أستاذ «مناعة» يوصي بإعطاء مؤسسات الطوافة دورات في التربية الصحية

حذر من خطورة جراثيم «السالمونيلا» التي تصيب اللحم والبيض

TT

حذرت جهات صحية في العاصمة المقدسة من مغبة استخدام مطابخ تابعة لمؤسسات الحج وشركاتها، مبينة أن المأكولات المطهية ينبغي أن تزيد درجة حرارتها عن 60 درجة مئوية، وأن تكون درجة حرارة الأغذية التي تؤكل باردة تحت 4 درجات مئوية، موصيا بضرورة إعطاء مؤسسات الطوافة دورات في التربية الصحية.

وقال الدكتور فيصل بغدادي، أستاذ علم المناعة وأمراض الأنسجة المساعد لـ«الشرق الأوسط»، تجب النظافة في المظهر والأدوات وتنظيف الأيدي بالماء والصابون من حين إلى لآخر أثناء العمل، وبعد استعمال دورات المياه وبعد لمس المواد النيئة والخام وخاصة اللحوم، والتأكد من خلو متداولي الأغذية من الأمراض المعدية والجلدية وعدم حملهم للميكروب – وعدم تمشيط الشعر أثناء إعداد أو تقديم الطعام.

وأفاد في ذات السياق: «ينبغي على القائمين التخلص الصحي من الفضلات وإتلاف الأغذية الفاسدة والإشراف الصحي على مصانع ومخازن بيع وإعداد الأغذية».

وعن طرق الوقاية من أمراض الأغذية الملوثة، قال إنه يجب ألا تعتمد على شكل ومذاق ورائحة الغذاء فقط عند تناوله، فهذا لا يوفر السلامة التامة من الأمراض، ولا يجب تناول أي غذاء تغيرت رائحته أو لونه أو شكله، واستخدام أدوات نظيفة لتناول الطعام وتحضيره مثل الأطباق، والملاعق.. إلخ، والمحافظة على الأيدي والأصابع نظيفة لكل من له علاقة بتحضير أو تقديم الغذاء.

وأشار بغدادي إلى أن الجراثيم تتكاثر عادة تحت درجة حرارة 4 – 60 مئوية ولذلك ينبغي أن تكون درجة حرارة الأغذية التي تؤكل ساخنة فوق 60م، وأن تكون درجة حرارة الأغذية التي تؤكل باردة تحت 4 درجات مئوية، وأن الطعام المطبوخ يجب تبريده أولا ثم وضعه مباشرة في الثلاجة لـ4 درجات أو تجميده إذا أريد تجميده لأيام.

وأشار أستاذ علم المناعة إلى أن الأغذية التي تفسد سريعا يجب أن تحفظ باردة إذا حملها الشخص معه في رحلة أو نزهة مثلا حيث إن ارتفاع درجة الحرارة يمكن أن يتلف هذه الأغذية في خلال نصف ساعة، مفيدا أن الكشف الطبي الدوري على كل من له علاقة بالأغذية في الأماكن العامة وينبغي فحص البيض واللحم للتأكد من خلوه من جراثيم السالمونيلا.

وحول التدابير الوقائية قال إن هناك الكثير من التدابير والخدمات الوقائية الخاصة بحماية بيئة الحج ومناطق الحج على مدار العام، حيث تبادر مختلف الأجهزة الحكومية إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية في كل عام، وقد تم إعداد برنامج وقائي متكامل لتقديم رعاية صحية شاملة لضيوف الرحمن، مفيدا أن أي برنامج يجب أن يعتمد على أسس وركائز منها منع وفادة الأمراض المحجرية والمعدية عن طريق مناظرة القادمين من منافذ الدخول والتأكد من تنفيذ الاشتراطات الصحية الواجب توفرها في الحجاج القادمين إضافة إلى الاكتشاف المبكر لمثل هذه الحالات المرضية بين الحجاج والمقيمين وعزلها وعلاجها واتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية المناسبة والسريعة بما يضمن السيطرة على الحالة الصحية إلى درجة الأمان.

وأضاف أستاذ علم المناعة أنه يجب مراقبة أحوال صحة البيئة وإحكام السيطرة على مصادر مياه الشرب والأغذية والمشروبات ومتداوليها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بما يضمن سلامتها وإصحاح وتحسين البيئة، ومنها تكثيف التوعية الصحية بوسائلها المختلفة بين الحجاج مع التركيز على أسباب الإصابة وكيفية الوقاية وتجنب العوامل التي تؤدي إلى الإرهاق الحراري وضربات الشمس.

وقال إن وزارة الصحة نحت في هذا الجانب إعداد الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في القادمين للحج والأغذية الواردة للمملكة وتعميمها على الدول الإسلامية والدول التي يفد منها الحجاج وذلك عن طريق وزارة الخارجية ومنظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى ذات العلاقة، التنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة وأمانة المدينة المنورة ومصلحة المياه والصرف الصحي في مجال تحسين مستوى صحة البيئة بمناطق الحج من خلال تشكيل فرق مشتركة وإحكام الرقابة على مصادر المياه والمجاري وأعمال النظافة ومكافحة الحشرات.

وأشار الدكتور بغدادي إلى أنه يجب إعادة المسح الصحي على الأغذية والتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية وحملات تجهيز وبيع وتداول المواد الغذائية بمناطق الحج، تنشيط عيادات الإسهال بالمرافق الصحية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، والنظافة العامة ومكافحة الحشرات وضمان سلامة مصادر المياه والأغذية مع إحكام الرقابة على العاملين في تداول بيع الأغذية.

وعن الحلول والمقترحات والتوصيات، أوضح أن الإسلام يكفل من خلال التمسك بتعالمه وتشريعاته صحة الإنسان البدنية والروحية فإنه من المهم أن يودع من ضمن اهتمامات وزارة الحج والمؤسسات المختلفة للطوافة أن تكون هناك لجنة للتوعية الصحية جنبا إلى جنب مع التوعية الدينية.

واقترح بغدادي أن يعطى أعضاء مؤسسات الطوافة دورات خاصة جدا في التربية الصحية الإسلامية حيث تتميز عن غيرها باعتمادها التأثير العقائدي الأمر الذي يحقق اتباع السلوكيات الصحية، ناهيك عن ضرورة وجود الإعلامي والصحافي المتخصص في مسائل الصحة والتربية الصحية، وذلك لمتابعة ومناقشة وتحليل وتفعيل دور الأمن والسلامة في التغذية، وعمل دراسات خاصة عن التدابير الوقائية في الحج حيث هي أكثر من غيرها لها التأثير الإيجابي، وذلك لزيادة تفعيل هذا الجانب، عمل دراسات ميدانية على الحجاج للوصول إلى الطريقة المثالية للغذاء المتوازن الذي يحتاجه الحجاج على حسب الفئات العمرية.