بعد انقضاء موسم الحج.. القيادات الأمنية.. قول وإتقان

أحكموا خططهم الأمنية وراهنوا على الثواني وقدموا نموذجا في التفرد

TT

أوصد السعوديون أبواب التشكيك، مقدمين نموذجا متكاملا من العمل المهني والخطط الاستراتيجية بعيدة المدى في إنجاح مواسم الحج عاما بعد عام.

وعلى الرغم من تحرك الجهات المسؤولة في تنفيذ خططها هذا العام، فإنها استطاعت أن توائم بين الخطط الرامية لخدمة الحجيج ومتطلبات التنمية، التي ألقت بظلالها على كل شوارع العاصمة المقدسة من دون استثناء.

ولأن الأعمال الجبارة لا تخرج إلا من ضيق الثواني وانحسار الدقائق، فإن البرهنة على النجاح، بصمت عليها أصابع رجال الأمن الذين قهروا بأجسادهم الألم، وأضنت وجناتهم مواصلة الساعة بالساعة سهرا لخدمة ضيوف الرحمن.

المشهد الذي توسط سيناريوهات النجاح، هو تلك الأجفان التي كبدها السهر، والميادين التي أضحت منازل لرجال الأمن الذين لم يقفوا ولو للحظات.

وداع الحجاج نفر فيه أكثر من مليونين, تعاشرت بينهم وبين السعوديين ملامح المحبة والإحسان وطيب الاستقبال والتعامل الأمثل منهم، سواء من قيادة وحكومة أو شعب طيب الأعراق.

أيام قليلة عاشوها بين جنبات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة, وجهوا فيها جل اهتمامهم إلى التقرب لله, تاركين خلف ظهورهم مهمة خدمتهم والوقوف على جميع متطلباتهم إلى من تكفل بحضورهم واستقبلهم, من مسؤولين وقطاع أعمال خدمة الحج الذي وفرته السعودية قيادة وشعبا, مما ساهم في إنجاح جميع الخطط الأمنية والتقنية والخدمية التي وضعت ودرست قبل حلول موسم الحج, وإخراج الموسم بكل صور النجاح.

يقول اللواء ناصر العرفج، قائد قوات أمن الحج لـ«الشرق الأوسط»: «إن نجاح موسم الحج, الذي نشهده من عام إلى عام, هو أولا بتوفيق الله عز وجل, وثانيا بفضل الخطط المدروسة التي تنظر إلى ما سبقها من خطط في الأعوام السابقة, وتأخذ منها الإيجابيات, وتعالج السلبيات, وبالتالي أصبحت لدينا منظومة متكاملة من الخطط، سواء الأمنية وهي الأهم, أو الخدمية التي ساعدت وسهلت على حجاج بيت الله الحرام, في أداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة».

في حين ذكر اللواء سليمان العجلان، مساعد قائد قوات أمن الحج للمرور، أن حديث الأمير نايف بن عبد العزيز, ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا, قبل بدء موسم الحج, ومقولته: «إن الحج عبادة ونسك, ولن نسمح بأي شيء يعكر صفوه. هو ما جعلنا أمام تحد كبير لتطبيق ما قاله على أرض الواقع».

وأضاف: «موسم الحج في كل عام يشهد نجاحات متواصلة، وهذا يعود إلى توفيق الله أولا وأخيرا, والقيادة التي تقدم عددا من مشاريع تنموية وخدمات من شأنها أن تعين حجاج بيت الله على تأدية مناسك حجهم بكل يسر وسهولة, إضافة إلى أن تلك المشاريع والخدمات التطويرية تساعد الجهات ذات العلاقة في أعمال الحج على أداء مهامها بكل اقتدار، خصوصا أن تلك الخطط ميسرة وسهلة التنفيذ».

من جانبه قال اللواء سعد الخليوي، مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة الحشود والمشاة: «على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذل لخدمة هذه الحشود، فإن جميع المسؤولين والعاملين في خدمة الحجيج يعلمون أن التحدي الذي يواجههم لم يعد توفير هذه الخدمات، بل كذلك رفع مستوى جودتها وتحسينها عاما بعد آخر».

واستطرد في القول: «تستنفر جميع أجهزة الدولة لتكون على أهبة الاستعداد مع بواكير وصول الدفعات الأولى من الحجاج، وفي الوقت نفسه تخضع هذه الأجهزة لبرامج رقابة صارمة أثناء قيامها بمسؤولياتها، من خلال فرق كثيرة لديها جداول ومسارات عمل، ومعايير تثبُّت ومراجعة، وصلاحيات للتأكد من التزام هذه الأجهزة بجميع الضوابط والإجراءات التي تضمن تحقيق جودة الخدمة وإتقانها».