17 ألف جزار يجزون أوتنة أكثر من مليون أضحية

أنهار من دماء الأضاحي تستقبلها اشتراطات صحية قاسية

جهود أمانة العاصمة المقدسة أسهمت حتى الآن في تنظيم مسار الهدي للحجاج (تصوير: غازي مهدي)
TT

أكدت أمانة العاصمة المقدسة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن المذهب الشافعي ساعد في فتح المجال أمام حجاج جنوب شرقي آسيا الذين ذبحوا هديهم عند التحلل، مؤكدا قطع الطريق أمام حالات الذبح العشوائي في جميع مناطق المشاعر.

واعتبر الدكتور أسامة البار، أمين عام العاصمة المقدسة، أن الجهود كانت موفقة جدا والمسلخ الحديث الذي أقيم في منطقة الخضراء ساهم كثيرا في تنظيم عمليات الذبح، وزاد «عملنا على فتح المسلخ جزئيا في العام المنصرم، ولم يكن يعمل بجميع طاقته الاستيعابية».

وأفاد الدكتور البار: «مسلخ الخضراء الجديد ساهم في عملية الذبح المنظم بشكل كبير، وشارك في حل جزء كبير من كثير من معاناة الأهالي، وقد قمنا بذبح مائة ألف رأس فقط قبيل الدخول الفعلي لموسم الحج، وهي من الأغنام باستثناء اللحوم والأبقار التي كان قد ذبح فيها ما يزيد على ألفي رأس، كلها قد تم ذبحها بأسلوب علمي».

وأفاد أمين العاصمة المقدسة، بأن مسالخ الأمانة في الكعكية قامت بدور كبير وجرت عمليات تنسيق واسعة واستوعبنا معظم ذبائح الحج قبل الحج وأثنائه، بحكم أن كثيرا من الحجاج يذبحون هديهم عند التحلل، وهم حجاج جنوب شرقي آسيا حيث يجوز لهم من خلال مذهبهم الشافعي ذبح الهدي عند التحلل وهم يذبحون الأضاحي الخاصة بهم في المسالخ الموجودة في الكعكية والخضراء، واستوعبت هذه المسالخ أضاحيهم استيعابا كاملا.

وأكد أسامة البار: «أيام التشريق الثلاثة هي أيام الذروة، ووفقا لتعليمات الوزارة رخصنا الكثير من المطابخ في مدينة مكة المكرمة بالذبح خلال ثلاثة الأيام التي تشهد هذا النسك الخاص بالذبح ولم تمنح هذه الرخص إلا بعد التأكد من توفر كامل الاشتراطات الصحية والبيئية»، موضحا أن «الجديد هذا العام استحداث لجنة لمكافحة الذبح العشوائي تترأسها إمارة منطقة مكة وبتنسيق تام مع أمانة العاصمة المقدسة ومع الجهات الأمنية ومع الإدارة العامة للمجاهدين وتم توزيعهم في أماكن نتوقع أن يكون فيها ذبح عشوائي».

وأبان: «وكل التقارير الواردة حتى الآن تفيد بأن الأمور تسير في نصابها الصحيح ولم تسجل حتى الآن حالة ذبح عشوائي في الشوارع والميادين العامة، وتتمتع كوادر الأمانة بيقظة عالية خلال هذه الأيام حيث أتلف فرع البلدية في الشوقية كمية من اللحوم التي لم تستكمل الشروط الصحية وكانت في طريقها إلى المطاعم إلا أن الحس الرقابي كان أسرع».

وفيما يتعلق بسوق الأنعام التي تشكو من بعض السوء في النظافة، قال البار: «قمنا بالتعاقد مع متعهد نظافة ليتولى مهمة تنظيف السوق وهي الآن تتميز بنظافتها أسوة بباقي الأسواق في جنوب مكة وفي شرق مكة»، مفيدا بأن الأمانة مسؤولة عن نظافة المسالخ في مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي يديره البنك الإسلامي، والأمانة لها مندوب في لجنة الإفادة وهناك تنسيق سنوي، لكن هذا العام يتميز التنسيق بأنه أشمل وأكبر فيما يتعلق بنقل المخلفات أولا بأول من مسالخ المشروع إلى المرامي المخصصة، وهي مسؤولة عن نظافة 8 مسالخ، بالإضافة إلى تنسيق جديد مع البنك الإسلامي للتنمية هذا العام فيما يتعلق بعمل دراسة تفصيلية للمحطة للتخلص من نفايات مشروع المجازر والكيفية المطلوبة حتى تعمل بكفاءتها المطلوبة ومن ثم يعاد تدوير هذه المخلفات وتحويلها إلى سماد يمكن الاستفادة منه، وتدويرها بما يخدم الأهداف البيئية.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في إدارة المسالخ في اتخاذ جميع التدابير الوقائية، واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بغية تقديم أفضل الخدمات، وتفادي ظهور أي حالات اشتباه بأمراض وبائية أو معدية، حيث من المتوقع دخول أكثر من مليون أضحية هذا العام يعمل عليها أكثر من 17 ألف جزار.

وقال محمد هاشم الفوتاوي، مدير عام صحة البيئة، إن عدد الطلبات على المذبوحات في تزايد مستمر، وإن ارتفاع درجة الوعي لدى المواطنين والمقيمين أدى إلى زيادة الإقبال على مسالخ الأمانة، وذلك مما يتطلب مضاعفة الجهود وتوفير الخدمات بشكل أفضل.

وأشار فوتاوي إلى أن الأمانة هيأت الكثير من صالات الذبح في مسالخ الكعكية لاستيعاب الأعداد المتزايدة خلال أيام العيد، إضافة إلى تهيئة جميع المسالخ الخمسة التي تشرف عليها الأمانة، والواقعة في ضواحي مكة المكرمة مثل الجموم وبحرة والشميسي من وقت مبكر، ووفرت لها جميع المرافق والعمالة الماهرة التي تمكنها من أداء خدماتها بكفاءة عالية، وقد بلغ إجمالي عدد المذبوحات خلال الأسبوع الماضي أكثر من 16 ألف رأس، من الأغنام والجمال والأبقار.