حائل: الأسواق تخالف قرار «الزراعة» بعرض حطب «الأرطي والسمر والغضا»

تحضيرات فصل الشتاء تدفع بالدفاع المدني لإطلاق تحذيرات من وسائل التدفئة

انخفاض درجات الحرارة في شمال السعودية زاد من الطلب على وسائل التدفئة التقليدية («الشرق الأوسط»)
TT

بعد انقضاء أكثر من عامين على قرار وزارة الزراعة السعودية، القاضي بحظر بيع الحطب والفحم المحلي، وحصر البيع على المستورد من الخارج، حفاظا على البيئة والحد من التصحر، ما زالت الأسواق المحلية تشهد تداول وبيع حطب الأشجار المحلية بعد اقتلاعها من الصحاري، ومنها صحراء النفود الكبرى، التي تشهد عمليات احتطاب لأشجار الأرطي والغضا. ودفعت الأجواء المناخية الباردة التي تسود المناطق الشمالية في السعودية، السكان إلى التوجه لأسواق بيع المدافئ بجميع أنواعها الكهربية وما تعمل بالكيروسين «الكاز». وفي المقابل، اتجه بعض المواطنين إلى وسائل التدفئة التقليدية، ليواجه سوق الحطب إقبالا كبيرا وتصاعدا في أسعار الأنواع المتعددة من الحطب المعروفة بالسمر والغضا والأرطي، ولكل نوع منها سعره حسب مميزاته. وأبدى هنا محمد فهيد السحيمان من أهالي منطقة حائل وأحد المهتمين بالمحافظة على البيئة ومنع الاحتطاب، مخاوفه من تعرض المنطقة لأخطار بيئية، تتمثل في اختلال التوازن البيئي والتصحر، وذلك نتيجة لعمليات الاحتطاب الجائر التي تتعرض لها الأشجار الصحراوية، خاصة أشجار الأرطي والغضا والطلح، مما يزيد من معاناة المواطنين ويعرضهم لمخاطر التلوث البيئي. وأبان محمد السحيمان أن الحطابين يستخدمون العديد من الأساليب والطرق المشروعة وغير المشروعة في عمليات الاحتطاب بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من الحطب دون وعي وإدراك منهم بخطورة ما يقومون به. وأشار السحيمان إلى أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية بقرار منع بيع الحطب، ومنها وزارة الزراعة ممثلة في إدارة المراعي والغابات، للحد من تدهور مناطق الرعي والغابات في المملكة، فإنها لم تستطع السيطرة على مشكلة تلك الممارسات التي يقوم بها الحطابون. وطالب السحيمان بسن تشريعات أكثر صرامة لتحمي البيئة بصفة عامة، والمراعي بصفة خاصة، من أيدي العابثين، ومعاقبة كل من يقوم ويساعد على تدمير البيئة التي تعرضت وما زالت تتعرض للعبث من قبل الحطابين.

يذكر أن وزارة الزراعة تطبق العقوبات بحق المخالفين وذلك تنفيذا للمادة 13 من نظام المراعي والغابات الذي يحظر الإضرار بالأشجار والشجيرات النامية في أراضي المراعي والغابات، كما يحظر استعمال مواد ضارة على هذه النباتات أو بالقرب منها، أو استعمال أي وسيلة أخرى تتسبب في إضعاف أو موت الأشجار أو الشجيرات أو الأعشاب النامية في بيئتها الطبيعية، وعدم جواز قطع أي شجرة أو شجيرة أو أعشاب نامية في الغابات العامة أو المراعي الطبيعية أو اقتلاعها، أو نقلها، أو تجريدها من قشورها أو أوراقها أو أي جزء منها، أو نقل تربتها أو جرفها. ويهدف هذا الإجراء إلى المحافظة على البيئة من الاحتطاب الذي زاد من نسبة التصحر وساهم في العبث بالأشجار وحولها إلى تجارة غير مشروعة.

ومع دخول فصل الشتاء، يلجأ المواطنون إلى تحضيرات استباقا لهذا الفصل بشراء الحطب والفحم والأجهزة الكهربائية وعمل الصيانة اللازمة وذلك للتدفئة من البرد، وقد استبقت المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة حائل ذلك وأطلقت تحذيرات للمواطنين والمقيمين من مخاطر التعرض لغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إشعال الحطب والفحم للتدفئة، مشددة على متابعة وفحص الدفايات بجميع أشكالها، والتأكد من جودتها قبل تشغيلها مجددا خلال موجة البرد القادمة للمنطقة.

وطالبت الإدارة بإبعاد وسائل التدفئة بمختلف أنواعها عن متناول أيدي الأطفال، داعية وسائل الإعلام لتكثيف جهودها لتوعية المواطنين والمقيمين لتوخي الحذر، واتباع طرق السلامة في المنزل، ومواقع العمل، حرصا على سلامة الجميع.