مكة المكرمة: الإعلان عن الانتهاء من 12 حلا عاجلا لمواجهة مياه الأمطار والسيول

أسبوعان لإنجاز المشروعين المتبقيين.. و«الأرصاد» تتوقع تشكل السحب مساء اليوم وصباح غد

جانب من المشاريع العاجلة التي تم انجازها خلال الفترة الماضية
TT

أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة إنجاز 12 مشروعا من مشاريع الحلول العاجلة الـ14 لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة، التي بدأ العمل في تنفيذها قبل نحو ثلاثة أشهر، فضلا عن إتمام تجهيز مواقع الإسناد والطوارئ الـ16 لأهالي المحافظة.

وأوضحت أن العمل جار في المشروعين المتبقيين على أن يتم الانتهاء منهما خلال الأسبوعين المقبلين، في وقت توقعت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تشكل السحب على منطقة مكة المكرمة مساء اليوم وصباح الغد مع احتمالية هطول أمطار.

وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن العمل في مشاريع الحلول العاجلة كان متواصلا على مدار الـ24 ساعة طيلة أيام الأسبوع، إذ جرى تحديد مواقعها مسبقا من قبل الأمانة، كمواقع حرجة تتجمع فيها المياه بكثافة عالية، وقد ينتج منها مخاطر على الناس، فأعطيت الأولوية القصوى، مشيرا إلى الانتهاء من المشروعين الخاصين بحي السامر وحي أم الخير خلال الأسبوعين المقبلين.

وخلص الأمير خالد الفيصل إلى أن الحلول العاجلة تم تنفيذها بهدف الحد من الأضرار التي قد تتعرض لها محافظة جدة (لا سمح الله)، كاشفا في الوقت ذاته عن أن إدارة المشروع تعمل حاليا مع الشركة الاستشارية للمشروع على الانتهاء من تحديد الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول لإقرارها، ومن ثم البدء في تنفيذها.

إلى ذلك، قال حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية: «من المتوقع تشكل السحب مساء اليوم الثلاثاء وصباح الأربعاء على منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة مع احتمالية هطول أمطار».

وبالعودة للمشاريع، أفاد المهندس أحمد السليم مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بأن الحلول العاجلة الـ12 المنجزة قامت بمعالجة تجمع المياه في عدد الأنفاق والمواقع في المدينة، وذكر أنه جرى فحص وتحديث غرف مضخات الرفع في سبعة أنفاق.

وحول مراحل إنجاز الحلول الدائمة، أفاد السليم بأن إدارة المشروع تعمل مع الشركة الاستشارية على تحديدها وإجراء الدراسات والخطط اللازمة لتنفيذها، شملت تنظيم ورش عمل عدة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة للاستفادة من آرائها ودراساتها حول هذه الحلول، بهدف تكوين رؤية جماعية توحد العمل بين مختلف الجهات.

وتتضمن الحلول الدائمة إنشاء سدود وقنوات تصريف لمعالجة مياه السيول والأمطار، إضافة إلى تصور عملي لمعالجة الأحياء العشوائية في محافظة جدة إلى جانب خطة بيئية للمحافظة، وأخرى للمياه الجوفية والمجاري، ودراسة عن الطرق وشبكات النقل المزمع إنشاؤها.

يشار إلى أن اللجنة الفرعية التي شكلت بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تولت تكليف مكاتب استشارية عالمية متخصصة في دراسة تصريف الأمطار والسيول والبنية التحتية للأحياء العشوائية، بما في ذلك ما تبقى من مشاريع الصرف الصحي في محافظة جدة، وطرح المشاريع المقترحة لتصريف الأمطار ودرء أخطار السيول وفق الدراسات المقترحة لتنفيذها من قبل عدد من شركات المقاولات العالمية المؤهلة.

وتضمنت مشاريع الحلول العاجلة لمعالجة مياه الأمطار بحسب المهندس السليم: «بعد الدراسات الميدانية والهندسية تقرر أن يشمل نطاق العمل حفر أكثر من 750 ألف متر مكعب، تمديد أكثر من 22 ألف متر من الأنابيب الإسمنتية والحديدية، إنشاء أكثر من 160 غرفة تفتيش و400 نقطة تجميع مياه، فحص وتنظيف أكثر من 77 ألف متر من الشبكات الحالية، توريد أكثر من 41 مضخّة (25 مضخمة رفع المياه في الأنفاق و16 مضخة متنقلة في الطوارئ)». وأشار إلى أنه تم شحن المعدات والآليات عن طريق البحر والجو بثلاث طائرات أحداهما أكبر طائرة في العالم إضافة إلى نشر 2400 موظف منهم 2000 عامل و400 مشغّل آليات و200 مهندس ومدير مشروع وأكثر من 900 مركبة وآلية في مناطق العمل، وجرى في هذا الخصوص التعاون مع وزارة الداخلية والجمارك وميناء جدة الإسلامي، وغيرها من الجهات ذات العلاقة لتسهيل وتسريع سير العمل.

وبين المهندس السليم أنهم واجهوا الكثير من التحديات، وكان من أبرز تلك التحديات عدم وجود خرائط بنية تحتية محدثة، وتطلب تخطيها إيجاد الحلول الهندسية السريعة، إضافة إلى استخدام أحدث أجهزة استكشاف للبنية التحتية تم استيرادها عن طريق الجو.

وأضاف: «من التحديات التي واجهها المشروع أثناء سير عمله الكثافة المرورية في مواقع العمل، وتطلب تخطيها الاستعانة باستشاريين متخصصين لوضع الخطط المرورية لتفادي الازدحام، وتخصيص أعداد كافية من منظمي حركة السير وزيادة اللوحات الإرشادية في جميع المناطق، كما برز من بين التحديات، تحدي التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، وتمكنت إدارة المشروع من التغلب على هذا التحدي من خلال تخصيص مشرفين من الشركة الاستشارية وإدارة المشروع على مدار الساعة، إضافة إلى طلب تعيين ممثلين عن جميع الجهات، وعقد اجتماعات تنسيقية.

كما برز ارتفاع منسوب المياه الجوفية كتحدٍّ كبير واجهه القائمون على المشروع عند التنفيذ، واستطاعوا تخطيه عبر تجهيز جميع المواقع بمعدات كافية لسحب المياه لأقرب نقاط تصريف.

وفي شأن العمل في الحلول الدائمة لتصريف الأمطار والسيول قال مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول إنه قد بدأ تنفيذ التصاميم التفصيلية للسدود الجديدة، كما جرى الانتهاء من مراجعة العروض الفنية للشركات التي ستقوم بالأعمال الجيولوجية والجيوتقنية في مواقع السدود الجديدة، وكذلك الانتهاء من أعمال المسح الميداني للمواقع المقترحة للسدود، ومعالجة جميع الملاحظات الناتجة عن ورشة العمل الثانية، والبدء في الخطوات الأولية لوضع التصور العام لتصريف مياه الأمطار (بالاستفادة من خرائط الليدار)، إلى جانب الحصول على الموافقة من الجهات ذات الصلة لاعتماد الطريق النهائي لقناة المطار بعد سلسلة من الاجتماعات المتواصلة.

كما تم البدء في إجراءات حصر ونزع ملكيات الأراضي الواقعة في مناطق إنشاء السدود الجديدة، والحصول على تصاريح العمل في تلك المناطق، مبينا بدء العمل لعنصر التخطيط المدني للأحياء العشوائية مع استشاري المشروع، وتضمن، كما كشف المهندس السليم، عن استعانة إدارة المشروع بخرائط الليدار العالمية الحديثة التي وفرت ميزات عدة لسير العمل ودقته، من أهمها: تحديد مستوى المناسيب بشكل دقيق، تحديد المناطق الحرجة بدقّة، تحديد اتجاه المجاري الطبيعية لمياه الأمطار، تحديد مستوى المناسيب في المناطق بشكل دقيق، تحديد المناطق الحرجة، وتحديد اتجاه المجاري الطبيعية لمياه الأمطار.