«تحلية المياه» تواجه تحديات الكوادر البشرية بإطلاق ماجستير متخصص

بالتعاون مع جامعة الملك سعود

TT

كشف مسؤول رفيع المستوى في جامعة الملك سعود، عن عزم الجامعة إطلاق برنامج ماجستير جديد متخصص في تحلية المياه، يعد الأول من نوعه في منطقه الشرق الأوسط، وتبدأ الدراسة فيه بالفصل الأول من العام الدراسي المقبل، ويحتوي بشكل مبدئي على 20 مقعدا يخصص لخريجي كلية الهندسة. وأضاف عبد الله العثمان مدير جامعه الملك سعود، بأن 25 إلى 30 في المائة من عدد أعضاء هيئة التدريس، الذين سيقومون بمهمة تعليم طلبة الماجستير، سيكونون من مهندسي المؤسسة العامة لتحلية المياه، مضيفا بأن الجامعة تفكر بشكل جدي في إطلاق برامج أخرى لمرحلتي الدبلوم والبكالوريوس، في نفس التخصص خلال السنوات القادمة، اعتبارا من أن مشكلة المياه تعد من أكثر المشاكل التي تؤرق المسؤولين في السعودية.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة 18 في المائة من إنتاج العالم من المياه المحلاة تعالج في السعودية، باعتبارها من أكثر الدول التي تواجه شحا كبيرا في المصادر الطبيعية للمياه الحلوة، وتنفق سنويا مليارات الريالات لتوفير مياه التحلية للمواطنين.

وكان مدير جامعه الملك سعود، يتحدث خلال توقيعه اتفاقيات بحثية واستشارية وأكاديمية مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، يتم من خلالها التعاون فيما بينهم على تطوير نماذج جديدة لتحليه المياه، تتميز بكفاءة أكبر وبتكلفة أقل، كما ستسهم الاتفاقية في توطين وتطوير مجالات تحلية المياه بشكل كامل، في ظل ارتفاع تكاليف التكنولوجيا المستخدمة حاليا في تحلية المياه، وتسارع وتيرة الطلب على المياه المحلاة على مستوى المملكة.

وتتزامن هذه الاتفاقية مع رغبة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في توطين كامل الوظائف التابعة لها، خصوصا أن نسبة كبيرة من موظفيها يتجاوزون الـ 83 في المائة، من السعوديين الموزعين ما بين مهندسين وفنيين.

إلى ذلك، أكد فهيد الشريف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن اتفاقية التعاون البحثي والاستشاري تشمل 7 برامج فرعية، في مجال توطين ونقل تقنية التحلية متعددة التأثير وتحلية المياه بالطاقة الشمسية، ودراسة مصادر التآكل في أنابيب نقل المياه المحلاة، ودراسة المواد المانعة للتسربات والرغوة وتصنيع قطع الغيار، وتصنيع الأغشية محليا والاستفادة من ماء الرجيع في التحلية. أما اتفاقية التعاون الأكاديمي، فتشمل باحثي المؤسسة في الإشراف على طلاب الدراسات العليا، في الجامعة وتقديم المشورة حول تقويم البرامج الأكاديمية، لضمان ملاءمة مخرجات الأقسام الأكاديمية لقطاع تحلية المياه في المملكة.

وأضاف أن من أهم ما ستنتج عنه هذه الاتفاقية، هو اختصار المؤسسة 5 سنوات من عمر الموظف المتخرج في قسم الهندسة، وهو الوقت الذي يجب أن يقضيه الموظف، الذي لم يحصل على ماجستير تخصص «تحلية مياه»، حتى يتعلم جميع أسرار العمل. وكشف تقرير صادر عن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن قيمة المتر المكعب المنتج من محطات التحلية في المملكة 7 ريالات، معادلة بذلك سعر الوقود المعان الذي تحصل عليه محطات تحلية المياه من الدولة، وتسعى المؤسسة إلى خفض تكلفة إنتاج المياه إلى أقل قدر ممكن. وتسعى إلى تصنيع الأجزاء الكبيرة والأساسية في التحلية، خصوصا أن صناعة قطع الغيار محليا ستؤدي إلى خفض التكلفة إلى 80 في المائة من سعرها في الخارج. وتوقع التقرير أن يصل إنتاج السعودية من المياه المحلاة 1013 مليون متر مكعب، إضافة إلى إنتاج 5.26 مليون ميغاوات ساعة من الكهرباء، كما أن استخراج المياه الجوفية ومعالجتها مكلف ويعادل تكلفة تحلية مياه البحر أو أكثر.