15% نسبة مشاركة المرأة في انتخابات الأندية الأدبية.. والأحساء تتصدر القائمة

الكناني لـ «الشرق الأوسط» : استكمال مجالس إدارات الأندية مع إطلالة العام الجديد

جانب من انتخابات النادي الأدبي في أبها التي جرت في الشهر الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن نسبة النساء الناخبات في انتخابات مجالس الأندية الأدبية تراوحت بين 10 إلى 15 في المائة، مبينا أن عدد الناخبين من الجنسين تجاوز ألفي ناخب وناخبة، تقدمها نادي الأحساء من حيث عدد الناخبين، وأن عدد الناخبات في نادي الأحساء بلغ نحو 70 ناخبة، فيما بلغ عدد الرجال 900 ناخب.

وقال عبد الله الكناني، مدير عام الأندية الأدبية في السعودية، أن جميع الأندية تجهزت لعمليات الانتخاب، فيما تبدأ في الشرقية اليوم (السبت)، وفي الحدود الشمالية يوم غد (الأحد)، تليها الطائف، لتكمل الأندية تشكيل مجالس إدارتها الجديدة مع مطلع العام الهجري الجديد.

وتعود حركة الانتخابات إلى أروقة الأندية الأدبية بعد انتهاء موسم الحج وعيد الأضحى المبارك، ففي منطقة الباحة تنعقد يوم غد (الأحد) الجمعية العمومية للنادي الأدبي، وذلك بمقر فندق قصر الباحة.

وأوضح رئيس النادي حسن الزهراني أن عدد المتقدمين للجمعية بلغ 62 مثقفا و7 مثقفات، بينما بلغ عدد الذين رشحوا أنفسهم لعضوية مجلس الإدارة 23 مثقفا و7 مثقفات، داعيا جميع أعضاء الجمعية للحضور في الموعد والمكان المحددين.

في حين تم تحديد يوم الاثنين المقبل لانتخابات نادي جدة الأدبي، ومن المتوقع الإشراف على هذه الانتخابات من قبل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، وحضور مدير عام الأندية الأدبية عبد الله الكناني الزهراني، ومحمد عابس من الشؤون الإعلامية بالوكالة، وعدد من المسؤولين الذين سيصلون لمنطقة الباحة مساء اليوم، ومن ثم ينتقلون إلى جدة بعد غد (الاثنين)، لإنهاء الانتخابات لجميع أندية المملكة في الدورة الجديدة، التي تلت ظهور اللائحة الجديدة.

حسن الزهراني، أشار إلى الصدمة التي أصابت الساحة الثقافية بالباحة في فترة تسجيل الجمعية العمومية التي بدأت في الصيف، حيث لم يسجل أكثر من 10 أشخاص في المرحلة الأولى، ثم تم التمديد بعد ثلاثة أشهر إلى شوال، حتى وصل العدد إلى 62 شخصا، بعد مخاطبة الجامعة والتعليم العام وجميع الجهات إلى جانب الإعلان في الصحف، ومع ذلك فالعدد لا يعكس الصورة التي كنا نرسمها في مجلس الإدارة، ومع ذلك نتمنى أن يصل لعضوية المجلس من يحافظ على مكتسباته التي وصل بها للعربية من خلال ملتقى الشعر الأخير، وكذا العالمية من خلال ملتقى الرواية، الذي أصبح بصمة لنادي الباحة الأدبي، حيث كنا سنحتفل بذلك في نسختها هذا العام، بعد مرور خمس سنوات، بحضور أوروبي من فرنسا وبريطانيا، لولا ظروف وقتية حالت دون ذلك.

وأكد أن آخر أعمال المجلس الحالي الدفع بـ15 كتابا جديدا بعناوين مختلفة طبعت في دار «الانتشار» بلبنان، حيث ستضاف لما طبعه النادي الذي قارب 100 عنوان في صنوف الثقافة والأدب.

وفي ذات الشأن، تناول عدد من المهتمين هذا الموضوع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و«فيس بوك»، باعتبار الانتخابات في رمقها الأخير بانتخابات الباحة وجدة.

ويشير الدكتور صالح زيّاد من جامعة الملك سعود، أحد مستشاري النادي، إلى أن مستويات الحساب للخسارة والفهم لها والصدمة تجاهها والانفعال بها مختلفة بين الأفراد. فالحساب العقلاني للخسارة غير الحساب العاطفي، والمجتمعات في علاقة الأفراد بها تصنع ردود فعل مختلفة فيهم تجاه خسارتهم الذاتية؛ ففي المجتمع العربي والشرقي حيث إحكام القبضة الاجتماعية على الأفراد وتراجع مستوى الحرية، ما لا يطابق المجتمعات المتقدمة التي تتوافر للفرد فيها حريته واستقلاله ومسؤوليته الفردية. وهذا يعني أن الروح الرياضية والديمقراطية وأن عقلنة الذات وترويض أنانيتها مسلكيات تنمو بمقدار الانخراط في مجتمع يقدر الفردية ويفسح للحرية ويرتقي على الضرورة، ويؤمن أن التشارك والتسامح والعمل المؤسسي والجماعي ثمار الاختيار لا الاضطرار، والرغبة لا الإكراه.

وقال: «لكن المهم هنا ليس التنظير وإنما الممارسة، وممارسة الوعي وتهذيبه لا توجد كاملة أو لا توجد، وإنما تترقى وتغالب نقائصها واضطراراتها، ولكنها في النهاية لا بد أن تصل خصوصا في هذا العصر، الذي صنع التشارك والتفاعل من خلال الميديا الاجتماعية وثورة الاتصالات الرقمية».

ويرى الكاتب نايف البقمي، أن تقبل الخسارة أمر مرهون بمستوى ثقة الإنسان بنفسه وما يملكه من ثقافة لتقبل الآخر وتحاوره معه، فهي نابعة مما يملكه الفرد من الفكر الديمقراطي، فكل شخص يرى في نفسه الكفاءة، لكن الأهم رؤية الآخرين له.

ويضيف البقمي: «بشكل عام وعلى المستوى العربي نجد أن الأشخاص يهرعون إلى إثبات أنفسهم في مجالات المنافسة مع الآخرين، حتى ولو أدى ذلك إلى الإساءة لمن حولهم في سبيل فرض الرأي وإثبات الوجود، فعلى سبيل المثال ما يحدث الآن في الانتخابات لدينا، وتحديدا ما تناقلته الصحف من آثار عدم فوز بعض الأعضاء بعضوية المجلس الإداري للأندية الأدبية من إلقاء ظل عدم الكسب على اتهامات للأفراد أو المؤسسات فهو في صراع عدم الفوز واهتزاز صورته أمام المجتمع من وجهة نظره، لذا يلجأ البعض إلى أعذار وهمية نتيجة مكابرة للقنوع بالنتيجة وإرضاء النفس أو بالأصح مخادعتها بهذه الأمور، التي يعتقد أنها ستجعل الآخرين يتعاطفون معه في مثل هذا الموقف».

أما مهدي الزهراني، فيقول إن الفوز والخسارة يظلان متلازمين مع الإنسان، وقد كُرس هذا المفهوم لديه من وقته الأول، ولعلنا نتجاوز المثاليات ونعيش مع الذات لحظات لندرك حجم الحب الذي يسكنها لتحقق ذاتها.. نعم، هناك عقلانية يجب أن تحضر في مثل هذه المواقف، ولكن علينا أن نؤمن بأن الإنسان الطموح يسكنه حب النجاح وتحقيق الذات، بعيدا عن العطاء الذي سيقدمه، والخوف من الفشل والتراجع عن العطاء.

وقال: «لعلنا مررنا بتجربة الانتخابات البلدية في دورتها السابقة والحالية وبدأ المجتمع يقبل هذه التجربة في أحيانا كثيرة بينما يحجم في بعض فتراتها، إذن فالانتخابات في مجملها فعل ثقافي يجب أن نتعاطى معه بكل صورة، حتى في ردة الفعل تجاه الفعل».

ويختتم عبد الله الكناني، مدير عام الأندية الأدبية، بقوله: الطموح شيء والوصول إلى النتيجة شيء آخر.. لكن مواجهة النتيجة بالعقلانية التي ترتقي بالسلوك في ردة الفعل للموقف هي الحصيلة أو المخرج للمدخلات المتحررة أو المتأثرة بالبيئة المحيطة بهذا الفعل الثقافي الوليد (الانتخابات)، التي لا تزال في بداية الطريق.

وزاد: «هذه التجربة الوطنية التي تستحق الدعم والمؤازرة والوقوف في سبيل إنجاحها بالتثقيف والتشجيع ليشتد عودها لنجني ثمارها في المستقبل نجاحا وإبداعا لمؤسساتنا الثقافية»، مؤكدا أنه تم تعميم هذه الانتخابات في كل الأندية بسهولة وقبول في الوسط الثقافي، وأن الأندية تحظى بدعم الوزارة من خلال وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الذي نأمل أن يكون دافعا لبذل المزيد من التميز والمنافسة لما يحقق خدمة الثقافة والمثقفين في أنحاء الوطن مناطق ومحافظات.