جدة: وفاة معلمتين وإصابة 41 طالبة في حريق في مدرسة أهلية

الأمير خالد الفيصل: ننتظر نتائج التحقيق ومسببات الحادث

الأمير خالد الفيصل خلال تفقده موقع الحريق أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

توفيت معلمتان وأصيب أكثر من 41 طالبة في مدرسة أهلية في جدة، نتيجة اندلاع حريق في بدروم المدرسة، وتراوحت الإصابات ما بين حروق بمختلف درجاتها، واختناقات وكسور نتيجة سقوط بعض الطالبات من الأدوار العلوية في محاولة للهروب من نيران اللهب وتصاعد الدخان.

وقال الأمير خالد الفيصل الذي حرص على الوجود في الموقع لمتابعة سير عمليات الإنقاذ لوسائل الإعلام «إنني أنتظر تقرير الدفاع المدني حول نتاج ومسببات الحريق، قبل إصدار أي قرارات».

وأضاف الفيصل «أخبرني مسؤولو الدفاع المدني أن عدد الطالبات يتناسب مع مبنى المدرسة، ويوجد مخارج استخدمت عند إخلاء الطالبات، ومع ذلك ننتظر نتائج التحقيق بشكل عام».

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تقييمه لجهود الجهات الحكومية والتعامل مع الحالات قال الفيصل «كما ترون الجهات الحكومية كلها موجودة في الموقع».

وعن شعوره عند تقبله لنبأ الحريق قال الفيصل «كنت في العاصمة المقدسة وتلقيت خبرا من اللواء عادل زمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة، وحضرت إلى الموقع مباشرة».

وعند خروج الفيصل من الموقع قوبل بتصفيق حار من أهالي حي الشعلة، تقديرا منهم لحرصه على الوجود في موقع الحادث لمتابعة ومراقبة أداء الأجهزة الحكومية، والاطمئنان على الطالبات.

وكان سكان الحي الذي يحتضن مدرسة أهلية في حي الشعلة تجمع 4 مراحل تعليمة قد سمعوا دوي انفجار ضخم في الساعة 12 ظهرا، وكان عدد من الأسر أمام باب المدرسة لاصطحاب طلبة الفصول التمهيدية والابتدائية، واندلع الحريق من بدروم سفلي تسببت نيرانه في إعاقة المخرج الرئيسي للمدرسة وتعامل المعلمات مع الحادث بصعود الطالبات إلى الصفوف العلوية، بينما تم إخراج بعض الطلبة من سلم الطوارئ الموجود خارج المدرسة، ومع تصاعد النيران واللهب وحالات الخوف لم يجد عدد من الطالبات مفرا من القفز من الشبابيك، في حين رجحت مصادر أن يكون الحادث راجعا لأنابيب غاز.

وقال شهود عيان كانوا في الموقع إن الانفجار كان مدويا وسبب هلعا لجميع السكان، وهو ما جعل معظم القاطنين في المساكن المجاورة يخرجون إلى الشوارع ويتقاطرون إلى موقع المدرسة، بينما كانت الصيحات كبيرة من قبل أولياء الأمور، وكان عدد من الأمهات دخلن إلى داخل المدرسة للبحث عن بناتهم، بينما امتلأت ساحة المدرسة والشارع المقابل بالطالبات، وكانوا في حالة يرثى لها.

وقالت هند سليم جدة أربع طالبات، ووالدة معلمة في المدرسة نفسها، كانت قدمت إلى المدرسة لاصطحاب ابنتها وحفيداتها: «سمعت صوت انفجار وصيحات الفتيات تتصاعد، وما هي إلا دقائق حتى وجدت الطالبات في ساحة المدرسة، وكنت أنا والسائق نبحث عن البنات بداخل المدرسة ووجدناهم والحمد لله ولم يصيبوا بإصابات كبيرة، بينما أصيب السائق بحروق بسيطة في أقدامه عند الدخول لمبنى المدرسة».

ونقل المصابون إلى 3 مستشفيات مجاورة بينما بعض الحالات عبر الطيران العمودي، من بينهم مديرة المدرسة ووكيلة المدرسة، وقالت السكرتيرة الإدارية لـ«الشرق الأوسط» عبر إسعافات الهلال الأحمر وصحة جدة، والدفاع المدني، وطيران الأمن، نقلت المصابات في الحادثة، إضافة إلى اقتحام فرق إنقاذ ومكافحة للنيران لإنقاذ الطالبات المحتجزات من كل المراحل التعليمية في المجمع.

من جهته قال عبد الله الثقفي مدير التعليم بمحافظة جدة لـ«الشرق الأوسط»: «إن تعامل المعلمات مع الحريق كان له الأثر الكبير في الحد من حالات الحريق، حيث تعاملت المعلمات مع الحدث وفق الاشتراطات والسلامة الضرورية، بدءا من إصدار أمور بصعود الطالبات إلى الصفوف العلوية، وإخراج العدد الكبير عبر المخارج من السلالم والمعروفة بمخارج الطوارئ».

وحول رأيه في الاشتراطات والسلامة بالمدرسة قال الثقفي «توجد اشتراطات مناسبة بالمدرسة، كما أن العدد الموجود من الطالبات مناسب، ولكن لننتظر رأي الدفاع المدني عن السبب في اندلاع الحريق، ولن يجامل المتسبب أو المقصر في هذا الحادث».

ونفى الثقفي أن تكون إدارته مقصرة في تدريب المعلمات ووجود الاشتراطات بالمدارس وقال «لا بد لكل مدرسة أن تخضع بالتعاون مع الدفاع المدني لدورات في كيفية التعامل مع الحرائق».

وأعلنت إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة في بيان وزع، عن تعليق الدراسة في مدرسة براعم الوطن إلى حين استكمال نتائج التحقيق.

وأوضح مدير التربية والتعليم عبد الله الثقفي أن تعليق الدراسة بمدرسة براعم الوطن جاء نظرا لتأثر جزء كبير من المبنى بالحريق، موضحا أن وزارة التربية والتعليم تستند إلى التقارير الصادرة من الدفاع المدني والأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق وأخذها بعين الاعتبار.

من جهته أوضح اللواء محمد الحربي قائد أسطول قاعدة طيران الأمن، أن طيران الأمن أنقذ طفلة ورجل أمن بعد إصابتهم بإصابات بليغة وتم نقلهم إلى مستشفى الملك عبد العزيز، وقد شاركت 4 طائرات تابعة لطيران الأمن في إطفاء الحريق من الأعلى والمساهمة في دخول الفرق الأرضية إلى المبنى لسرعة إطفاء الحريق.

وقد شرع خبراء الأدلة الجنائية في إدارة الدفاع المدني في جدة إلى الكشف الأولي على المجمع والتأكد من أسباب الحريق الذي نشب التي أشعلت الحريق في المبنى وأدت إلى تدافع الطالبات من كل المراحل الدراسية إلى الأبواب وتسجيل حالات الوفاة والإصابات.

في ذلك الوقت بادرت الأجهزة الأمنية بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى مكان الحادث، في حين شرع متطوعون في مباشرة عمليات الإنقاذ مع الدفاع المدني، إضافة إلى انتشار فرق طبية في أنحاء المجمع لمباشرة الحالات الطارئة ورصد حالات إغماء وسط أولياء الأمور بسبب الصعوبة في الوصول إلى المجمع التعليمي للاطمئنان على بناتهم.

من جهة أخرى أوضح العميد عبد الله جداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أن فرق الدفاع المدني الأرضية سيطرت على الحريق الذي نشب في المدرسة، وقد باشرت 8 فرق حريق و9 فرق إنقاذ، إضافة إلى 6 فرق إسعاف وطيران عمود قد ساهمت في الدخول للموقع والمساهمة في السيطرة على الحريق خلال فترة وجيزة والمحافظة على سلامة الطالبات من مخاطر الحريق الذي اندلع في المدرسة.

وبين العميد جداوي أن الحريق استنفر إدارة التربية والتعليم وإدارة الدفاع المدني والشؤون الصحية في جدة، وأن المدرسة التي اندلع فيها الحريق مكونة من 3 طوابق وتم الدخول لكل أرجاء المدرسة والتأكد من خلو المبنى من الطالبات المتوفيات أو المصابات.