ملتقى التراث العمراني والوطني يدعو ملاك العقارات إلى التعاون في مشاريع التراث

غرفة جدة تخصص 50 مليون ريال للحفاظ على التراث العمراني.. وجامعة الملك عبد العزيز تدعمه بكرسي بحثي

TT

أوصى الملتقى الأول للتراث العمراني والوطني بإنشاء مراكز بحثية متخصصة من خلال الجامعات السعودية في مجال التراث العمراني، بمناطق المملكة تهدف إلى استخلاص معايير حديثة للعمران المعاصر تتوافق مع التراث العمراني ومع القيم والنواحي الاجتماعية والأخلاقية وتساعد في تنفيذ مشاريع التنمية العمرانية الحديثة على غرار مركز أبحاث البناء بالطين بجامعة الملك سعود ومركز تراث البحر الأحمر بجامعة الملك عبد العزيز.

ودعا الملتقى في اختتام فعالياته في جدة إلى توافق المشاريع العمرانية الحديثة مع مفاهيم التراث العمراني المحلي. وحث الملتقى في توصياته ملاك العقارات على التعاون مع الأمانات والبلديات وهيئة السياحة والآثار في مجال التراث العمراني.

إلى ذلك، أعلنت جامعة الملك عبد العزيز بجدة عن إنشاء مركز تمييز بحثي للتراث العمراني في ساحل البحر الأحمر يبدأ نشاطه العلمي خلال العام الدراسي المقبل.

وأعلن مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب عن إطلاق هذه المبادرات في الملتقى الأول للتراث العمراني الوطني الذي اختتم فعالياته في جدة أمس.

وتضمنت هذه المبادرات أيضا إنشاء برنامج ماجستير في كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبد العزيز متخصص في مجالات التراث العمراني المختلفة على أن يتم تفعيله في العام الدراسي إضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون بين كلية تصاميم البيئة والهيئة العامة للسياحة والآثار.

واحتضنت الجامعة حفل توزيع جوائز الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني لطلاب الجامعات، الدورة الرابعة السنة الأولى لطلاب جامعة الملك عبد العزيز الذي أقيم ضمن فعاليات الملتقى.

وأعلنت الغرفة التجارية بجدة عن تأسيس لجنة استشارية للاستثمار في التراث بالهيئة العامة للسياحة والآثار يرأسها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة ويشارك فيها رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة بالإضافة إلى عضو من مجلس إدارة كل غرفة من الغرف التجارية بجميع مناطق المملكة كما يشارك بها أعضاء من مجلس إدارة الهيئة الذين يمثلون القطاع الخاص.

كما تضمنت مبادرات الغرفة أيضا العمل على إنشاء صندوق للمحافظة على التراث العمراني مقره في جدة برأس مال يبلغ 50 مليون ريال.

وكانت الغرفة قد شاركت في تنظيم الملتقى الأول للتراث العمراني الوطني، واحتضنت عددا من ورش وحلقات العمل ضمن البرنامج العلمي للملتقى.

ودعا الملتقى وزارة الشؤون البلدية والقروية لإنشاء وكالة للتراث العمراني لإدارة وتطوير التراث العمراني في القرى والمدن السعودية، واستمرار الوزارة في تبني إدراج مشاريع لإعادة وتطوير مواقع التراث العمراني والميزانيات التابعة لذلك.

وأوصى الملتقى بالتأكيد على أهمية وضرورة تشجيع قيام شركات متخصصة تعنى بمجال ترميم وتطوير التراث العمراني مشاركة مع البلديات.

وحث الملتقى القطاعين العام والخاص على حماية مواقع التراث العمراني واستثمارها وتأكيد إيقاف إزالة المباني التراثية.

ودعت التوصيات إلى تحفيز شركاء التنمية والجمعيات الأهلية ليكون لهم دور فاعل في عمليات التراث العمراني.

كما أوصى الملتقى في ختام فعالياته بعدد من التوصيات منها: تسريع برنامج تأهيل المقاولين تحت إشراف وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة العامة للسياحة والآثار، وتفعيل برامج التراث العمراني للتعليم الجامعي، وتطوير آليات تمويل مشاريع التراث العمراني، وتطوير وسائل إدارة الأوقاف في مواقع التراث العمراني، وتطوير أنظمة المحافظة على التراث العمراني وترقيمه واستثماره، وتكثيف برامج تطور الكوادر المتخصصة في مجالات المحافظة وتطوير وتشغيل مواقع التراث العمراني، واستعجال إنجاز مشاريع التراث العمراني التي تتولاها الدولة أو تساهم في تطويرها مثل أواسط المدن والقرى التراثية والمباني المملوكة للدولة وتعزيز مسارات تمويلها لتكون متاحة للمواطنين والزوار في أقرب وقت ممكن.

كما أوصى خبراء الملتقى بالتركيز على برامج التدريب للعمل في مواقع التراث العمراني للمواطنين، وتكثيف برامج تدريب وفرص العمل لتقديم الخدمات المساندة في السياحة والمناطق التي تقع فيها مواقع التراث العمراني المطورة، وتعزيز الشراكة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لتكثيف مشاركتها في تطوير خدمات ومواقع التراث العمراني، وتطوير مسارات الخدمات الرديفة في مناطق التراث العمراني، وتعزيز موارد وتمويل مشاريع التراث العمراني، واستمرار الهيئة العامة للسياحة والآثار في برنامج الزيارات الميدانية لمواقع التراث العمراني لمنسوبي البلديات والمحافظات والمستثمرين.

وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قد افتتح الملتقى الاثنين الماضي بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة.

وشهد الملتقى الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة محافظة جدة وجامعة الملك عبد العزيز أكثر من 14 جلسة وورشة عمل بمشاركة أكثر من 40 متحدثا محليا ودوليا من المتخصصين في التراث العمراني.

كما شهد الملتقى عددا من الفعاليات من معارض ومسابقات للتصوير الفوتوغرافي والرسم والتلوين وفعالية البناء التقليدي والمنتجات الحرفية، وفعاليات الفنون الشعبية في جدة التاريخية ومجمع البحر الأحمر التجاري.

يشار إلى أن إقامة هذا الملتقى تأتي في إطار تفعيل توصيات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي نظمته الهيئة بالشراكة مع عدد من الجهات تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين.

وسيعقد سنويا في إحدى مناطق المملكة بالتعاون مع الأمانات والجامعات المحلية، وسيعقد العام المقبل في المنطقة الشرقية بإذن الله.