بطاقة كاملة.. قطار المشاعر المقدسة ينجح في قطع أكثر من 1458 رحلة في موسم الحج

رحلات تلاحم فيها الحجاج مع الأمراء والمسؤولين

الأمير سلطان بن سلمان متنقلا من محطة منى 2 إلى عرفات 3 أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت إدارة قطار المشاعر المقدسة تجاوزه 1458 رحلة بنجاح، بعد اكتمال تشغيله بطاقة كاملة لهذا العام، مستخدما جميع إمكانياته الخدمية في نقل ما يقارب نصف مليون حاج لحج هذا العام.

منظومة النقل في قطار المشاعر المقدسة جسدت نقلة نوعية متفردة، كانت هي الأولى من نوعها، حيث آذنت بإيقاف «أبواق» الحافلات وتلوثها، لتشرع بابا عصريا، اختصرت فيه عامل الوقت من ساعات طوال إلى دقائق بسيطة، أضحى فيها الحاج نزهة قصيرة المدى.

قطار المشاعر المقدسة هذا العام، كان اللافت فيه استخدامه من جميع الفئات، من أمراء ومسؤولين وحجاج، ليكتبوا كرنفالا رائعا سعوا من خلاله نحو الاحتفال الكبير بتوفر خدمة جديدة قدمتها السعودية سعيا منها لخدمة الحج وإن كلفها في ذلك عشرات مليارات الدولارات.

رحلة طويلة كان يستغرقها الحاج وهو يجلس في حافلات نقل الحجاج للانتقال من عرفة إلى مزدلفة تتجاوز الـ5 ساعات وربما أكثر أحيانا، لتخف قليلا مع دخول الحركة الترددية إلى نحو نصف ساعة، قبل أن يدخل القطار هذا العام ليحطم الرقم القياسي في التنقل، معلنا أنه يجوب المشاعر المقدسة كلها في نحو 7 دقائق فقط.

فبعد 10 أعوام من عمر النقل الترددي، سحب القطار بساط النقل من الحركة الترددية بعد أن احتلت فيه الأخيرة صدارة النقل في العاصمة المقدسة منذ عام 2000، لتتوارى خلف الخدمة كل معاني الألم نحو التحرك بسهولة وأكثر فاعلية.

وأعلن المهندس فهد أبو طربوش، مدير عام القطارات في المشاعر المقدسة، أن قطار المشاعر قطع 1458، كان نصيب عرفات لوحدها 144 رحلة، و180 رحلة قطعها القطار من مزدلفة إلى منى والجمرات، تكللت جميع تلك الرحلات بالنجاح والتوفيق.

وأضاف أبو طربوش، أنه في يوم العاشر قطع القطار 222 رحلة، وفي اليوم الحادي عشر قطع 294، وهو نفس العدد الذي قطع فيه القطار رحلاته في اليوم الثاني عشر، أما في اليوم الثالث عشر فقطع القطار 180 رحلة بنجاح.

وأشار اللواء علي الغامدي، قائد قوة الحج والعمرة إلى نجاح جميع الخطط الأمنية التي ساعدت في تأمين خط سير القطارات في حج هذا العام، موضحا أن آلية تشغيله ستعمل بـ3 محطات من منى وصولا إلى 3 محطات في عرفات، وقمنا بتأمين الرصيف الشمالي والجنوبي، وهاتان الجهتان ستعملان باتجاه واحد، وهي آلية متناسقة جدا في الوقت والزمن لجميع الحجاج المستهدفين، وهم حجاج جنوب آسيا، وحجاج جنوب شرقي آسيا، وحجاج الدول العربية مع نسبة معينة من حجاج الباصات.

وأضاف اللواء الغامدي أن وصولهم كان صعودا، حسب الألوان أي مثلا من محطة 1 في منى إلى محطة 1 في عرفات وهكذا، وهناك فئة سيكون صعودها مخصصا عن طريق الرصيف الجنوبي في منى ونزولهم أيضا إلى طريق الرصيف الجنوبي في عرفات إلى مواقع مخصصة لهم.

وأشار الغامدي، كذلك الحال في المحطات الشمالية في محطات عرفات كلها 3 و2 و1 وأثناء النفرة من عرفات إلى مزدلفة ستطبق نفس الآلية على الرصيفين الجنوبي والشمالي ونزولا مرة أخرى في كلا الاتجاهين حتى إتمام عملية الرمي وبنفس الآلية، وكان هناك آلية تفويج عمل مشتركة بين جميع الجهات الحكومية والأمنية، بما يتوافق مع آلية تشغيل القطار والعكس كذلك.

يذكر أن القطارات في شكلها الجديد تجنح نحو تنظيم الرحلات وخدمات النقل بما يتناسب مع الاستخدام في أوقات الذروة، التصعيد والنفرة، بنظام مجموعات من 3 محطات مغادرة إلى 3 محطات وصول، أما باقي الأوقات فيتم العمل بنظام المترو العادي، أي التوقف في كل المحطات، ويتم استخدام العد الإلكتروني فيه للداخلين والخارجين من المحطات بينما تتم المراقبة بالكاميرات الحرارية.

وتشغل العام الحالي السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية عند محطتي القطار منى 1 و2 ومحطتي مزدلفة 1 و2، وذلك تسهيلا لحركة المشاة أثناء تنقلهم بين المحطات والساحات.

وبالعودة لمدير عام المشروع، المهندس فهد أبو طربوش فإن «الأعمدة الحديدية التي يسير عليها قطار المشاعر يبلغ عددها 1500، وتدار بواسطة شبكة كهربائية ذات ضغط منخفض تحمل 20 قطارا، كل منها يسحب 12 عربة بطول 200 متر تسع كل واحدة 25 حاجا، بحيث ينقل القطار ما لا يقل عن 3 آلاف حاج».

وقال إن القطار يسير بخط مزدوج بطول نحو 20 كلم؛ يبدأ من منطقة التخزين شرق عرفة وينتهي بمحطة الجمرات على طريق الملك عبد العزيز جنوب منشأة الجمرات الحديثة بمحاذاة الدور الرابع.

وكشفت بدورها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن «قطار المشاعر يتيح لضيوف الرحمن إمكانية استقبال وإجراء المكالمات الهاتفية ومعطيات البيانات، عبر أجهزة الهواتف والأجهزة الذكية ليمكنهم من التواصل التام أثناء تنقلاتهم».

وكان قطار المشاعر المقدسة دخل هذا العام الخدمة بكامل طاقته الاستيعابية، حيث سيتم نقل 500 ألف حاج في رحلة الحج الكاملة، بالإضافة إلى مليون حاج بين محطات القطار ومحطة الجمرات يوم العيد وأيام التشريق.

ودخل قطار المشاعر منظومة نقل الحجاج بشكل سريع ومتقدم، ضمن خطة تفويج دقيقة ومنظمة، بطاقة استيعابية كبيرة ما بين عرفات ومزدلفة ومنى، معززة آليات الحركة والتفويج والحركة بين المشاعر.

ويبلغ طول خط القطار نحو 20 كيلومترا بمسارين مرتفعين عن الأرض، بحيث تخلى الشوارع من المركبات للاستفادة منها لسيارات الطوارئ والخدمات، ويبدأ المسار من محطة «الجمرات» على طريق الملك عبد العزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة، ويمر وسط طريق الملك عبد العزيز مرتفعا عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة ومنها إلى عرفات، واختيرت للقطار محطات مرتفعة عن الأرض، واختيرت مواقعها بعناية فائقة وهي 3 في عرفات و3 في مزدلفة و3 في منى. وقد استعدت الوزارة مع كل الجهات المعنية (إمارة منطقة مكة المكرمة والأمن العام والدفاع المدني ووزارة الحج والهلال الأحمر والحرس الوطني، وكلية الملك فهد الأمنية، ومؤسسات الطوافة في الداخل والخارج) بعقد 6 ورش عمل، فضلا عن الاجتماعات الثنائية الكثيرة، بالإضافة إلى الاستعانة بالشركات العالمية المحايدة لتقرير سلامة المنشآت والأنظمة ومنح شهادة تشغيل القطار لهذا العام من هيئة السكك الحديدية بالمملكة العربية السعودية.