40 خبيرا محليا ودوليا يناقشون 14 ملفا على طاولة ملتقى التراث العمراني الأول بجدة

توقعات باجتذاب أكثر من 100 ألف زائر للملتقى

جدة التاريخية ستحضر بقوة في مناقشات الملتقى (تصوير: خضر الزهراني)
TT

يضع بعد غد (الاثنين) أكثر من 40 من الخبراء والمختصين على طاولة النقاش، ملفات التراث العمراني الوطني والدور الاقتصادي للاستثمار فيها، ومجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة وتحيد المعوقات التي تعترض تمويلها وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها. إذ ينطلق في جدة الاثنين ملتقى التراث العمراني الوطني الأول الذي يستمر على مدى يومين برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، إضافة إلى مشاركة العديد من القطاعات الحكومية والأهلية في مقدمتها جامعة الملك عبد العزيز وأمانة محافظة جدة والغرفة التجارية الصناعية بجدة.

وسيبحث الملتقى الذي من المقرر أن يشهد عددا من الجلسات العلمية وورش العمل والفعاليات الثقافية المصاحبة، الوضع الراهن للتراث العمراني وذلك بمشاركة أكثر من 40 متحدثا محليا ودوليا من المتخصصين في مجال التراث العمراني.

وأعرب محمد بن عبد الله العمري المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، المدير التنفيذي لملتقى التراث العمراني الوطني الأول، عن توقعه بأن يجتذب الملتقى أكثر من 100 ألف زائر، مبينا أن تنظيم الملتقى في نسخته الأولى من المأمول أن يكون متميزا وجديرا بالثقة، وقال إن الملتقى سيجمع عددا من الفعاليات المتنوعة، مشيرا إلى أن فرق ولجان العمل والتجهيز والإعداد للملتقى عملت منذ وقت مبكر ويتطلعون إلى أن يشكل الملتقى حدثا استثنائيا على مستوى تنظيم الفعاليات سواء من حيث القيمة العلمية أو الفعاليات الثقافية المصاحبة أو نوعية المشاركات ومستوى المتحدثين والمشاركين.

وأكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، المدير التنفيذي لملتقى التراث العمراني الأول، أن ملف جدة التاريخية سيكون حاضرا بقوة للنقاش ضمن الفعاليات وستشهد منطقة جدة التاريخية على مدار أيام الملتقى عددا متنوعا من الفعاليات، منها معرض مشاريع جدة التاريخية في بيت نصيف، إضافة إلى فعاليات ترميم نموذج لأحد المباني التاريخية بجدة التاريخية، ومعرض للفنون التشكيلية بساحات وطرقات جدة التاريخية، وفعالية «منادي السوق».

وأوضح العمري أن المنطقة التاريخية بالفعل لم تأخذ حقها الفعلي طوال الأربعين سنة الماضية مما أدى إلى تدخل الأمير خالد الفيصل بتشكيل لجنة لتطوير جدة التاريخية واختير الأمير مشعل بن ماجد ليكون رئيسا للجنة التنفيذية، وأمين جدة ليكون أمين عام للجنة وعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة، مؤكدا أن جدة التاريخية تعتبر من أبرز المناطق الأثرية في الجزيرة العربية إذ تضم نحو 400 مبنى قائم يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 500 عام، موضحا أن جدة التاريخية تضم عددا من المعالم والمباني الأثرية والتراثية التي تشكل ثروة كبيرة لا بد من المحافظة والعناية بها، لافتا إلى أن جدة التاريخية تستحق بذل الكثير من الجهود وعلاج جميع الجوانب المتعلقة بإعادة جدة التاريخية إلى وضعها الذي تستحقه تاريخيا وثقافيا وتراثيا، وذلك من قبل جميع القطاعات ذات العلاقة.

وأضاف العمري أنه سيتم تسليط الضوء خلال فعاليات الملتقى على مناقشة مشروع تقديم وسط جدة التاريخي للترشيح مجددا في اليونيسكو كموقع تراث عالمي بعد تحديثه كوقع تراث ثقافي عالمي مع إعادة تحديد منطقة التسجيل ومنطقة الحماية المحيطة بها، وتقديم المشورة لمساندة العاملين في المشروع، بهدف توفير كل سبل النجاح لما له من أهمية كبيرة، لكون المشروع يحظى بدعم كل الجهات الحكومية اتساقا مع توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين.

ومن الجدير بالذكر أن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كان من المهتمين بمنطقة جدة التاريخية منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، وذلك ضمن اهتمامه بالتراث العمراني الوطني قبل إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار وفي إطار رئاسته الفخرية للجمعية السعودية لعلوم العمران، وكان من المنافحين عن هذه المنطقة والمنادين بأهمية نهوض الأهالي والمؤسسات المحلية في محافظة جدة بدورهم، وهي بذلك تعد أول موقع تراث عمراني جرى حمايته وتصنيفه في المملكة العربية السعودية، وهو ما أسهم في إبقاء المنطقة وإيقاف التعدي عليها أو مخططات مسحها بشكل كامل.

وقال المدير التنفيذي للملتقى إن الملتقى وجه الدعوة للعديد من الجهات ذات العلاقة وذلك بهدف إثراء المشاركات والحوار في فعاليات الملتقى، وسيحظى بمشاركة عدد من المسؤولين في الوزارات من الجهات الحكومية ذات العلاقة وهيئات التطوير، والجامعات، والغرف التجارية، ومجالس التنمية السياحية، والقطاع الخاص، والمكاتب الهندسية، وشركات ومؤسسات المقاولات والتطوير العقاري، وشخصيات من المجتمع المحلي، والطلبة من التعليم العام والتعليم العالي، والحرفيين، والهيئات والمنظمات العربية والعالمية ذات العلاقة، والجمعيات الخيرية، ولجان المباني الآيلة للسقوط في مناطق ومحافظات المملكة.

وسيتم بحث دور التعليم الجامعي في المملكة في مجال التراث العمراني، ورفع مستوى وكفاءة التنسيق والشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة بما يعود بالمنافع الاجتماعية والعوائد الاقتصادية وزيادة فرص العمل في مجال المحافظة وإعادة تأهيل واستثمار مباني ومواقع التراث العمراني، والإشكالات التقنية التي يعاني منها التراث العمراني وفرص البحث العلمي والاستثمار الاقتصادي في هذا المجال.

من جهته، أشاد عدنان مندورة أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة، بمحاور وأهداف الملتقى وقال إن الملتقى يستضيف شخصيات مهمة ويضعهم على طاولة واحدة لمناقشة واستعراض تجارب ناجحة في مجال الاستثمار في تطوير التراث العمراني وتوظيفها اقتصاديا، مضيفا أن الملتقى يعتبر فرصة ثمينة للقاء جميع الجهات ذات العلاقة للتعرف على فرص ومعوقات ومستقبل التراث العمراني.

المهندس سامي نوار رئيس بلدية جدة التاريخية، أوضح أنه بالإضافة إلى القيمة العلمية للملتقى فإن الفعاليات الثقافية المصاحبة تعطي للملتقى تنوعا وجمالا وبعدا آخر، منوها بالفعاليات والمعرض المصاحب للملتقى الذي سيقام في ساحات وأزقة منطقة جدة التاريخية، حيث تشهد المنطقة على مدار أيام الملتقى عددا متنوعا من الفعاليات، منها معرض مشاريع جدة التاريخية في بيت نصيف، إضافة إلى فعاليات ترميم نموذج لأحد المباني التاريخية بجدة التاريخية، ومعرض للفنون التشكيلية بساحات وطرقات جدة التاريخية، وفعالية «منادي السوق». ويؤكد حرص أمانة جدة على التراث العمراني الذي تتميز به جدة ويؤكد الخطط التي يتابع تنفيذها أمين جدة الدكتور هاني أبو راس.

من جانب آخر، أكد الدكتور عدنان عدس من جامعة الملك عبد العزيز أن الملتقى يعد أحد الأنشطة التي تقدمها الهيئة بمساندة شركائها لتعزيز ارتباط المواطن بتراثه الوطني، وتكثيف البحوث والدراسات والنقاشات الهادفة إلى خدمة قضايا التراث ودعمها من خلال العديد من الفعاليات التراثية، وجلسات وورش العمل التي تتناول القضايا المتعلقة بالتراث الوطني في المملكة، ويؤكد دور جامعة الملك عبد العزيز بصفة عامة وكلية تصاميم البيئة بصفة خاصة بكل ما يهم التراث العمراني والمحافظة عليه، ويؤكد على حرص مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة الطيب على هذا التوجه الذي يصب في المصلحة الوطنية للعمق التراثي والحضاري للمملكة.

بالعودة إلى المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، قال إنه بالإضافة إلى حفل افتتاح الملتقى وجلسات وورش العمل التي سيشهدها فندق «هيلتون جدة» والغرفة التجارية، فسيقام بالتزامن مع ذلك فعاليات تراثية منوعة في عدد من المواقع. وحول إدارة وتنظيم الملتقى بين العمري أن أيام الملتقى الخمسة ستتضمن عددا من الفعاليات العلمية والتراثية المتخصصة والموجهة للأسرة والطفل، حيث تقام في فندق «هيلتون جدة» الجلسات وورش العمل المتعلقة بالملتقى والمعرض المصاحب للأمانات المختلفة في المملكة والجهات المتخصصة والراعية، وتبدأ فعاليات الـ«هيلتون» من الاثنين الرابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وحتى الأربعاء السادس عشر منه حيث سيفتتح المعرض والملتقى من قِبل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وبحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحية بجدة.

فيما ستقام الفعاليات التراثية التفاعلية الحرفية في «الرد سي مول»، بالإضافة إلى المعارض التشكيلية المرتبطة بالتراث العمراني وكذلك معرض مؤسسة التراث العمراني الخيرية إضافة إلى معرض الصور والمعرض الموجه للطفل وهو بعنوان «لون والعب» بشكل يرتبط بالتراث العمراني.

وأبان محمد العمري أنه سيشارك في الملتقى أربعون متحدثا بارزا محليا ودوليا يتقدمهم الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والمهندس هاني أبو راس أمين محافظة جدة والدكتور أسامة طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز والدكتور أحمد السيف نائب وزير التعليم العالي، بالإضافة إلى العشرات من الخبراء والمتخصصين الذين سيشاركون في الورش والجلسات العلمية واللقاءات في مجالات التراث العمراني، وسوف يبحث الملتقى جملة من المواضيع موزعة على 14 جلسة عمل مكثفة وتتركز في خمسة محاور هي التراث العمراني في المملكة بشكل عام وفي منطقة مكة المكرمة بشكل خاص.

يذكر أن إقامة هذا الملتقى تأتي في إطار تفعيل توصيات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي نظمته الهيئة بالشراكة مع عدد من الجهات تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وسيعقد سنويا في إحدى مناطق المملكة بالتعاون مع الأمانات والجامعات المحلية.

إلى ذلك، يلتقي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مع شباب جامعة الملك عبد العزيز، في لقاء بعنوان «التراث العمراني ومستقبل مجتمعنا واقتصادنا»، وذلك يوم الاثنين المقبل.

وأوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة المدير التنفيذي لملتقى التراث العمراني، أن اللقاء يعد من أهم البرامج ضمن فعاليات الملتقى التي ينتظرها الشباب حيث يعتبر فرصة سانحة لتسليط الضوء على قضايا التراث العمراني الوطني وتجربة ومساهمات الأمير سلطان بن سلمان في هذا الشأن.

وأشار إلى أن لقاء الأمير سلطان بن سلمان بفئة الشباب جاء تأكيدا على أهمية مشاركة التعليم العالي في قضية التراث العمراني الوطني، نظرا لما توليه الدولة اليوم من أهمية بالغة للتعليم العالي، حيث يستعرض خلال لقائه مع طلاب الجامعة مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار للاهتمام بالتراث العمراني التي أطلقتها بنظرة شمولية باعتبار التراث العمراني ثروة ثمينة وحصيلة تجربة المجتمع السعودي في الأزمنة الماضية التي انتقلت عبر الأجيال وتعددت أشكالها وصورها، ومناقشة أهمية التراث العمراني في ربط الأجيال الحاضرة بماضيهم بالإضافة إلى أهمية التراث العمراني الاقتصادية ومستقبله الذي يتطلب تنميته وتطويره كأحد محاور التنمية في الوطن.