع المحاور، حيث سيتم استخلاص كل ذلك من الدروس المستفادة بعد موسم حج كل عام.