الأمير خالد الفيصل يعزي أسرة المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة: ابنتكم ابنتنا ومصابكم هو مصابنا

قال: أنا أخ لكم وإن كنتم بحاجة إلى شيء فاطلبوني

الأمير خالد الفيصل يقبل ابنة الشهيدة غدير لدى زيارته لمنزلهم أمس (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

نقل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى أسرتي المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة اللتين توفيتا في حادث حريق مجمع «براعم الوطن» التعليمي في جدة أول من أمس.

وقال الأمير خالد الفيصل لدى زيارته أمس لذوي المعلمتين ريم النهاري في حي الفيصلية وغدير كتوعة في حي السامر: «أنقل لكم تعازي القيادة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وأقول لكما إن ابنتكم ابنتنا، ومصابكم هو مصابنا، داعيا الله أن يتغمد الفقيدتين بواسع رحمته وأن يدخلهما الجنة بإذن الله، وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان».

واستطرد الأمير خالد الفيصل «إن المؤمن دائما مبتلى، وله الثواب والأجر إذا صبر واحتسب ورضي بقضاء الله وقدره»، مضيفا: «أنا أخ لكم وإن كنتم بحاجة إلى شيء فاطلبوني لأكن عونا لكم بعد الله».

من جهتهما، عبرت كل من أسرة المعلمتين عن شكرهما وتقديرهما للأمير خالد الفيصل، مؤكدين أن زيارة أمير المنطقة خففت المصاب عليهما، كما أنها تعبر عن تلاحم القيادة مع مواطنيها ومشاركتها لهم في مصابهم.

وتحدث أقارب المتوفاتين لـ«الشرق الأوسط» خلال العزاء الذي أقيم في منازلهم، وقال محمد صالح باجنيد، زوج غدير كتوعة «إن ما حصل مقدر ومكتوب ولا بد أن نكون صابرين محتسبين الأجر عند الله، وندعو الله لها بالرحمة والمغفرة».

وأضاف باجنيد «ليست لدينا أي ملاحظات ولا يبدو أن هناك اتهامات بالتقصير لأي جهة سواء المدرسة أو غيرها».

وفي مشهد مؤثر، رافقت الطفلتان (رنيم ورهف) ابنتا الشهيدة غدير كتوعة، والدهما خلال العزاء دون أن تدركا ما يدور حولهما لصغر سنيهما لكونهما لم تتجاوزا الـ10 سنوات بعد.

وفي منزل ذوي الفقيدة الثانية، عبر علي أحمد النهاري والد المعلمة ريم التي توفيت إثر إصابة في الرأس أدت إلى وفاتها على الفور، بقوله: «رحم الله ابنتي التي كانت لا تنام حتى تحضر دروسها كاملة لطالباتها والتي كانت دائما ما تشتري من مرتبها الخاص البالغ 2200 ريال حلوى وهدايا لتلميذاتها في المدرسة».

واستطرد بالقول: «لقد بلغتني ابنتي الأخرى بحريق هائل في مدرسة أختها وبحثنا في المستشفيات حيث بلغنا بأنها قد فارقت الحياة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فقد كانت صدمة كبيرة علينا وعلى إخوانها الأربعة، ولكن نحمد الله على حسن الخاتمة، حيث إنها كانت صائمة وإن شاء الله إنها من أهل الجنة».

من جهتها، قامت نورة بنت عبد الله الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات، بجولة تفقدية في مدرسة «براعم الوطن الأهلية» بجدة، حيث اطلعت على آثار الحريق وما نجم عنه من نتائج.

وقدمت الفايز التعازي لأسر المعلمتين المتوفاتين خلال زيارتها لمنازل ذويهما حيث التقت الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة مؤكدة أنها تقف على جميع الحالات، إذ تم تكليفها من قبل الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم للوقوف على الحدث ومتابعة حالات الطالبات اللاتي تعرضن لإصابات إثر حريق «براعم الوطن».

وأكدت الفايز عقب الجولة «إن هذا قضاء الله الذي لا مرد لقضائه، وإن لجنة تم تشكيلها من قبل الجهات المختصة للتحقيق في أسباب الحادث ونتائجه وسوف يتم التعامل مع ما تتوصل إليه من نتائج بكل موضوعية».

وحول جولتها لزيارة المصابات قالت: «إنني وبتوجيه من وزير التربية والتعليم تفقدت حالاتهن الصحية وهي في مجملها مستقرة وجيدة ولم ألحظ إلا حالة واحدة لمعلمة تحتاج إلى مزيد من العناية الطبية، داعية الله عز وجل للمتوفاتين بالرحمة والمغفرة ولجميع المصابين جراء الحادث بالشفاء العاجل، وأن يعيدهم إلى أسرهم سالمين معافين».

وقد قامت الفايز أيضا بزيارة المصابات والمصابين من جراء حادث الحريق في كل من مستشفى الجدعاني ومستشفى الملك فهد ومستشفى الملك عبد العزيز والمركز الطبي الدولي ومستشفى الملك سعود ومستشفى عرفان.

الشهيدة غدير كتّوعة.. تدربت على كيفية التعامل مع حرائق المدارس جدة: أمل باقازي دفعت المسؤولية التربوية بالشهيدة غدير كتّوعة، وكيلة القسم الابتدائي في مجمع «براعم الوطن» التعليمي التي قضت نحبها أول من أمس اختناقا من أبخرة الحريق، إلى إنقاذ عدد كبير من طالبات المدرسة اللاتي نجين من الحادثة منهن ابنتاها في المرحلة الابتدائية، مستندة في ذلك على الخبرة التي اكتسبتها في مجال التعامل مع الحرائق داخل المنشآت التعليمية.

وأوضح اللواء عادل زمزمي، مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة، أن المتوفاة البالغة من العمر 37 عاما، هي إحدى منسوبات التعليم اللاتي يمتلكن خبرة كبيرة في التعامل مع مثل تلك المواقف، مشيرا إلى أنها نجحت في إنقاذ عدد كبير من الطالبات، غير أنها توفيت في سبيل استمرار حياة غيرها.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «من المؤكد أن منسوبات المدارس اللاتي يخضعن لدورات في مجال الأمن والسلامة التي تنظمها إدارة الدفاع المدني، تتم الاستفادة منهن في الكوارث والطوارئ، وما حدث للشهيدة غدير خير دليل على ذلك»، مؤكدا وجود عقود صيانة موقعة بين المدارس وشركات السلامة المسؤولة عن تركيب أنظمة الأمان داخل المباني.

بينما طالب محمد حسن، رئيس لجنة ملاك المدارس الأهلية للتعليم الأهلي والأجنبي للبنات، بضرورة تنظيم برامج تدريبية للمعلمات والطالبات والعاملات في المدارس الأهلية والأجنبية حول كيفية التعامل مع الحرائق وطرق الوقاية وسبل مكافحتها، فضلا عن زيادة وسائل المدرسة وتشديد الرقابة على تلك المدارس خلال الفترة المقبلة.