مكة المكرمة: إجراءات لقطع الطريق على عمليات تهريب لحوم الأضاحي

أهلها بعد موسم الحج.. «نباتيون» حتى إشعار آخر

TT

دعت جهات صحية إلى تشديد الرقابة على لحوم الأضاحي وقطع الطريق أمام عمليات تهريب واسعة تهدف إلى تمرير أطنان من اللحوم باعتبارها مزودا غذائيا لكثير من المطاعم في مدن سعودية مجاورة.

وتسبب نحر أكثر من مليون أضحية في موسم الحج الذي لم يجف دم أنعامه بعد، إلى تسرب سماسرة لحوم سعوا جاهدين إلى إيجاد مناطق خصبة لتهريب لحوم الأضاحي لقوائم طويلة من المطاعم.

وعلق مواطنون في العاصمة المقدسة أيديهم عن اللحوم بكل أنواعها معلنين أنهم نباتيون إلى إشعار آخر، بسبب افتقادهم الثقة في كم كبير من المطاعم التي خزنت لحومها في الشتاء لرحلة الصيف الكبير.

الدكتور سعود الحتيرشي، مدير إدارة المسالخ في العاصمة المقدسة، يقول إن هناك تنسيقا متواصلا مع الجهات الأمنية في مداخل مكة، لمصادرة اللحوم المتوجهة إلى محافظة جدة أو الطائف، والتعامل معها بإتلافها فورا.

ووصف الحتيرشي تلك اللحوم بالفاسدة، وأنها غير صالحة للاستعمال الآدمي، مشيرا إلى أن إفسادها أتى نتيجة عدم الحفظ الجيد، والحرص على تغليفها أو وضعها في برادات، حيث يحرص ناقلوها على وضعها في سياراتهم الخاصة التي لا تتوافر فيها أي اشتراطات صحية، مما يؤدي إلى تعفنها.

وأضاف مدير إدارة المسالخ في العاصمة المقدسة أن هناك تعميما صادرا من أمين العاصمة المقدسة، إلى جميع الجهات والإدارات في مكة، بأنه في حال ضبط أي شخص يحمل لحوما، يتم إيقافه عن طريق الفرق الميدانية التي تنتشر في جميع أنحاء مكة المكرمة، ويتم التحفظ عليها ومصادرتها، ونقلها إلى المسالخ، حيث يتم الكشف عليها. وقال إنها «إذا كانت صالحه للأكل، وهذا ما يكون نادرا، فيتم التعامل معها، وفق الأنظمة، أما إذا كانت فاسدة، فسوف يتم إتلافها، ووضع مادة كيماوية عليها لكي لا تستخدم بعد أن يتم رميها، حيث لوحظ في السابق ترصد عدد من مخالفي أنظمة الإقامة لفرق الأمانة الميدانية عندما ترمي الذبائح الفاسدة، وتأتي مرة أخرى وتأخذها، الأمر الذي جعلنا نضع عليها مادة لا تسمح بالاستعمال مرة أخرى». وقال فهد المالكي، أحد سكان منطقة العوالي إن أكل اللحوم يعتبر شيئا ممنوعا وغير صحي في مكة المكرمة؛ إذ إن كثيرا من الأخبار ترد عن العاصمة المقدسة وتشير إلى أن هناك مطاعم تورطت في اكتناز كثير من لحوم الأضاحي قامت بشرائها بدراهم معدودات، لأناس قاموا بذبح الأضحية فقط اقتداء بالسنة النبوية.

من جهته، قال خبير صحي بأنه ينبغي بناء منظومة تكاملية مكونة من عدة عناصر أمنية وصحية ورقابية لتعزيز ثقافة الهدي والأضاحي للإفادة من اللحوم وتوزيعها على فقراء الحرم، ونقل الفائض منها إلى فقراء المسلمين في أنحاء العالم، دعما للتكافل الاجتماعي، ومراعاة لتوفر الشروط الشرعية والصحية في الأنعام التي تذبح واللحوم التي توزع، والقيام بعمليات وإجراءات إدارية ومالية وفنية، لتحقيق الإفادة من اللحوم من خلال عمليات التغليف، والتبريد والتجميد والحفظ والنقل، لتبقى صالحة للاستهلاك الآدمي حتى وصولها لمستحقيها، وتوسيع دائرة المستفيدين من المشروع تحقيقا لمبدأ التكافل الإسلامي.