قريبا.. عيادات «الكشف المبكر» عن السرطان بجميع مستشفيات الشرقية

1000 حالة مصابة بالسرطان سنويا في السعودية.. ونسب شفاء الأطفال تصل إلى90%

طفلة تعافت من السرطان بعد علاجها بمستشفى الملك فهد التخصصي تم عرض تجربتها في اللقاء الذي أقيم أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في إطار محاصرة الأورام السرطانية في مرحلة مبكرة، كشفت لـ«الشرق الأوسط» رئيسة قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتورة ريما الحايك عن التوجه لإنشاء عيادات مرتبطة بمستشفى الملك فهد في جميع مستشفيات المنطقة الشرقية، تعمل على الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية وتسهيل تحويل المرضى إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وتقوم بمتابعة المرضى الساكنين في المناطق البعيدة كحفر الباطن والنعيرية والأحساء وغيرها، إلى جانب تدريب وتطوير الكوادر الطبية من خلال هذه العيادات.

وتابعت الحايك، في إطار سؤالها عن الخطط التي يعمل عليها مركز الأورام بالمستشفى، بالقول: «يهمنا أن تصل خدمتنا إلى كل الأماكن، فمن البرامج التي نعمل عليها هذه السنة، نشر التوعية الصحية للأطباء، إضافة إلى توعية المواطن»، مشيرة إلى أن المركز الذي يبلغ عمره نحو 6 سنوات فقط قدم أفضل النتائج على مستوى السعودية ودول الخليج العربي، حسب قولها.

وجاء حديث رئيسة قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي ضمن لقاء صحي احتضنته غرفة الشرقية مساء أول من أمس، وتناول سرطان الأطفال، فيما كشفت خلال اللقاء الدكتورة هالة عمر، استشارية مساعدة أورام الأطفال في مستشفى الملك فهد التخصصي، أن «سرطان الأطفال من الأمراض غير الشائعة عموما، فقط 2 في المائة من كل حالات السرطان تحدث لدى الأطفال، ونحو 1 من كل 15000 طفل يتم تشخيصه بالسرطان سنويا»، قائلة إن «هناك ألف حالة تصاب بالسرطان سنويا في السعودية».

وأفادت بأن معدلات الشفاء القياسية «تبلغ لدى أورام الأطفال في المتوسط نسبة 75 في المائة وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 90 في المائة عند بعض الأنواع، بينما تبلغ لدى الكبار في المتوسط نسبة 60 في المائة»، مضيفة بقولها: «غالبا ما يشعر الأهل بالذنب لدى إصابة الطفل بالسرطان، وكأن المسؤولية تقع على عاتقهم؛ لكن في الواقع، يمكن أن نؤكد أن لا ذنب للأهل أبدا في إصابة الأطفال بالسرطان ولا يمكنهم أن يفعلوا شيئا لمنع ذلك».

وعن عوامل الخطورة لنشوء سرطان الأطفال، قالت: «الأسباب وراء معظم أورام الأطفال تظل مجهولة تماما»، مشيرة إلى أن «تاريخ العائلة والوراثة وخصائص المورثات، تلعب جميعها دورا مهما في بعض أنواع أورام الأطفال»، وأكدت أن سرطان الدم (اللوكيميا) هو الأكثر شيوعا على الإطلاق بين سرطانات الأطفال (من 30 إلى 40 في المائة)، وتأتي في المرتبة الثانية أورام الدماغ (من 20 إلى 30 في المائة)، ثم الأورام الليمفاوية (من 10 إلى 15 في المائة)، وبعد ذلك أورام الأنسجة الصلبة مثل أورام الكلى والعظام والأنسجة الرخوة كالعضلات.

وبينت الدكتورة هالة عمر أن «أكثر من 3000 آلاف طفل يموتون سنويا في الولايات المتحدة الأميركية بسبب سرطان الأطفال، وهو ما يفوق عدد الوفيات من مرض الإيدز والسكر والربو وتليف الرئة الوراثي كلها مجتمعة»، مؤكدة أن «التشخيص المبكر لحالات سرطان الأطفال وتحويلها للمراكز العلاجية المؤهلة يؤثر بشكل كبير على نسبة الشفاء».

وأوضح اللقاء للحاضرات أهم الأعراض الشائعة والتشخيص المبكر لسرطان الطفولة، إلى جانب عرض الفحوصات والتحاليل المختبرية عند تشخيص سرطان الأطفال، والعلاجات المتوفرة لسرطان الأطفال التي تشمل: العلاج الجراحي، والعلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي، وزراعة نخاع العظام، بالإضافة إلى علاجات أخرى (مناعية، ومحورات جينية وغيرها).

في حين عصف اللقاء بأسئلة الحاضرات عن مخاطر استخدام الجوال بكثرة وأجهزة الميكروويف وصبغات الشعر وتناول الوجبات السريعة وغيرها من متطلبات الحياة اليومية المعاصرة، ومدى تأثيرها في الإصابة بالأورام السرطانية، وهو ما أكدت رئيسة قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي أنها أمور ما زالت في حاجة لإجراء أبحاث ودراسات لتثبت من آثارها.