قال الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي إن الخدمات الصحية في بلاده تشهد تحسينا وتطويرا بها، إذ لا يقتصر على المنشأة الصحية من ناحية والمرضى من ناحية أخرى، بل تخطى ذلك إلى عمل متكامل تصبح من خلاله الفئة المستهدفة، وهي المرضى وذووهم، هي محور الخدمة الصحية.
وأشار الربيعة إلى أن الاهتمام يأتي في إطار استراتيجية متكاملة لتقديم أرقى مستوى من الخدمات الصحية للمرضى في البلاد، منوها بضرورة الاهتمام بحقوق المرضى ذوي الأولوية في سلم الرعاية الصحية في كل الدول المتقدمة.
وبيّن وزير الصحة إلى ضرورة تقنين هذه الحقوق مهنيا وأخلاقيا، وهي خطوة مهمة لإرساء قاعدة راسخة من المفاهيم حول هذه الحقوق لدى المرضى أنفسهم وذويهم، ولدى كل منسوبي القطاعات الصحية المختلفة أيضا، وتابع: «لا بد أن يكون هناك توافق وتفهم لدور كل فرد في هذه المنظومة حتى نتمكن من تقديم خدمات متكاملة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال وضع أسس منتظمة».
وأشار إلى أن وزارته تشهد في الوقت الراهن حراكا تطويريا شاملا، حيث نفذت الكثير من البرامج الهادفة لخدمة المرضى تحقيقا لشعار «المريض أولا»، ومن أبرزها برنامج علاقات المرضى، وهو بمثابة حلقة الوصل بين المريض ومقدمي الخدمة الصحية في كل مرافق الوزارة بالمملكة.
وأضاف الوزير: «قامت الوزارة بوضع خطط علمية لدراسة المقترحات والملاحظات والشكاوى المقدمة من المرضى وذويهم، ووضعت آليات محددة لقياس رضا المستفيدين من الخدمات الصحية بهدف تطوير الأداء في المنشآت الصحية وغير ذلك من إجراءات أخرى».
وبيّن الدكتور الربيعة أهمية إجراء نقاش علمي ومجتمعي حول علاقات وحقوق المرضى وفي إطار يأتي تجمع مؤتمر الدولي الأول لعلاقات المرضى الذي تنظمه وزارته خلال الفترة ما بين 21 و22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تحت شعار «المريض أولا» كخطوة مهمة في إرساء ونشر ثقافة علاقات المرضى، وزاد: «يناقش المؤتمر لائحة حقوق المرضى التي وضعتها الوزارة وتشمل كل فئاتهم من مرضى عاديين ومرضى من كبار السن والمرضى النفسيين والمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، بالإضافة إلى حقوق وواجبات المرافقين للمرضى». وذكر أهمية النقاش الفكري حول حقوق المرضى بقوله: «هو إحدى الآليات الفاعلة التي تستهدف الوزارة من خلالها تقديم خدمة صحية شاملة ومتكاملة، وإزاء ذلك لا نملك سوى العمل بكل جد واجتهاد لإيصال الخدمة الصحية المتطورة إلى كل مواطن».
تأتي تلك التصريحات خلال افتتاح الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة اليوم الاثنين المؤتمر الدولي الأول لعلاقات المرضى الذي تنظمه وزارة الصحة تحت شعار «المريض أولا»، وذلك بحضور الدكتور محمد العيسى وزير العدل، والدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان.
ويركز المؤتمر الأول لعلاقات المرضى على علاقات المرضى وما يتعلق بها من أمور الرعاية الصحية على المستوى الاستراتيجي، ويكمن الهدف من هذا المؤتمر في توفير الفرصة لتبادل المعرفة والخبرات بين القائمين على الرعاية الصحية في المنطقة.
كما يناقش المؤتمر حقوق المرضى كجزء أساسي ومهم من عمل إدارة علاقات المرضى، حيث وضعت الوزارة لائحة تضم هذه الحقوق وتشمل المرضى من فئات كبار السن والمرضى النفسيين ومرضى الاحتياجات الخاصة، كما شملت الواجبات التي على المرضى، وحددت حقوق وواجبات المرافقين للمرضى.
ويشارك بالمؤتمر خبراء في علاقات المرضى من أميركا وكندا وأوروبا، حيث يتطرق الحديث إلى آخر مستجدات العمل وما توصل إليه العلم في هذا المجال وتبادل الآراء والأفكار، ومناقشة ما يتم تقديمه للمريض من خدمات والاهتمام المشترك الذي يحظى به داخل المرافق الصحية بالمملكة.
وتأتي مشاركة وزارة العدل بالمؤتمر نظرا لأهمية المؤتمر ومناقشته حقوق المرضى، حيث إن وزارة العدل معنية بهذه الحقوق بحكم التخصص، كما تأتي مشاركة رئيس هيئة حقوق الإنسان للتأكيد بأن حقوق المرضى تعتبر جزءا من بوتقة كبيرة، وهي حقوق الإنسان.
ويستهدف المؤتمر كل مسؤولي وموظفي الوزارة من مديري شؤون صحية ومديري مستشفيات ومديري علاقات المرضى بالمديريات الصحية والمستشفيات، إضافة إلى مسؤولي القطاعات الصحية بالمملكة. ويأتي انعقاده في إطار مبادرة وزارة الصحة لنشر وتعزيز ثقافة علاقات المرضى، حيث يعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط.
يذكر أن هيئة التخصصات الصحية اعتمدت 11 ساعة تدريب طبي مستمر للمؤتمر، تجدر الإشارة أن برنامج علاقات المرضى بوزارة الصحة قام بإنشاء إدارات علاقات المرضى بنسبة 100 في المائة بمديريات الشؤون الصحية وبنسبة 95 في المائة في المستشفيات، حيث لا يزال هناك عدد من المستشفيات تحت الإنشاء، بينما بلغ عدد العاملين في إدارات علاقات المرضى أكثر من 1200 موظف وموظفة في جميع مناطق ومحافظات المملكة.
إلى ذلك، عقدت اللجنة التنفيذية لاستراتيجية الرعاية الصحية في المملكة بمجلس الخدمات الصحية أول اجتماعاتها برئاسة أمين عام المجلس الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع، وبحضور أعضاء اللجنة من المسؤولين التنفيذيين في القطاعات الصحية. وأوضح الدكتور يعقوب الأمين العام للمجلس إن استراتيجية الرعاية الصحية تهدف إلى إيجاد روافد تمويل جديدة لمساندة التمويل الحكومي واحتواء التكاليف، وتطوير نظم المعلومات الصحية وإدخال أحدث تقنياتها والتوسع في استخدامها في جميع القطاعات والمرافق الصحية.