جدة.. على خطى دبي

أعلنت عن إطلاق مهرجان «تجريبي» للتسوق يستمر شهرا

مهرجان «هيا جدة» يسعى إلى تحقيق ثلاث ركائز هي المرح والربح والتسوق («الشرق الأوسط»)
TT

على خطى دبي سارت جدة يوم أول من أمس بإعلانها إطلاق مهرجان تجريبي ضخم للتسوق بمشاركة نحو 8 جهات حكومية وخاصة، وتحت شعار «هيا جدة».

وفي حين كان يعاب على مدينة جدة عدم استغلالها لجانب التسوق، ويحسب لمدينة دبي بروزها في هذا الجانب وهي المدينة الأكثر قربا في المواصفات والإمكانات لهذا الجانب، يعتقد المراقبون أن هذا المهرجان وإن جاء متأخرا فإنه سيحقق نجاحا باهرا باعتبار أن مدينة جدة من أهم وأبرز مدن الاقتصاد السعودية، إضافة إلى كونها بوابة للحرمين الشريفين من البر والبحر، وإضافة إلى ما تتمتع به من أجواء جميلة خلال الفترة التي حددت للمهرجان من 18 يناير (كانون الثاني) إلى 17 فبراير (شباط) 2012م، ولمدة شهر كامل.

إلى ذلك أكد لـ«الشرق الأوسط» محمد عبد القادر حافظ رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان جدة أن حجم الميزانية المرصودة لمهرجان جدة للتسوق لعام 2012 بلغت 8 ملايين ريال سعودي، بمشاركة 8 جهات ذات صلة، مبينا أن شعار «هيا جدة» كانت فكرة تبنتها الغرفة التجارية الصناعية بجدة بالتعاون مع قطاعات الأعمال.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أوضح المهندس لؤي هشام ناظر رئيس مركز تسويق جدة أن «الهدف الرئيسي من إقامة المهرجان تختص بالعائلة كافة وتركز على مصلحة المواطن قبل التاجر، وهذه هي استراتيجية الدولة قبل أن تكون استراتيجية للغرفة التجارية من خلال دعم المواطن وتسهيل كل المعوقات لهم».

وأضاف ناظر: «نؤكد للجميع أن الغرفة التجارية لن تدخل أي مبلغ مقابل هذا المهرجان، ومبالغ الرعاية سوف تصرف على الفعاليات ومتطلبات المهرجان لتحريك عجلت الاقتصاد في جدة والسعي لاستقطاب أكبر عدد ممكن». واستطرد: «إن هناك فرقا كبيرا بين مهرجان (جدة غير) ومهرجان (هيا جدة)، فكل له أهدافه، ولا يعني أن هناك أي ضعف لنأتي ونكمله، مؤكدا سعي اللجنة للتطوير وإضافة ما يمكن أن يحقق أن تكون جدة رائدة في الفعاليات والنشاطات».

وقال: «المهرجان في عامه الأول، ولا نزال في أول الطريق حيث تمت الموافقة منذ 3 أشهر فقط، والاستعدادات متواضعة نوعا ما، لذلك سوف يكون المهرجان هذا العام تجربة لتفادي أي خلل في سنواته القادمة، كما نسعى إلى تحقيق ثلاث ركائز أساسية: امرح، اربح، تسوق. إلا أن نجاحه الحقيقي يتمثل في أبعاده الاقتصادية أساسا، التي سوف تنعكس على كل مظاهر الحياة عموما».

وبالعودة إلى رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان محمد عبد القادر حافظ بيّن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «أهم دور تقوم به الغرفة التجارية مكافحة الغش التجاري، وتزييف الأسعار، وكل ما يرتبط بمصداقية التعامل مع المستهلك»، نافيا تدخلها في سياسة بيع المحلات التجارية، والآلية التي تشترط فترة وكيفية الاستبدال والترجيع للبضائع المباعة، مؤكدا أن هذه الأمور تخص التاجر فقط ولا توجد آلية في العالم بأكمله تحدد ضوابط معينة لسياسة الاستبدال والترجيع.

جاء ذلك بعد أن أعلنت الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة عن إقامة فعاليات مهرجان جدة للتسوق 2012 داخل 360 مركزا تجاريا تشهد خصومات وفعاليات تحت شعار «هيا جدة»، الذي يعد الأول من نوعه في جدة خلال الفترة من 24 صفر إلى 26 ربيع الأول 1433هـ، الموافق 18 يناير إلى 17 فبراير 2012م.

وتم الإعلان عن المهرجان بحضور عدد كبير من الشخصيات الاقتصادية وخبراء في مجال التسويق، والشيخ صالح كامل رئيس غرفة جدة، وأمين عام الغرفة التجارية عدنان مندورة، ولؤي ناظر رئيس مركز جدة للتسوق، ومحمد عبد القادر حافظ رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان.

إلى ذلك أكد الشيخ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية والصناعية بجدة أن الهدف من إقامة المهرجان الارتقاء بمدينة جدة، ورفع المؤشرات الاقتصادية والحركة التجارية لمدينة يزورها كل عام لغرض التسوق والسياحة ما يفوق 5 ملايين بين زائر وسائح ومقيمين ومواطنين من مناطق المملكة المختلفة والدول المجاورة.

وشدد على حرص الغرفة على مراقبة جودة التخفيضات لتحقيق المعاير التي يهدف إليها «هيا جدة»، مبينا أن جميع العروض والخصومات والتخفيضات والجوائز والسحوبات التي تتخلل المهرجان تخضع بإشراف مباشر ورقابة صارمة من قبل الغرفة التجارية الصناعية بجدة وإدارة المهرجان، لمنع أي تلاعب في العروض والجوائز.

وفي ذات السياق أعلنت أمس الغرفة التجارية الصناعية بجدة عن إنشاء أول مجلس لتسويق جدة يهدف إلى تسويق مدينة جدة كمدينة اقتصادية وسياحية على مستوى المنطقة والعالم، وأن تكون جاذبة للسياحة من مدن المملكة الأخرى ودول الخليج كمرحلة أولى ومن ثم العالمية.

وأوضح صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في بيان رسمي أن «باكورة أعمال المجلس ستكون إطلاق مهرجان جدة للتسوق 2012 تحت شعار (هيا جدة)»، مبينا أنه تم تعيين المهندس لؤي هشام ناظر رئيسا لمجلس تسويق جدة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة وعدد من الأعضاء.

وأوضح أن مجلس جدة للتسويق أعلن عن أول برامجه وهو إقامة مهرجان جدة للتسوق الذي سيكون انطلاقة جديدة للعمل الاقتصادي المبني على تخطيط مسبق ومنهجية علمية وتطبيقية.

من جانبه رأى الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة عدنان مندورة في تصريح مماثل أن إنشاء مجلس جدة للتسويق وإطلاقه لمهرجان جدة للتسويق مع بداية عام 2012م سيكون حدثا فريدا من نوعه، مشيرا إلى أن إنشاء المجلس وفكرة تنظيم المهرجان طرحت في العام الماضي.

وبيّن أن من ضمن أهداف الغرفة التجارية الصناعية في دورتها العشرين العمل على تنمية مدينة جدة اقتصاديا والعمل على إيجاد بنية تحتية تساعد على ذلك، لافتا النظر إلى أن من ضمن الأهداف الاستراتيجية إعادة الهيكلة بما يتناسب مع هذه الأهداف، ومن بينها إنشاء مجلس لتسويق جدة. وشدد على أن الغرفة تسعى إلى جعل مدينة جدة مدينة مؤتمرات ومنتديات ومعارض وفعاليات ومهرجانات، خصوصا في ظل وجود دراسة لتعديل موقع مركز جدة للمعارض والمنتديات، وأن تكون من المدن الرائدة في المجال الاقتصادي والسياحي من خلال أكثر من 1500 عضو ينتمون إلى الغرفة.

من جانبه أوضح رئيس مجلس تسويق جدة المهندس لؤي هشام ناظر أن إنشاء مركز تسويق جدة يعد من أهم وأبرز المراكز التي ستكون عنصرا فاعلا في النهوض بمدينة جدة اقتصاديا من خلال الإشراف على المهرجانات لتحقيق معدلات النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أن الغرفة قامت بإنشاء 7 مراكز للقيام بأعمال محددة، كل واحدة منها تحقق رسالة الغرفة، ومنها مركز جدة للتسوق ومركز المسؤولية الاجتماعية ومركز تنمية الأعمال ومركز السيدة خديجة، وغيرها. وكل مركز منها له لجنة تنفيذية يعمل بها متطوعون من رجال الأعمال وغيرهم من فئات وشرائح المجتمع لإدارة المراكز.

وشدد على أن مركز تسويق جدة هو مركز غير ربحي يعمل على تسويق مدينة جدة كمقصد سياحي واقتصادي من خلال تنظيم المنتديات والمهرجانات والمعارض، وهي رسالة طويلة المدى، بيد أن هناك خطوات ومراحل لتحقيق الأهداف. وقد تم تحديد موعد إقامة مهرجان «هيا جدة» من 18 يناير إلى 17 فبراير 2012م لتتوافق مع إجازة الربيع، وهو ما يتيح نجاح المهرجان من أجل تعزيز مكانة جدة كوجهة للخارطة السياحية والاقتصادية في المملكة والمحافظة على هذه المكانة ودعم قطاع التجارة. وقد وضعت اللجنة المنظمة الإعلام الإلكتروني من بين أدوات التعريف بالمهرجان لإيصال رسالة المهرجان عبر شبكات التواصل الاجتماعي الكثيرة، إلى جانب إطلاق برامج ترفيهية تسويقية وبرامج وتخفيضات ستصل إلى أكثر من 70 في المائة لاستقطاب أعضاء المجتمع للتسوق بالتعاون مع الأسواق والمراكز التجارية والتواصل مع الفنادق والمجتمعات.