«الدفاع المدني» يستعين بخبراء للتعرف على أسباب حريق مجمع «براعم الوطن» التعليمي

في حين وجه أمير المنطقة بتشكيل لجنة للتحقيق في تفاصيله

تجمهر الآلاف حول محيط المدرسة كان سببا في بطء حركة الإنقاذ بحسب الدفاع المدني (تصوير: غازي مهدي)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، عن استعانتهم بخبراء حرائق للتعرف على أسباب حريق مجمع مدارس «براعم الوطن» بجدة صباح أمس، وذلك على خلفية صعوبة معاينة الموقع في الليل.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ اندلاع الحريق في قبو المدرسة، وأدى ذلك إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان ونشوب النيران بمبنى المجمع بالكامل، وهو ما أثار حالة من الذعر والهلع بين الطالبات والمعلمات وتدافعهن بشكل هستيري، الأمر الذي أدى إلى سقوط إصابات ووفيات على خلفية إلقاء بعضهن بأنفسهن من الطوابق العليا خوفا من الحريق».

يأتي ذلك في وقت باشرت فيه يوم أمس ما يقارب 23 فرقة تابعة للدفاع المدني حادثة الحريق، ومن بينها 8 فرق مكافحة الحريق، و9 للإنقاذ، و6 أخرى للإسعاف، عدا عن طائرتين تابعتين للطيران العمودي بالدفاع المدني.

وبالعودة إلى العميد عبد الله الجداوي، فقد أشار إلى أن تلك الحادثة دفعت بجهاز الدفاع المدني إلى إطلاق البلاغ الطبي الأحمر لاستدعاء الشؤون الصحية والهلال الأحمر بكامل معداتها إلى موقع الحريق وإجراء اللازم. وأضاف «تم إنقاذ نحو 55 حالة من خلال السلم الخارجي للمدرسة وسطح المبنى، إلى جانب حالات عديدة أنقذناها بواسطة الطيران العمودي وفرق الهلال الأحمر، فضلا عن أخريات تم إخراجهن من النوافذ»، مبينا أن تجمهر آلاف المواطنين حول محيط المدرسة كان سببا في بطء حركة الإنقاذ - بحسب قوله.

وفي ما يتعلق بالتحقيق في أسباب الحريق، أفاد مدير إدارة الدفاع المدني بأن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وجه بتشكيل لجنة تعمل على ذلك، مشكلة من عدة جهات، متوقعا أن يتم الانتهاء من مجريات التحقيق قبل أسبوع من بدئها يوم أمس.

وفي سياق متصل، أعلن الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة، عن مباشرة نحو 12 فرقة إسعاف لحريق مجمع مدارس «براعم الوطن»، إضافة إلى طائرتين تابعتين للإسعاف الجوي، وأنه تم نقل ما يقارب 48 حالة تم توزيعها على ثلاثة مستشفيات هي مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة، ومستشفى الملك عبد العزيز، إلى جانب مستشفى الجدعاني الخاص في حي الصفا.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «اعتبرت مستشفى الجدعاني بمثابة مركز إسعاف أولي وفرز للحالات المصابة، والذي يحوي نحو 45 حالة، في حين تم نقل 3 حالات إلى مستشفى الملك فهد»، موضحا أن إجمالي عدد الحالات الحرجة بلغ حتى ساعة إعداد الخبر 3 حالات إحداها في مستشفى الملك عبد العزيز، بينما أدخلت حالتان إلى غرفة العمليات في مستشفى الجدعاني.

وبالنسبة لأنواع الإصابات التي لحقت بتلك الحالات، أبان أنها تتفاوت ما بين اختناق وكسور وحروق، إلى جانب جروح وقعت نتيجة تهشم زجاج نوافذ المجمع التعليمي، عدا عن حالات هلع نفسية جراء الخوف من الحريق. واعتبر مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة عدد الحالات التي وقعت جراء الحريق قليلا، في ظل وجود ما يقارب 900 طالبة ومعلمة داخل المبنى، بينما لا يشكل عدد المصابات والوفيات منهن سوى 10 في المائة، إلى جانب وقوع إصابات بين المسعفين - على حد قوله.

ولفت إلى وجود حالات تم علاجها على الفور في موقع الحريق، تضمنت إصابات اختناق وصفها بـ«الخفيفة»، غير أنه انتقد التجمهر الذي حدث في محيط المجمع باعتباره كان سببا في تعطيل كل القطاعات المختلفة من حيث صعوبة دخول سيارات الإسعاف إلى الموقع، إلى جانب تزامن الحريق مع أوقات الذروة وخروج الطلاب من المدارس.