الرياض تستعيد كثافتها السكانية عقب إجازة الأضحى وعودة موسم الدراسة

الطرقات والمطارات تشهد على ذلك.. والملابس الشتوية تنعش حركة الأسواق

تشهد العاصمة السعودية الرياض ازدحام في الطرقات نتيجة عودة الحجاج، وعودة الطلاب وسكان المدينة بعد إجازة عيد الأضحى المبارك («الشرق الأوسط»)
TT

مشاهد الازدحام تعود إلى الرياض، مع عودة الطلاب وجميع العاملين في القطاعين العام والخاص من إجازة عيد الأضحى المبارك، التي امتدت قرابة 10 أيام، كما شهدت العديد من الطرقات توافد الآلاف من السيارات العائدة إلى العاصمة السعودية، والقادمين من المشاعر المقدسة والمدن والقرى، التي فضل بعض المواطنين قضاء الإجازة فيها لأسباب مختلفة.

وتنوعت تلك الأسباب ما بين الاستمتاع بالأجواء الجميلة، أو تمضيتها بصحبة الأهل والأصدقاء، أو قضائها في المتنزهات البرية التي تشهد إقبالا كبيرا، إلا أنهم جميعا اتفقوا على العودة في وقت واحد، ليشكلوا ضغطا كبيرا على الطرقات والمفاصل العامة لمدينة الرياض، التي حظيت بكثافة سكانية أقل خلال الأيام الماضية، جعلت التنقل بين أحيائها وعبر طرقاتها المزدحمة أمرا ميسرا في ظل شبه خلوها من السيارات، التي تصطف عادة ساعات طويلة للسير فيها خلال أوقات الذروة.

وشهد مطار الملك خالد الدولي في الرياض حركة كبيرة في التوافد على الرحلات المتوجهة إليه، بعد أن فضلت شريحة من السكان المحليين قضاء الإجازة خارج العاصمة، في المدن السعودية التي شهدت إقبالا كبيرا الأيام الماضية مثل الدمام وجدة، أو لمن فضل قضاءها خارج حدود الوطن حيث نالت القسم الأكبر من هذا الإقبال مدينة دبي الإماراتية وبيروت اللبنانية وإسطنبول التركية.

وحظيت تلك المدن باستقبال أعداد كبيرة من المصطافين السعوديين الذين فضلوا زيارتها، نتيجة اضطراب الأمن في العديد من الدول العربية التي لا يزال الأمن فيها محط تساؤل، نتيجة هبوب رياح «الربيع العربي» على أراضيها. كما استقبل المطار أعدادا كبيرة من العائدين من المشاعر المقدسة الذين أدوا حج هذا العام، وهم مجموعات أثرت على الحركة التي تشهدها الرياض، التي بدأت تنبض من جديد مع الحركة الكبيرة، التي تشهدها طرقاتها ومطاراتها وأسواقها وجميع تفاصيلها.

وانعكست هذه العودة إيجابا على أصحاب الملابس الشتوية الذين انتعشت إيراداتهم، نتيجة تقلب الأجواء وبدء الدراسة في آن واحد، حيث جهز العديد من أولياء الأمور العدة لاستقبال برد الشتاء في أي وقت، خصوصا في الساعات الأولى من الصباح التي تتزامن مع بدء اليوم الدراسي، مما دفع بمبيعاتهم إلى الانتعاش على الرغم من الموسم الأخير، الذي لم يمض على وداعه أكثر من 10 أيام وهو موسم عيد الأضحى.

وقال سعد بدران بائع في أحد محلات التجزئة إن دخول فصل الشتاء زاد من مبيعات الملابس الشتوية، خاصة أن تغير الجو كان خلال الفترة الحالية، التي كان أغلب سكان الرياض فيها خارج المدينة، الأمر الذي دفع المشترين إلى الأسواق خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين. وجنى من ورائه أصحاب تلك المحلات أموالا طائلة، تبعه موسم بدء الدراسة الذي اتفق مع دخول موسم الشتاء، حيث ألقيا بظلالهما على المبيعات بشكل إيجابي. وأضاف بدران أن بدء الدراسة مع دخول الشتاء خلق لديهم موسما جديدا لم يستعدوا له جيدا، إلا أن أفضل ما في الأمر هو انتعاش المبيعات من جديد، والكثافة الكبيرة التي تشهدها الأسواق استعدادا لشراء ملابس الشتاء، التي تكون غالبا أغلى من الملابس الصيفية، نتيجة احتوائها على القطن أو الحرير غالي الثمن.

أما المكتبات المدرسية فلم توفق هذا الموسم نتيجة قصر الإجازة، حيث لم تشهد مبيعاتها أي تحسن يذكر، سوى تحسن طفيف لم يؤثر بشكل كبير على أرباحها التي لم تحقق مثلها منذ بدء الدراسة قبل أكثر من شهرين، معولين بذلك على إجازة منتصف العام كمسعف لإنعاش المبيعات التي تشهد انحدارا ملحوظا طوال العام.

يذكر أن الملايين من طلبة المدارس والموظفين بنوعيهم العام والخاص في السعودية، يعودون إلى أعمالهم اليوم (السبت)، بعد انقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك التي امتدت إلى 10 أيام، كما شهدت العديد من المدن السعودية انخفاضا كبيرا في الكثافة خلال الإجازة، وذلك لتفضيل معظم السكان المحليين قضاء الإجازة في مسقط رؤوسهم، بين الأهل والأصدقاء، كما كان للسفر إلى خارج الحدود أثر واضح على الحركة، التي تشهدها المدن الرئيسية مثل الرياض وجدة والدمام. في الوقت الذي كان للذهاب فيه إلى المشاعر المقدسة سواء لحج بيت الله الحرام، أو لخدمة ضيوف الرحمن، أثر بالغ على الازدحام المروري في تلك المدن، إذ إنه وفور انتهاء مشاعر الحج، وعودتهم إلى أعمالهم الرئيسية، اتضحت الكثافة العالية التي تسببوا فيها في ظل تأثيرهم السلبي عليها.