حريق مدرسة بنات جدة يعيد للسعوديين ذكريات حادثة متوسطة 31 في مكة المكرمة

الحريق الأشهر الذي أقال مسؤولا تعليميا كبيرا.. ودمج تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم

حريق مدرسة براعم الوطن أعاد للأذهان حادثة حريق المتوسطة 31 بمكة المكرمة (تصوير: غازي مهدي)
TT

أعاد الحريق الذي نشب بمدرسة أهلية للبنات بحي الصفا بمدينة جدة (غرب السعودية) للأذهان حادث الحريق الأشهر في قائمة حرائق المدارس، حيث كان من نتائج ذلك الحريق الذي اندلع في المدرسة 31 المتوسطة للبنات بمكة المكرمة (غرب السعودية) في مارس (آذار) 2002 إقالة رئيس تعليم البنات علي بن مرشد المرشد في ذلك الحين، ودمج رئاسة تعليم البنات بوزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) بعد أن كان تعليم البنات مستقلا إداريا بالبلاد.

وكان الحريق بمدرسة البنات 31 أتى على مدرسة داخلية للبنات بها 835 طالبة و55 امرأة، وأرجعت السلطات السعودية المختصة التي باشرت الحادث أسباب الحريق في حينه إلى تماس كهربائي، إلا أن تحقيقات اللجنة التي كلفت بمهمة متابعة ملف القضية، أكدت على كون الحادث كان بسبب أحد أعقاب السجائر الذي ألقي على مجموعة من الورق مما أدى إلى مقتل 15 تلميذة تتراوح أعمارهن بين 12 و17 حتفهن دهسا أو اختناقا أو بسبب إلقائهن أنفسهن من نوافذ المدرسة وإصابة آخرين.

وكانت أعلنت اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث الحريق الذي وقع بالمتوسطة 31 للبنات بمكة المكرمة في وقت لاحق عقب انتهاء الحريق، نتائج تحقيقاتها حول أسباب الحريق، الذي تضمن توصيات عدة كان من أبرزها تحميل رئاسة تعليم البنات في ذلك الوقت تبعات الحادثة لما لوحظ من إهمال في اختيار المباني وعدم مطابقتها لمواصفات الأمن والسلامة، وعدم إخضاع المعلمات والهيئة الإدارية لبرامج تدريبية على السلامة والإخلاء في حالات الحريق، كما تطرق تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحريق إلى تبرئة جهاز هيئة المعروف والنهي عن المنكر في كون عدد من أفرادها ممن باشروا في موقع الحريق قاموا بمنع خروج الطالبات والمعلمات من المدرسة لعدم التزامهن باللباس الشرعي (العباءة)، ومنع أولياء الأمور والمتواجدين بالموقع من دخول مبنى المدرسة للبدء في عمليات الإجلاء للطالبات والمعلمات.

ومن جانب آخر فلم يكن حريق مدرسة البنات بحي الصفا آخر سلسلة من حوادث الحريق التي شهدتها بعض مدارس التعليم العام بالسعودية، فمع بداية اليوم الأول لعودة المرحلة الابتدائية للعام الحالي، حيث أدى نشوب حريق في مكيف بأحد فصول مدرسة ابتدائية للبنات بحي العزيزية بمكة المكرمة (غرب السعودية) في إخلاء 336 طالبة و18 معلمة.

وقال الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة النقيب صالح العلياني في حينه أن سبب الحريق نتج عن تماس كهربائي، في حين تمت مخاطبة شركة الكهرباء لمعاينة الموقع للتأكد من سلامة التيار الكهربائي إلى حين عودة الطالبات إلى المدرسة.

وفي 16 مارس (آذار) 2010 خلف حريق اندلع في إحدى مدارس البنات الابتدائية في العاصمة المقدسة، 28 حالة إغماء وسط الطالبات دون تسجيل وفيات أو إصابات وسط الطالبات والمدرسات، وأكد الدفاع المدني في العاصمة المقدسة نقل الطالبات اللاتي أصبن بالإغماء جراء الهلع إلى مستشفى الملك فيصل في الششة، مبينا أن الحريق اندلع من غرفة السكن الخاصة بحارس المدرسة، ووصف المقدم علي المنتشري، الناطق الإعلامي ومدير التحقيقات، الحادثة بالعرضية، فيما تمت المباشرة في التحقيق لمعرفة الملابسات.

يشار إلى أن مشكلة المباني المستأجرة تعد من أكبر التحديات التي تواجهه وزارة التربية والتعليم مما دفع بها لتبني خطط لاستبدال تلك المباني المستأجرة، والتي ما تكون في أغلب الأحيان غير مهيأة لتكون حاضنة لمشاريع تعليمية، استبدالها بمبان مستحدثة، كما أن جهاز الدفاع المدني السعودي يناشد وزارة التربية والتعليم بتكثيف جهودها في تدريب منسوبي المدارس على عمليات الإخلاء في حالة الطوارئ من خلال تبني عمليات وهمية لها.