زوجان مصريان فرقتهما الظروف الاجتماعية والتقيا في مشعر منى

أم محمود «حاجة» و«حلاّقة» ماهرة

الأزواج في المشاعر.. عبادة ولقاء أحبة (تصوير: خضر الزهراني)
TT

على بعد بضعة أمتار من جسر الجمرات، حملت أم محمود ذات الـ33 ربيعا الممرضة في أحد المستشفيات السعودية شفرة الحلاقة لتحلق شعر زوجها، عصام عبد العزيز، الذي التقته لأول مرة في السعودية قبل نحو أسبوع في منى بعد أن فرقتهما الظرف الاجتماعية في بلادها وأجبرتها على العمل في الغربة.

الزوجان اللذان جمعهما موسى الحلاقة هذه المرة وينتميان إلى محافظة المنوفية، جاءت دعواتهما في منى بين أن يهون عليهما الله غربتهما وأن يمنح بلادهما الأمن والاستقرار ويجنبها الفتن.

يقول عصام عبد العزيز: «أعمل كسائق أجرة وزوجتي تعمل في السعودية ممرضة، جمعنا كل ما نملك لأداء فريضة الحج هذا العام، فقد أتيت بمفردي والتقيت زوجتي هنا في منى، فحجي عبادة ولقاء الأحباب».

ومن جهتها قالت أم محمود لـ«الشرق الأوسط»: «حملت العديد من المشارط الصحية طوال فترات عملي، إلا أن موسى الحلاقة لزوجي يعد الأصعب، فقد أصبته بجرح بسيط»، مشيرة إلى دعائها لرب العباد بأن يجنب بلادها وكافة بلاد المسلمين ويلات الفتن، وأن يديم عليها أمنها استقرارها.

إلى ذلك، شارك أكثر من 130 فنيا من المتخصصين في الحلاقة بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، في ممارسة نسك الحلق أو التقصير لضيوف بيت الله الحرام في أيام التشريق، وذلك إثر برنامج التعاون الذي ينفذه مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكة المكرمة مع أمانة العاصمة المقدسة من خلال خريجي تخصص الحلاقة من متدربي المعاهد الصناعية الثانوية.

وتأتي هذه المهمة إثر التعاون الذي تم بين المجلس والأمانة بتهيئة المكان الملائم والصحي، وذكر رئيس المجلس والمشرف العام على برامج تشغيل المتدربين في الحج، الدكتور راشد بن محمد الزهراني، أن مبادرة المؤسسة لتنفيذ البرنامج إسهام منها لخدمة ضيوف الرحمن وإسهام بكسر حاجز العيب المهني الذي يختلج في صدور بعض الشباب السعودي، مضيفا أن مهنة الحلاقة كتخصص تعتبر أحد التخصصات التي تدرب عليها المعاهد الصناعية الثانوية في العاصمة المقدسة والأحساء وجازان.

وأكد التزام هؤلاء المهنيين بالتسعيرة التي قررتها الأمانة واهتمامهم بالصحة العامة للبيئة والمكان وصحة الحاج خاصة، حيث إنه تم تجهيز الكراسي المخصصة وأكثر من 120 ألف هدية تحمل كل هدية شفرة خاصة بالحلاقة مطهرة، وسترة، وروعيت النظافة القصوى للمتدربين والكشف الصحي قبل ممارسة المهنة لحجاج بيت الله الحرام.

إلى ذلك، يقوم كل حلاق بتنظيف المكان من المخلفات قبل أن يحلق لحاج آخر بمتابعة لجنة متخصصة موجودة من المجلس على مدار أيام التشريق.

الجدير بالذكر أن أمانة العاصمة المقدسة ومع بداية أول أيام عيد الأضحى المبارك بدأت في متابعة أماكن الحلاقة بمشعر منى والتأكد من جاهزيتها واستيفائها لاستقبال ضيوف الرحمن وسد الحاجة المتزايدة عليها في أيام التشريق، وذلك لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من إكمال نسك حجهم بالتحلل بعد رمي جمرة العقبة.

وتنفذ المؤسسة برنامجها للحلاقة الآمنة في موقعها نهاية كوبري الجمرات في اتجاه العاصمة المقدسة أعلى شارع صدقي.