عيد الجاليات في الرياض.. إقبال على الاستراحات والشواء يتسيد الوجبات

ارتفاع في حجوزات وأسعار الاستراحات استقبالا للجاليات في العيد

TT

شهدت استراحات العاصمة السعودية الرياض حجوزات كبيرة من مختلف الجاليات المنتشرة في الرياض لقضاء أيام العيد فيها، حيث مارست كل جالية طقوسها وعاداتها في شكل استقبال العيد ونوعية الهدايا التي يتبادلونها والأكلات التي يتناولونها، ولكن يبقى هناك قاسم مشترك بينها، وهو شراء الأضاحي وتناول وجبة الشواء، ابتداء من غداة أول أيام العيد على مدى أيامه الثلاثة الأولى.

ولوحظ أن كثافة الإقبال على حجز الاستراحات في الرياض كان كبيرا وكثيفا من مختلف الجاليات رغم ارتفاع الأسعار، والذي وصل إلى نسبة 30 في المائة في بعضها، غير أن أكثر الجاليات التي تعيد في الاستراحات هي الجالية السودانية تأتي بعدها في الترتيب الجالية المصرية.

ووفق الدكتور حمدي عبد الله مرسي (مصري الجنسية يعمل في إحدى صيدليات الرياض)، فإن الجالية المصرية تتشابه في ممارسة طقوس العيد بشكل عام، مبينا أن الأصل في العيد هو عيد الأضحية وعيد الشواء واللحوم، الأمر الذي جعله يتفرد عن عيد الفطر في أنه لا بد لرب الأسرة من شراء خروف الأضحية وذبحه وفق الشريعة الإسلامية كشعيرة دينية.

وأضاف أن الجالية المصرية تبدأ في ارتياد الاستراحات، في شكل مجموعات أو أفراد تجمع بينها المحافظة الواحدة أو المنطقة الواحدة، مشيرا إلى أن هناك ما يسمى بصندوق دعم المصريين والذي تقوم على أمره القنصلية المصرية بالرياض، حيث يسهل للجالية في الاشتراك في إكمال فرحة العيد في الاستراحات، وذلك برسوم رمزية بجانب الإعداد لبعض البرامج الترفيهية الأخرى.

ومع أن عيد الأضحى عيد الشواء، إلا أن صالح سيد أحمد (مقيم مصري) يرى أن بعض النساء المصريات يحولن ليلة العيد إلى مزاد من الطلبات المرهقة لكاهل زوجها، غير أن ذلك لا يقلل من أهمية العيد والاستئناس برائحة الشواء، مبينا أن هذا يضيق مساحة الاهتمام بأكلات عيدية مصرية أخرى تجهز في الغالب في عيد الفطر المبارك من أهمها الترمس والفول السوداني والحلويات، لتقديمها للزائرين من الجيران والأقارب.

وأوضح أن هذه الجمعيات تقوم بحجز استراحات قبل مدة كافية من حلول العيد تتجمع فيها أفراد الجالية ليستمتعوا ببرامج ترفيهية متنوعة تشمل الأشعار والطرف. وفي يوم العيد تتناول الأسرة المصرية وجبة دسمة كاملة من أول الصباح بديلا لوجبة الغداء، تحتوي على الشواء والأرز المصري أو اللحم بجانب الخضار والمعكرونة بالشملي أو المحشي.

وللعيد عند الجالية السودانية مذاق خاص، يختلف عن غيره من الجاليات الأخرى، حيث إنها اشتهرت بجعل العيد مناسبة دينية واجتماعية يتقابل ويتصافح ويتسامح فيها الكل مع بعضه البعض حتى لو لم تجمع بينهم المنطقة أو اللهجة أو العرق، بجانب أنها تعيد في شكل جماعات ومجموعات تتجمع في استراحات المنطقة التي يقيمون فيها.

وقال علي الشريف عبد الله (مقيم سوداني بالرياض) إنه ضمن مجموعة من السودانيين المقيمين في الرياض والذين تصل أعدادهم إلى خمس عشرة أسرة سودانية اتفقوا على إيجار استراحة بحي الشفاء بالرياض لمدة ثلاثة أيام، مبينا أنهم أتموا كافة الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى ابتداء من شراء 15 خروفا وحجز تجهيزها في أحد مطاعم الطبخ الشهيرة في الرياض.

وأوضح أن أسعار الخراف ارتفعت هذه المرة بنحو 15 و20 و30 في المائة عن أسعارها في العالم الماضي، مبينا أن الحال كذلك في أسعار الاستراحات مع تفاوتها بحسب أحجامها وما توفره من خدمات ولكنها متفقة في مسألة زيادة أسعارها التي تراوحت هي الأخرى ما بين 10 و15 و20 في المائة عما كانت عليه في العام الماضي.

ويبدأ العيد لدى الجالية السودانية بتوافد المجموعات السودانية بعد أداء صلاة العيد إلى الاستراحات التي تم حجزها لهذا الغرض مصطحبين أسرهم معهم، حيث يتبادلون التهاني بالعيد ومن ثم يقوم كل ممثل لكل أسرة منها بعدد متفق عليه لكل يوم من أيام العيد الثلاثة، بحسب عدد الأيام وذلك لذبح خرافهم لليوم المحدد في أماكنها المخصصة ومن ثم الاستمتاع بالشواء في تلك الاستراحات.

من جانبه، أكد سامي بكري (مقيم سوداني) أنه في عيد الأضحى المبارك تشترى الأضاحي، والتي لا تغني عن شراء الهدايا بأشكالها المختلفة، بما في ذلك الكساء الجديد، ومن بعدها تهرول المجموعات السودانية زرافات ووحدانا إلى ميدان العيد أو مساجد كبيرة لأداء صلاة العيد وتكملة العيد في الاستراحات.

أما المرأة السودانية فهي الأخرى لا يغنيها الأضحية أن تقوم بتجهيزاتها الخاصة لزوجها، تبدأ من رسم الحناء ولبس الجديد، كما على الزوج تقديم ما تيسر من هدايا لشريكة عمره كل حسب ظروفه، تشتمل على الحلي والمجوهرات والساعات والملبوسات وغيرها، الأمر الذي يحفزها لتجهيز الشواء بجانب الوجبات السودانية الأخرى مثل العصيدة، بجانب أنواع الأطعمة الأخرى والتي يتسيدها الشواء.

أما الجاليات الآسيوية فهي تتشابه إلى حد كبير في ممارساتها وعاداتها الخاصة بالعيد. وبحسب برهام توفيق (هندي الجنسية)، فإن عادات الجاليتين الهندية والباكستانية تتطابقان تماما في ممارساتها الخاصة بالعيد، وخاصة عيد الأضحى، إذ يبدأ استقبال العيد بزيارة مهمة لسوق الأغنام للوقوف على أسعار الأضاحي وشرائها وذلك لذبحها غداة العيد، مؤكدا أن هذا لا يغني عن زيارة للأسواق الكبيرة، وخاصة سوق البطحاء لشراء الهدايا والذهب والفضة والملابس.

وأفاد بأن ليلة العيد تبدأ لدى المرأة الهندية برسم الحناء وعند الأطفال بلباس الجديد وتوزيع قليل من الفلوس عليهم، فيما يبدأ عيد رب الأسرة بعد لباس الجديد ومن ثم أداء صلاة العيد بذبح الخروف بالطريقة الإسلامية ومن ثم تجهيز الموائد، والتي يتفرغ بعدها أفراد الجالية ليؤدوا نوعا معينا من السلام الخاص بالعيد وهو سلام يبدأ بالأحضان ثلاث مرات لا تنقص ولا تزيد التزاما بخصوصية العيد والتصافح والتسامح والزيارات المتبادلة بين أفراد الجالية الواحدة، كما أن للعيد وجبات معينة، منها (شعيرية بالحليب، منرود، فيني، كينو، سميا، كيير) ولكن يبقى الشواء سيد الموقف.

وللجاليات الآسيوية الأخرى كثير من العادات سابقة الذكر، غير أن علاء الدين أبو الخير (بنغلاديشي الجنسية)، يضيف وجبات عيد الأضحى يغلب عليها الشواء ولكن هذا لا يغني عن الوجبات الأخرى الخاصة بهم مثل سماي، وميقروني وطبخ المقدونيا.