حجاج مصر: عين على المشاعر.. وأخرى في أرض النيل

أعدادهم تفوق الأعوام السابقة وتعكس التوقعات كلها

TT

في أعينهم حديث طويل لا ينتهي، وفي قلوبهم مشاعر عجزوا عن التعبير عنها، قسموا اهتمامهم ومتابعتهم وتركيزهم بين أداء حجهم ومتابعة ما يدور في أرض النيل من ثورات وتحركات.

الحجاج المصريون لهذا العام اختلفت طرق تعبيرهم عما آلت إليه الأمور في بلادهم من شخص لآخر، خاصة وهم يجلسون في مخيمات مشعر منى بعد أن شارفوا على الانتهاء من فريضة الحج؛ حيث إنهم فاقوا التوقعات من حيث قدوم أعداد كبيرة منهم لذلك، والذين انقسموا إلى فئات ثلاث تتمثل في: السياحية والجمعيات والقرعة.

يقول صديق جبريل، من محافظة مطروح، وهو أحد حجاج القرعة الذين حظوا بفرصة الحج لهذا العام من خلال تقدمه قبل نحو شهر ونصف الشهر بطلب الحج عبر مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية المصرية: «كل مركز يوزع 10 تأشيرات حج بين كل 100 مواطن، بحيث تشكل نسبة وتناسبا على حسب المحافظات لتشملها بالكامل»، لافتا إلى بلوغ عدد حجاج محافظته لهذا العام ما يقارب 160 حاجا.

بينما ذكر الحاج السيد رضوان أن إحساس الفوز بالقرعة شيء لا يمكن وصفه، بحيث تقدم مع ملايين من الناس إلى الحج، إلى أن حظي بفرصة الحج، التي اعتبرها مكتوبة له من عند الله، عز وجل.

كانت أحاديث سابقة قد أشارت إلى توقعات بأن أعداد حجاج جمهورية مصر لهذا العام ستكون دون المعدل السنوي لها على خلفية الأحداث والثورات التي تشهدها، عدا عن حركة الملاحة الجوية والبحرية، غير أن هذه التوقعات لم تكن في مكانها الصحيح.

في السياق ذاته، أكد عدد من المسؤولين في بعثة الحج المصرية وجود الكثير من الإمكانات والتسهيلات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين من أجل تيسير أداء مناسك الحج على ضيوف الرحمن.

ووصف الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف رئيس البعثة المصرية، التنظيم الذي تقوم به الجهات المعنية بالحج في السعودية بـ«غير المسبوق»، فضلا عن أنه يتواكب مع الزيادة المستمرة في عدد الحجاج. وأضاف: «حينما التقيت الأمير نايف بن عبد العزيز في القصر الملكي قال لي بكل حب وعاطفية: (قلوبنا مع مصر)، وهو ما أشعرني بأن هذا الشعور الحاني أيضا يحمله كل سعودي في قلبه».

من جانبه، أكد اللواء الدكتور صلاح هاشم، مساعد أول وزير الداخلية في جمهورية مصر الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية، أن التعاون بين البعثة المصرية والمسؤولين في وزارة الحج بالسعودية مستمر وقائم منذ فترات طويلة وأعوام بعيدة، موضحا أن هذا التعاون يصب في صالح الحجاج المصريين دائما. وزاد: «إن حجاج مصر ملتزمون ويقدرون تماما الأشقاء في المملكة وما يقدمونه لهم، وقد عقدنا اجتماعا مع المسؤولين في وزارة الحج والمؤسسة الأهلية للطوافة، أثمر عن تفاهم كامل لكافة الخدمات التي تقدمها السعودية لصالح الحجاج»، مفيدا بأن حوادث التدافع التي كانت تؤدي في بعض الحالات إلى الوفيات قبل 6 سنوات انتهت على الإطلاق.