مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة تكشف ملابسات حريق «براعم الوطن»

أصدرت بيانا إيضاحا للحقائق الكاملة لملابسات الحادث

TT

أصدرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أمس بيانا أوضحت فيه حقائق وملابسات حادث حريق مدرسة براعم الوطن الأهلية في محافظة جدة. وقالت إن البلاغ بحدوث الحريق ورد إلى غرفة عمليات الدفاع المدني من إحدى معلمات المدرسة عند الساعة الثانية عشرة والدقيقة السابعة والخمسين من ظهر يوم السبت قبل الماضي، فيما كانت إحدى محطات الإذاعات تستشهد بمعلمة ذكرت أنها اتصلت على الرقم 999، وهو ليس رقم الدفاع المدني، وأبلغت عن الحادث، وحينما ورد البلاغ من غرفة عمليات الدوريات الأمنية كانت هناك مجموعة من البلاغات التي وردت قد سبقت ذلك، وكانت فرق الدفاع المدني قد وصل البعض منها لموقع الحادث والآخر كان قريبا منه.

وأشار بيان المديرية إلى أن الادعاء بأن فرق الدفاع المدني قد تأخرت عن مباشرة الحادث هو ادعاء مرفوض، ومردود على كل من أورده، وأردف «فنحن مجندون للعمل على مدار الساعة، ومهنتنا التي أدينا القسم عليها أمام ولاة الأمر تحتم علينا سرعة التجاوب، وليست لنا أي مصلحة في التأخر». وواصل «ثم إن هناك أجهزة تسجيل توثق كل ما يجري وما يدور منذ لحظة تلقي البلاغ وحتى الانتهاء من الحدث مرورا بكل تفاصيل العمليات وما يجري على أرض الواقع، وهذه الأجهزة لا يمكن لأحد كائنا من كان أن يتدخل في عملها بالتعديل أو الحذف أو الإضافة، وفيها ما يثبت سرعة التجاوب والمباشرة للحدث».

وجاء في البيان أن فرق الدفاع المدني وصلت، ومن أكثر من اتجاه، لموقع الحادث بعدد 23 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسيارتي سلالم وثلاث طائرات عمودية، وأعلنت في اللحظات الأولى للحادث حالة «بلاغ طبي أحمر»، وهذا الإعلان يعني الإدراك التام لأهمية الحادث وخطورته، وهو يعني مشاركة أكثر من جهة في التعامل معه.

وبينت الإدارة أن الجهات المشاركة تمثلت في الشؤون الصحية التي شاركت بعدد كبير من سيارات الإسعاف والفرق الطبية الميدانية التي تقدم الإسعافات الأولية في الموقع مباشرة، كما قامت بإعلان حالة الاستنفار العام لمستشفيات المحافظة لاستقبال الحالات المصابة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي شاركت بما يزيد على 20 سيارة إسعاف، وفرق طبية ميدانية، تقوم بتقديم الإسعافات الأولية في موقع الحدث، إضافة إلى طائرتي إسعاف جوي، كما شاركت جهات أخرى مساندة.

وقالت إن كل هذا الأمر وهذه المشاركات تمت بناء على ما سبق إعداده وتنظيمه ضمن خطط مواجهة الحالات الطارئة التي يعدها الدفاع المدني مسبقا، مفيدة بأنه من الطبيعي جدا أن تكون هناك عمليات إخلاء وإنقاذ ومحاولات سيطرة على الحريق في اللحظات الأولى لوقوع الحدث من قبل الموجودين بالموقع والمحيطين به لحين وصول فرق الدفاع المدني، وهذا الأمر لم يحدث في حادث المدرسة فقط، بل وفي كل المواقع التي تتعرض للحوادث في كل أنحاء العالم سواء حوادث المدارس أو المنازل أو المركبات أو غيرها. vوأضاف البيان أن «الحريق كان في مجمله في مساحة لا تتجاوز 8م×6م في قبو المدرسة، ولم يصل إلى الأدوار العلوية إطلاقا، بل ولم يصل إلى مرافق أخرى تقع ضمن القبو ومجاورة له، ومما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه أننا لم نستخدم سوى فرقة إطفاء واحدة للسيطرة على الحريق من أصل ثماني فرق تقف على أهبة الاستعداد خارج أسوار المدرسة». وقال «لقد غابت عن الكثيرين معلومة مهمة بل وعلى قدر كبير من الأهمية، أن الخطورة لا تكمن عادة في عملية الاحتراق، بل إن الخطورة الحقيقية في ما ينتج عن الحريق وما يعرف في مصطلحات علوم الحرائق بـ(نواتج الحريق)، وهي الأشد خطرا وضررا على المحيطين بها لاحتوائها على غازات سامة وخانقة وأنها تسبب حالات إغماء ووفاة لمن يتعرض لها في غضون ثلاث إلى خمس دقائق فقط، وهذه الأدخنة والغازات هي أيضا ما يساعد على بث الذعر والهلع بين قاطني المنشأة لإعاقتها للرؤية وتغيير النمط السلوكي لمن يتعرض لها، وبالتالي تفقده القدرة على السيطرة والتركيز».

وأفادت الإدارة بأن معظم وإن لم تكن جميع الحالات المصابة كانت قد نتجت عن السقوط أو التدافع، ولم تكن هناك أي حالة قد تعرضت للحرق المباشر، بل لفحات حرارية بسيطة نتيجة حالة الهلع التي سادت الموقع، مبينة أن المدرسة كانت تحوي لحظة وقوع الحادث ما يزيد على 600 طالبة من أصل 900 هن عدد الطالبات، وعضوات هيئة التدريس بها والعاملات، وقد تم إخراجهن من خلال استخدام مخارج الطوارئ بالمبنى، والبعض الآخر تم إنقاذهن عبر النوافذ باستخدام السلالم، كما تم إنقاذ ما يزيد على 70 حالة من على سطح المبنى باستخدام الطائرات العمودية وسيارات السلالم. وقالت إن اللجنة المشكلة بأمر أمير منطقة مكة المكرمة والمؤلفة في عضويتها من خمس جهات حكومية عملت على البحث والتحري وجمع المعلومات وصولا للأسباب الرئيسية والحقيقية للحادث، وخلصت إلى أن هناك بعضا من الطالبات وعددهن خمس طالبات أعمارهن ما بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة هن من قمن بعملية الإشعال من خلال إقرارات موثقة شرعا وبحضور أولياء أمورهن جميعا ومن دون استثناء، وبعض من أعضاء هيئة التدريس، ولم تنته لجان التحقيق إلى ذلك فقط، بل ما زالت مستمرة في أعمالها لاستكمال إجراءات التحقيق. ودعت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة في ختام بيانها الجميع إلى تحري الدقة والمصداقية واستسقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة والموثوقة لتقديم معلومة مفيدة بدلا من الإثارة والتشويش، مشيرة إلى أنها ستعلن لاحقا ما ينتهي إليه التحقيق بشكل واسع ومفصل.