بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على افتتاح جامع الراجحي، أحد أكبر الجوامع في منطقة حائل (شمال السعودية) الذي يتسع لسبعة آلاف مصل، ما زال الأهالي ينتظرون فتوى إجازة صلاة الجمعة فيه، التي لم ترد حتى الآن - بحسب قائمين على أمر الجامع.
الكثير من المصلين يفدون كل جمعة للصلاة في الجامع الجديد، لكنهم يواجهون بعدم ورود الفتوى الرسمية المنتظرة اتباعا للسنة - وقاد ذلك بالقائمين عليه بوضع لافتات إعلانية توضح عدم إقامة صلاة الجمعة، انتظارا للفتوى.
الجهة المسؤولة عن الجامع قامت برفع تقرير متكامل عن المسجد بعد افتتاحه، من حيث مساحته وموقعه وأقرب جامع له تقام به صلاة الجمعة ورسم كروكي له يوضح موقعه. ومن جهته، أكد لـ«الشرق الأوسط» الشيخ عمر الحماد، مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة حائل، أنه تم الرفع لمفتي عام السعودية ضمن الآلية المتبعة لإصدار فتوى بخصوص إقامة صلاة الجمعة في جامع الشيخ سليمان الراجحي، وتوقع الشيخ عمر الحماد أن تصدر الفتوى في غضون الأسبوع المقبل لتقام فيه صلاة الجمعة خلال أسبوعين. ولفت الشيخ الحماد إلى أن إقامة صلاة الجمعة في أي جامع في السعودية تحتاج لفتوى من مفتى عام المملكة، مبينا أن ذلك إجراء متبع وتعمل بموجبه وزارة الشؤون الإسلامية. وكان الشيخ سعود التمامي، إمام وخطيب جامع الراجحي، قد أعلن في وقت سابق أن الجمعة لن تقام في الجامع حتى يأتي الإذن بإقامتها من قبل المفتي العام الذي أنابه إمام البلاد وبشكل رسمي، عن طريق وزارة الشؤون الإسلامية. وأضاف الشيخ التمامي «سيعلن عن موعد إقامة صلاة الجمعة فيه حين صدور الموافقة الرسمية، ونحن في هذا الأمر متبعون لسنة النبي ومطبقون لها ومطيعون لولي الأمر».
وكان الأمير سعود بن عبد المحسن، أمير منطقة حائل، قد افتتح مطلع أغسطس (آب) الماضي، جامع سليمان الراجحي بالمنطقة، الذي يتضمن مركزا إسلاميا متكاملا مصمما على الطراز العثماني الشهير بقببه ومناراته، ويحتل مساحة 17300م2 تقريبا، بقببه الـ56 التي يصل ارتفاع كل واحدة منها نحو 70م، ومآذنه الأربع التي يصل ارتفاعها نحو 80م، بينما يتسع لنحو سبعة آلاف مصل. ويضم الجامع قبوان بمساحة 7500م2 لكل منهما يضم أحدهما مكتبة عامة وغرفا للاعتكاف ومطبخا، ويضم الآخر الغرف الخاصة بالخدمات الإلكتروميكانيكية، كما يضم القبو أيضا غرفة للترجمة الفورية لخطب الجمعة بعدة لغات مختلفة، وأكثر من 120 موقفا داخليا، وأربع منارات بارتفاع 70 مترا. ويضم مسجد الراجحي نماذج فنية رائعة ذات أرقام قياسية، منها الثريا العملاقة التي تعتبر من كبرى الثريات في العالم، والتي يتوقع أن تدخل قريبا الموسوعة العالمية للأرقام القياسية كأكبر ثريا في العالم، والثريا بقطر 20 مترا دائريا وارتفاع يزيد على 24 مترى. وتتكون الثريا من أربعة أدوار من النحاس الخالص، بالإضافة إلى احتوائها على 19800 حلقه سلاسل من الصلب الخالص، وتحتوى على 7000 قطعة كريستال من البيركس وعلى 60 مشكاة من الزجاج المصنع يدويا، وقد اشترك في تصنيعها أكثر من 130 مهندسا وفنيا، واستغرق وقت تصنيعها 135 يوما.