معهد أبحاث الحج يطبق «تحديد الأماكن لحظيا» لفك الاختناقات في مناطق الازدحام

استخلاص التجارب بعد موسم الحج.. وخطط لتطوير العمل التطوعي

TT

كشف معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة عن إجرائه دراسات استراتيجية جديدة تتعلق بتطوير منظومة الحج والعمرة والارتقاء بمستويات الخدمات المقدمة.

وأفاد الدكتور عثمان قزاز، مدير العلاقات العامة والإعلام بالمعهد، بأن المعهد يعكف على استخلاص التجارب عقب انتهاء موسم الحج، والمساهمة في طرح كثير من المشكلات على كافة الأصعدة لبلورتها عمليا.

وقال إسماعيل السيامي، الخبير في مجال النظم المعلوماتية، إنه يرمي لدراسة الظروف المحيطة بالحرم المكي الشريف، المتمثلة في الزيادة المستمرة في أعداد قاصدي الحرم المكي الشريف من الزوار والحجاج والمعتمرين، والتوسعات المتوالية في مساحاتها، حيث تصل الطاقة الاستيعابية في أوقات الذروة إلى مليون مصلّ على مساحة تزيد على 300 ألف متر مربع، وفي ظل التوقعات المستقبلية بتضاعف مساحة الحرم المكي الشريف وزيادة طاقته الاستيعابية، بعد الانتهاء من أعمال التوسعة للساحات الشمالية للحرم، واستكمال توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأفاد السيامي بأن الدراسة تناقش مدى تأثير تلك المتغيرات على تخطيط وإدارة الموارد وتوزيع الخدمات المقدمة بالحرم المكي الشريف، وإدارة وتشغيل أعمال النظافة والسقيا، وإدارة الحشود لفك الاختناقات ومناطق الازدحام والمشكلات الناجمة عن ذلك، وتتلمس الدراسة مدى الحاجة للاستعانة بالتطبيقات البرمجية والتقنيات الحديثة للتغلب على تلك التحديات، وما يمكن لتطبيقات «أنظمة تحديد المواقع لحظيا» في أن تسهم في إيجاد حلول مشكلات الوضع الحالي، من خلال توظيف المعلومات المتولدة من النظام لتوفير الدعم المعلوماتي للاستفادة منها في مستويات متعددة منها التخطيطي والإداري، والمستوى التشغيلي ومستوى الخدمات المباشرة التي يمكن أن تقدم لقاصدي الحرم المكي الشريف.

وأفاد الخبير في العلوم الإدارية بأن الدراسة تستعرض بدائل التقنيات الحديثة الداعمة لتطبيقات تحديد المواقع لحظيا، وما تتفوق به تقنية «ترددات الراديو المحددة للهوية»، لملائمة خصائصها الفنية وتناسبها مع متطلبات واحتياجات الحرم المكي الشريف، قياسا بالتقنيات المثيلة في الوقت الحاضر، كما تتطرق الدراسة للحلول المقترحة لخفض تكلفة العلامات باستخدام البطاريات القابلة للطباعة والتحلل البيولوجي كبديل للبطاريات التقليدية المستخدمة.

وفي دراسة حملت عنوان «تصور مقترح لدور الجامعة في إعلاء دوافع قيم العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة»، قال الدكتور عبد الله العطاس، وكيل عمادة شؤون الطلاب للتطوير الأكاديمي، إنه من منظور إسلامي تربوي نفسي كان يعتقد، ولفترة طويلة من الزمن، أن التعزيز المادي هو المحرك الأساس للسلوك البشري، وقد سيطرت هذه النظرة على المدرسة السلوكية في علم النفس، حتى ظهرت الكثير من الأبحاث التي أثبتت أن العوامل الإنسانية كالاحترام، والإنجاز، وتحقيق الذات، وتحمل المسؤولية، والاعتراف، والمكانة الاجتماعية، والانتماء، كلها عوامل تسبق المكافآت والضمانات المالية والرواتب.

وأفاد العطاس، بأن للجامعة دورا مهما في الارتقاء بطلبة الجامعة من الدوافع الأساسية الدنيا المحركة للسلوك، كدافع الجوع، الذي يدفع الإنسان إلى البحث عن الطعام أو صنعه، أو العمل واكتساب الأجر التي يشتري بها الطعام، التي يتحقق لها الإشباع سريعا على الرغم من أهميتها الحيوية في بقاء حياة الإنسان، مرورا بالانطلاق إلى دوافع عليا رفيعة، ويتم ذلك بتوجيه الطاقات الإيجابية الأصيلة بأهداف عليا للحياة الإنسانية، وبقيم سامية أساسية، وهي الوصول إلى نيل رضا الله واكتساب ثوابه، وخدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي.

وأشار العطاس إلى أن الجامعة هي المحضن الأكاديمي الأول الذي يتولى تطبيق الجوانب السلوكية العملية وتوجيه طاقات الطلبة نحو تثبيت دوافع القيم في مجال العمل التطوعي؛ تلك القيم الإنسانية التربوية السامية من أهم مقاصد التربية الإسلامية التي تربى عليها المسلمون في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم).

وأضاف بالقول: «الدوافع النفسية السامية المحركة للسلوك من أهم المجالات التي يمكن استثمارها في توجيه طلبة الجامعة نحو العمل التطوعي القيمي لديهم، ويمكن للجامعة الاستفادة منها في حفز وإعلاء، دوافع تنمية الولاء والانتماء وحب العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة، واستمرار انتسابهم للعمل التطوعي فيها، وهذا ما ترمي إليه أهداف الخطة التطويرية الحديثة للجامعة لخدمة المجتمع كما يمكن للعمادات المساندة ومعاهد الجامعة كعمادة شؤون الطلاب، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج استقطاب عدد من الطلبة (مستجدون، حاليون، زائرون، خريجون) للعمل التطوعي وتحفيزهم لتقديم خدمات إنسانية نبيلة لخدمة بيئة مكة المكرمة وضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج».

وأشار عطاس إلى أن إعلاء دوافع قيم العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة سبب لاكتساب السلوك الخُلقي المحمود، ومدخل للصحة النفسية والسعادة، وإشباع للحاجات النفسية الراقية بما ينفع الطالب والمجتمع، وطريق للوقاية من الانحراف، ومعاضدة للمجتمع للتوحد والتمازج بين أطياف المجتمع، وهذا ما أكدته الوقائع في كارثة جدة الأخيرة وما قبلها جراء هطول الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة من دور الشباب والشابات المتطوعون أروع الأمثال في مد يد العون للمتضررين الذين جرفتهم السيول وأثبتوا أنهم موجودون في أي وقت.

وأفاد بأن ورقته تهتم بتحقيق التعريف بمفهوم الدوافع الأساسية والدوافع النفسية العليا، قيم العمل التطوعي، ودوافع العمل التطوعي توضيح مجالات العمل التطوعي - أبعاد العمل التطوعي، وآليات إعلاء «تحفيز» دوافع قيم العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة، والتعرف على قيمة العمل التطوعي في نفوس طلبة جامعة أم القرى، ومدى تأثيره على تكوين شخصيتهم وتعاونهم مع الآخرين، والتصور المقترح لمساعدة الجامعة في إعلاء دوافع قيم العمل التطوعي لدى طلبة الجامعة.