الحاجة «لورين بوث» أخت زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تمنت مرافقة ابنتيها لها في رحلة الحج

وصفها الحجاج في مخيمها بـ«المحببة» لتواضعها

لورين بوث السيدة التي أحدث خبر اعتناقها الإسلام رد فعل قويا في مجتمعها (تصوير: غازي مهدي)
TT

لم يكن المخيم رقم «34» لحجاج أوروبا الكائن بجوار مسجد «الكويت» أمس مخيما اعتياديا، حيث إنه، وبحسب تأكيدات كل حجاج المخيم، كان المحبب لديهم كونه يضم شخصية وصفوها بـ«المتواضعة» وهي «لورين بوث» شقيقة زوجة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق.

هذه السيدة الصحافية المعروفة التي تسبب خبر اعتناقها الدين الإسلامي في رد فعل قوي لدى المجتمع البريطاني، اعتبرها حجاج المخيم الذي تتبع له الشخصية الأشهر بينهم، إضافة إلى كونها محبوبة من قبلهم لشدة تواضعها.

وكانت لورين بوث قد أعلنت إسلامها في العاصمة البريطانية قبل عام، بعد انتدابها من قبل صحيفتها لكتابة تقرير عن الإرهاب ضد اليهود، فوجدت الواقع مختلفا عما كانت تسمعه، حيث حذروها من القتل أو الخطف، لكنها وجدت الكرم والحب من قبل الفلسطينيين.

عقب إيمانها أعلنت إقلاعها عن شرب الخمر وارتدائها الحجاب عند مغادرتها منزلها، إلى جانب تأدية الصلوات الخمس يوميا مع ذهابها للمسجد القريب من منزلها، مشيرة إلى أنها تشعر براحة كبيرة يمنحها إياها الدين الإسلامي.

وحول قصة إسلامها ومدى المعاناة التي شهدتها من والديها وصديقاتها، بحسب ما ذكرته بعض الصحف البريطانية، فقد أفادت بأن والدها قاطعها منذ عدة أشهر، غير أنها تعتبر زيارتها إيران لحظة الحسم في حياتها وذلك من خلال اعتناقها الإسلام.

وفي شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2005، انتدبت لورين لتغطية الانتخابات الفلسطينية، وكانت، بحسب ما ذكرته، تحمل صورة مشوهة عن الفلسطينيين والعرب والمسلمين، إلا أنها حينما وصلت لم تكن ترتدي معطفا يقيها برد الشتاء، ففوجئت بمسنة فلسطينية تسير في الشارع، فأخذتها من يدها واتجهت بها نحو منزلها لتفتح خزانة ابنتها وتنتقي لها معطفا ووشاحا ألبستهما لورين.

وتضيف بوث قائلة: «بعد فترة وجيزة أوصلتني تلك المرأة إلى مركز مدينة رام الله حيث كنت، وقبّلتني وودعتني بحرارة، مما جعل من ذلك الموقف نقطة تفكير أقارن فيها بين نظرة العالم وكرم هذه المسنّة وأخريات من الفلسطينيات، الأمر الذي دفع بي إلى إدراك الفرق بين الإسلام والديانات الأخرى».

لورين بوث، متزوجة ولديها ابنتان، وقد عاشت في فرنسا قرابة 6 سنوات، غير أنها عادت مؤخرا إلى بريطانيا في أعقاب انفصالها عن زوجها الممثل كريغ داربي الذي أنجبت منه ابنتيها. وخلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أبانت بوث أن أكثر ما تتذكره في هذه اللحظات هو الحوار الذي دار بينها وبين ابنتيها اللتين تبلغ إحداهما الـ9 سنوات، في حين لم تتجاوز الأخرى الـ7 أعوام بعد.

واستطردت في القول: «بعد أن أخبرتهما بدخولي في الإسلام كانتا تسألانني بمنتهى البراءة عمّا إذا كنت سأصبح أمّا أفضل، وما إذا كنت سأشرب الخمر ثانية، أو ارتدي الملابس القصيرة والخليعة مرة أخرى، وحينما أجبتهما عن تلك الأسئلة هتفتا بعبارة (نحب الإسلام)».

وذكرت أنها تتمنى الآن وجود ابنتيها معها ليشاهدانها بالحجاب في هذا المكان الطاهر وأثناء تأديتها فريضة الحج، ومدى الروحانية التي تعيشها، إضافة إلى المساواة بين الفقير والغني باعتبار أن الجميع يرتدون الزي نفسه.

قالت إن لقائها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والشيخ رائد صلاح رئيس الجمعية الإسلامية في القدس كان قوي الوقع على نفسها، وعندما همت بالسفر طلبت من أحد الحراس شراء بعض الهدايا والحاجيات لها إضافة إلى نسخة مترجمة للقرآن باللغة الإنجليزية، وهو ما تم فعلا، إلا أنه رفض أخذ المبلغ منها، وقال إنها هدية منه لها ولبناتها.

تصف صلتها بالقرآن بقولها: «قرأت الفاتحة لأول مرة شعرت بأني سأدخل النار، ثم قرأتها مرة أخرى فأحسست أنها ستدلني إلى الجنة». بعد زيارتها لبنان وإيران أدركت حجم الفرق بين الإسلام والديانات الأخرى، خصوصا بعد رفض جريدتها نشر التقارير التي أعدتها لأنها تميل إلى التعاطف مع الإسلام.

شعرت لورين بالفرق والحب والكرم من الشعوب المسلمة، فأعلنت إسلامها وشاركت في قافلة المعونة التي انتقلت إلى فلسطين من اليونان عام 2008، وأكدت دعمها للثورات العربية.

بوث، متزوجة ولديها ابنتان، هي أخت غير شقيقة لشيري بلير زوجة رئيس الوزراء الأسبق. عاشت بوث في فرنسا لمدة ست سنوات لكنها عادت مؤخرا إلى بريطانيا في أعقاب انفصالها عن زوجها الممثل كريغ داربي الذي أنجبت منه ابنتين. وكان كريغ قد لحقت به إصابة خطيرة نتيجة حادث دراجة نارية في 2009. وكتبت بوث في «ديلي ميل» عن تجربتها قائلة: «لقد شعرت بأن نفحة روحانية أصابتني».

وتعتنق أختها شيري المذهب الكاثوليكي بينما تحول توني بلير من المذهب الأنجليكاني إلى الكاثوليكية في 2007. ودأبت بوث على مهاجمة بلير بسبب حرب العراق ومؤخرا بسبب موقفه الموالي لإسرائيل على حد زعمها بوصفه مبعوثا لـ«الشرق الأوسط».