الشباب يشكلون 60% من مرضى الاضطرابات النفسية في السعودية

منظمة الصحة العالمية تنبأت بتحولها إلى سبب رئيسي لكثير من الأمراض

TT

طالب مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في الصحة النفسية بضرورة رفع مستوى الوعي بمرض الاكتئاب، لتحسين مستوى الصحة العامة، مستندين على تقارير صادرة من منظمة الصحة العالمية، والتي تنبأت بأن يتحول ذلك الداء إلى سبب رئيسي لكثير من الأمراض بحلول عام 2030، لا سيما أن هذا المرض كان قد صُنف عام 2001 كرابع الأسباب المؤدية للإعاقة والوفاة في سن مبكرة على مستوى العالم.

وبحسب الإحصاءات فإن 60 في المائة من مرضى الاضطرابات النفسية في السعودية هم من شريحة الشباب، كما يعاني نصف مليون شخص في المملكة من أمراض نفسية، ويتلقون العلاج في 21 مستشفى و100 عيادة في جميع أنحاء المملكة.

واعتبر الدكتور سهيل خان مدير مستشفى الصحة النفسية، رئيس اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للصحة النفسية في جدة، أن الاكتئاب أحد أهم الاضطرابات الذهنية التي توليها منظمة الصحة العالمية اهتماما كبيرا، وذلك بحسب الإحصاءات التي توصلت إليها المنظمة، وأكد مجملها أن الاكتئاب إحدى المعضلات الصحية التي تواجه مختلف المجتمعات في كافة الدول.

وتابع «بشكل عام نقص الوعي بمرض الاكتئاب، وعنصر الخجل المرتبط بتشخيص هذا المرض، يعدان من أهم العوائق المؤدية إلى عدم التشخيص الصحيح له، وحرمان المريض من الحصول على العلاج المناسب، وهو ما يؤدي بدوره إلى المزيد من المعاناة في صمت». وهنا علق الدكتور أسامة إبراهيم المشرف العام على مستشفى الأمل للصحة النفسية والعقلية بجدة بأن الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية تؤثر بشكل واضح على الأشخاص المصابين وعائلاتهم، وكذلك المخالطون لهم، مشيرا إلى دراسة تمت في الولايات المتحدة الأميركية بينت أن أكثر من 50 في المائة من الذين تم فحصهم وتشخيص حالتهم بالاكتئاب وجد أنهم يعانون من أعراض شديدة للمرض كانت مصحوبة بمضاعفات رئيسية.

وعاد الدكتور سهيل خان ليبين أن الأدوية المستخدمة ليست مضادات إدمان، بل مضادات قلق، وليس كل مضاد قلق مسببا للإدمان، وبشكل عام الأدوية النفسية التي تسبب إدمانا أو قد يعتاد عليها المريض هي أدوية المهدئات والمنومات بشكل عام.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: تنافس شركات الأدوية هو تنافس حميد، لأن شركات الأدوية، بشكل أو بآخر، تحاول أن ترى الآثار الجانبية لكل دواء والناقص الذي تحمله، وتعمل على تجاوزه، وتجنب الأثر الجانبي لدواء معين، وبالتالي الأبحاث بشكل عام هي في صالح الإنسان، طالما كانت تلك المنافسة في إطار حميد، وأكد أن الاشتراطات داخل هيئة الغذاء والدواء قد تكون أصعب من هيئات الغذاء والدواء في الدول الأوروبية والأميركية.

وأوضح أن الدراسات المتواترة أثبتت أن كثيرا من المبدعين في مجالات مختلفة مثل الموسيقي والفن، والفلك، كان لديهم نوع من الخلل النفسي مما يمكن تشخيصه، لذلك تظل مسألة كفاءة الشخص وقدرته على اتباع الأنظمة والجو الأسري والمجتمع هي شرط من شروط الصحة النفسية.

واعتبر أن عدم الذهاب للطبيب النفسي يعد أس المشكلات لدى كل المجتمعات، وهو ضمن خطط تطوير الخدمات النفسية في أي بلد، وأن استخدام القواعد الإرشادية في تشخيص المرض، وتحديد العلاج المناسب بشكل دقيق أمر هام ورئيسي في قيام الأطباء بتقديم أفضل مستوى من الرعاية.